ندوات

فى ذكرى الإبادة الأرمنية: مطالبات بمعاقبة المجرم وإعادة حقوق الشعب الأرمنى

بيروت – آتون :
فى الذكرى 107 للإبادة الأرمنية، طالبت الأحزاب الأرمنية الثلاثة في لبنان، الطاشناق والهنشاك والرامغفار بمعاقبة المسئولين عن هذه المذبحة ومنعهم من القيام بجرائم أخرى، واستذكر الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، جدّه الذي قتل في الإبادة الأرمنية وجدّته التي بقيت ترتدي الأسود طيلة حياتها، وقال: «أنا نموذج عن عائلة أرمنية، عن شخص أرمني خسر العائلة والأقرباء، بالإضافة إلى الأملاك والأرزاق.

أنا من شعب خسر أرضه. نكرر دائمًا، مليون ونصف شهيد. مليون ونصف شخص قُتلوا بتصميم مُسبق، بتخطيط مسبق، وبتنفيذ من القيادات التورانية التركية، أجداد أردوغان وأمثاله. مليون ونصف شهيد ماتوا أوفياء لوطنهم، كانوا فلاّحين، تجّاراً، مفكّرين، قُتلوا. ذنبهم الوحيد أنّهم أرمن، ذنبهم الوحيد أنّهم كانوا يطالبون ببعض الإصلاحات، فقط لا غير، لا استقلال ولا حكم ذاتي، فقط ببعض الإصلاحات لتحسين أوضاعهم الإجتماعية والإقتصادية. كيف ننسى وإبادة الأرمن حصلت بالسيف وإبادة الشعب اللبناني في جبل لبنان حصلت بالمجاعة أثناء الحرب العالمية الأولى؟ ولماذا عفى الله عمّا مضى ونحن في لبنان لا نغفر لمجرم واحد قتل شاباً في حي، أو أوصَل الأذية لأي مواطن، وننسى قتل مليون ونصف شخص وثلث سكان جبل لبنان لمجرد مصالح سياسية، إقتصادية، تجارية، غاز ونفط.

نحن شعب لا ننسى ولا نسامح، إلاّ إذا اعترف المجرم بجريمته، وطالبَ الغفران، وقَبلَ بإعادة كل الحقوق المعنوية والمادية، لا سيما الأراضي المحتلة.
نحن شعب لن ننسى ولن نسامح، ولن نستسلم ..

لا ديمقراطيات العالم ولا كل مَن يتحدّث عن حقوق الإنسان والمواضيع المتعلقة بالبيئة وحقوق المثليين وغيرها، كل هذه الحقوق شعارات فارغة أمام إبادة شعب. كل هذه الديمقراطيات نفاق وكذب أمام حقوق الشعوب المضطهدة، كل هذه الشعارات نفاق وكذب إذا لم يُعاقب المجرم… نحن شعب لا ننسى ولن نسامح… إلاّ إذا تركيا، وهي اليوم الدولة الوريثة للسلطنة العثمانية، اعترفت بأنّ أجدادها هم الذين ارتكبوا الجريمة. فلتعترف ولتعتذر وتقول انّها على استعداد لإعادة كل الحقوق. في هذا الحالة فقط، ربّما نسامح ولن ننسى .. لن ننسى لكي لا تتكرّر الجرائم.

ونحن في لبنان ننسى الماضي والتاريخ، لا نتّفق على كتاب تاريخ، لا نتّفق على المفردات، مَن الخائن ومن المجرم ومن البطل… لكن علينا أن نتّفق على كلمة واحدة: الإنسان. وكل إنسان لا يؤمن بالعدالة والحق فهو ليس إنسانًا .. وأنا لبناني من أصل أرمني أفتخر بإنسانيتي».

قضية حاضرة من جيل إلى جيل

بينما يرى المرشّح عن المقعد الأرثوذكسي في المتن ميشال المرّ أن مَن يكون وفياً لقضية لأكثر من 100 سنة، يكون رمزاً للوفاء وأنا ابن بيت يعشق الأوفياء.
وانّ أهم شيء يملكه الانسان هو التاريخ، والتاريخ يخبرنا اهم الاحداث، فمنها ما يكون محزناً ومنها ما يكون فرحاً.

امّا الارمن، فقد جعلوا التاريخ عاجزاً عن إبقاء هذه الابادة مجرد حَدث تُخبِر الكتب عنه.

اليوم يجمعني بالأرمن الدم والعاطفة. الدم لأنّ اجدادي من الارمن، والعاطفة ورثتها من جدي ابو الياس. واليوم أقول انّ المسؤولية تفرض علينا إبقاء هذه القضية حاضرة من جيل الى جيل، لأنّ ما حصل عام 1915 كان من أبشع الجرائم ضد الانسانية في التاريخ. وللأسف فإنّ ما عاشه اجدادنا من تهجير منذ اكثر من 100 عام نرى اننا نحن معرضون لأن نعيشه اليوم.
وختاماً أقول: 107 سنوات والحق لم يمت ولن يموت لأنكم لم تستسلموا وتمسّكتم بالحق، وأنا ابن بيت يعشق الحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى