حوار: مريم فارس
-تؤمن أن الفنون من أهم عوامل تقويم الأخلاق وبناء جيل واع ومثقف ومحب للحياة والفن ويحترم الآخر دون تطرف فى الرأى، وترى أن العمل الثقافى وحده دون تعاون مع الوزارات المختلفة لا يحقق هدفه المنشود، لذلك تتمنى عودة جميع الأنشطة الفنية والثقافية إلى المدارس بقوة.. ومن هذا المنطلق كان حوارنا مع الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، للتعرف على خططها المستقبلية للقطاعات الثقافية المختلفة للوزارة، التى تعرفها عن قرب، فهى فنانة ومعلمة وناقدة للفن والباليه، وابنة وزارة الثقافة، عملت بها لنحو ١٥ عاما فى أهم وأكبر قطاعاتها «صندوق التنمية الثقافية»، حتى تولت رئاسته عام ٢٠١٦.
ما أهم الأولويات فى الوزارة خلال الفترة الحالية؟
أهم الأولويات فى الوقت الحالى، هو التطوير الذى يناسب رؤية الدولة الحديثة، فهناك تكليفات مهمة من القيادة السياسية فى هذا السياق، الدولة الحديثة تفرض علينا رؤية جديدة تتناسب مع مقوماتها وعندما نقول التطوير، ليس فقط تطوير مبان، بل تطوير آليات التنفيذ وهى التى ستنقل الفكر إلى عمل، والتطوير فى الفكر والنهج المقدم من الوزارة، يشمل الاهتمام بالطفل والشباب والمحافظات والأقاليم، بالإضافة إلى التعاون مع الوزارات الأخرى، خاصة وزارة التربية والتعليم التى من خلالها نستطيع أن نصل للطفل والشاب ونكتشف المواهب، فجيلنا السابق كان يهتم بحصة الموسيقى والرسم والمسرح وغيرها من الفنون، وأتمنى عودة كل هذه الأنشطة الفنية والثقافية إلى المدارس بقوة، فلا شك أن الفنون هى من أهم عوامل تقويم الأخلاق وبناء جيل واعٍ ومثقفٍ ومُحب للحياة والفن ويحترم الآخر دون تطرف للرأى.
ومن الأولويات والمهام كذلك التعاون مع وزارة السياحة والآثار لتحقيق الرؤية الاستثمارية، والاستفادة من ذلك التعاون دون الضغط على ميزانية الدولة، حيث إننى مؤمنة بأن العمل الثقافى وحده دون تعاون مع الإعلام والتربية والتعليم والتعليم العالى والشباب والرياضة والسياحة، مهما وضعنا من خطط وإستراتيجيات، كأننا نتحدث لأنفسنا دون جدوى.
هل هناك خطط للمهرجانات والأنشطة الخاصة بالطفل؟
بالطبع ملف الطفولة والنشء من أولوياتنا، سواء فيما يخص الأنشطة مثل المسرح والسينما والكتب، أو التعاون مع وزارتى الشباب والرياضة والتربية والتعليم، وهذا يأخذ وقتا طبعا، أما بالنسبة للجامعات فلدينا مسارح الجامعة التى تخرج العديد من المواهب وأتمنى ألا تتوقف الأنشطة الفنية عند المسابقات, بحيث تكون الرياضة والفنون جزءًا من السلوك اليومى.
وماذا عن الميزانية والملفات المادية لمختلف القطاعات؟
لم أطلع بعد على كل ما يخص الملفات المالية فى الوزارة، حيث إننى استلمت المهام منذ بضعة أيام، ولكن على حسب خبرتى فى صندوق التنمية الثقافية، لن أدع الأمور المالية تقف أمام التطوير، ولن تكون الميزانية الحُجة التى ستعطلنى، فقط عملت فى صندوق التنمية الثقافية لمدة 15 عاما، بداية من مدير مشروع إلى رئيس الصندوق وكنت أعمل الميزانية لـ 13 مركز إبداع بأنشطة فنية شهرية».
وهل هناك قطاع خاص من قطاعات الوزارة على رأس أجندتك؟
لا شك أن الهيئة العامة لقصور الثقافة، من الأولويات خاصة أن لها أفرعًا فى مختلف المحافظات وكما ذكرت التطوير لن يكون فقط فى المبانى بل تطوير الأفكار والرؤية وآليات التنفيذ التى تظهر المنتج الثقافى على أرض الواقع.
وما خططك لتخفيض سعر الكتب بحيث تكون فى متناول الجميع؟
هناك جهات كثيرة تقوم بالنشر داخل الوزارة، وملف النشر هذا يحتاج إلى دراسة وافية، وسأطلع على تفاصيل هذه الملفات كلها.
بحثت منذ أيام سبل التعاون مع محافظ الغربية, ما رؤيتك لتنفيذ المشروعات الإبداعية بالمحافظات؟
رحبت بمزيد من تفعيل مجالات التعاون البناء مع محافظة الغربية، حيث وجهت بضرورة الإعداد لبرنامج ثقافى وفنى يتضمن مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات يتم تقديمها بالمحافظة، وإعداد خطة لاكتشاف الموهوبين والمبدعين من أبناء المحافظة، وتكثيف أنشطة المسرح المتنقل التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة ولاسيما بقرى المشروع القومى «حياة كريمة»، وهذا ينطبق على جميع محافظات مصر, حيث نستهدف بناء منظومة ثقافية واعدة تقوم مفرداتها على أسس بناء الوعى والإدراك لدى الإنسان المصرى، وإكسابه القدرة على تحقيق متطلبات الوطن التنموية.