مقالاتياء

تحالف الكد والحرية ضد التمدد والتدخلات التركية في دول المنطقة

تحليل محمد أمين .. هذه المرة وفي الانتخابات القادمة، سيتغير نظام البلاد تماماً، إن نجح تحالف الجمهور الى دكتاتورية مطلقاً لا يوجد فيه حقوق ولا دمقراطية ولا أي شيء غير الذي يريده الرئيس الحالي رجب طيب أردغان، وهو الان يسيطر على جميع أجهزة الدولة بما فيها القضاء والامن والقوات العسكرية بجميع أنواعها، أو سيتحول الى ديمقراطية ونظام برلماني معزز إن نجح تحالف الامة الذي يرأسه كمال كليشدار أوغلو. فهو يعد بالديمقراطية والرجوع الى نظام البرلماني. إن النظام الذي يتبناه الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه رجب طيب أردغان، هو الاسلام السياسي وهو نفس الذي يعاني منه شعوب الشرق الاوسط حيث يتسبب بالتخلف ويفرض التبعية ورضوخ المجتمع لقوى عظمى ويساعد القوى المتشددة كما نشاهده الان في عدد من دول الشرق الاوسط.

حزب العدالة والتنمية وعوده ضعيفة، لأنه منذ عشرين سنة وهو على السلطة المطلقة في البلاد ولا يوجد وعداً يوعدها للمجتمع، لأن كل وعد اذا اراد تأكيده يرد المجتمع له، ما المانع ولماذا لم تنفذه الى الأن. ولاشك هذا يضعف يد رجب طيب اردغان ويحرجه في إعطاء الوعود. والاسلام السياسي وأكبر ميزاته، أصبح قسم كبير من المجتمع لا يطمئن لهذا النظام. نعرف ذلك من الشباب وبحسب الاستطلاعات هناك ثمانين بالمئة من الشباب حتى أولاد مؤيدي حزب العدالة والتنمية لا يؤيدون الاسلام السياسي وأردغان وإنما يتجهون نحو الديمقراطية وهذا يقوي موقف ويد المعارضة كما يضعف يد السلطة. لأنهم علموا ان الاسلام السياسي واستغلال الإسلام الحنيف، اخطر مرض في المجتمع ودوائه الديمقراطية، وتحالف الامة برئاسة كليشدار أوغلو، يقول أنه من سوء الادارة أصبح الناس يبحث عن البديل، والبديل حالياً وفق رؤيتهم هو في تحالف الأمة.

في هذا التوقيت والصراع المحتدم يزداد أهمية الديمقراطية الى حد كبير لخلاص المجتمع من هذه العقلية المنحرفة. التحالف الثالث الهام هو تحالف الكد والحرية الذي يتشكل عمودها الفقري من حزب الشعو الديمقراطي وأقرب المتحالفين اليه هو تحالف الامة الذي يحتوي على شرائح مختلفة من اليمينيين والقوميين والليبراليين واليسار الديمقراطيين. لقد أسس حزب الشعوب الديمقراطي منذ ٢٠١٢ الى الان أسس التحالف، وهو يحتوي على جميع القوميات والفرق والطوائف والاحزاب والاديان والمجتمعات وهذا يناسب تحالف الامة. كل المعارضة الأن همهم تحييد رجب طيب اردغان، لأنه أصبح نظامه خطر على الجميع. حتى لا تتشتت المعارضة ولا يتفرق شوكة وقوة المعارضة وليجتمع النضال ضد سلطة أردغان لم يقدم تحالف الكد والحرية مرشحاً للرئاسة.

إن القضاء الذي من الوارد أن يصدر قرار حل حزب الشعوب الديمقراطي جعل الحزب يدخل في الانتخابات تحت اسم حزب اليسار الاخضر أحد حلفاء حزب الشعوب الديمقراطي، مع أن الدستور لا يسمح في مثل هذه الاوضاع في وقت قريب للانتخابات من اغلاق الأحزاب، ولكن أردغان قال بنفسه “انا فوق دستور” وهو لا يبالي بالدستور طوال سلطته. لذلك لا يؤمن ولا يعول عليه إن قرر الحزب دخول الانتخابات، أن لا يأمر أردوغان القضاء بسرعة المحكمة ويتم اصدار قرار الاغلاق قبيل الانتخابات و يتم بذلك هدر أصوات مؤيدي حزب الشعوب اليمقراطي ولذلك تم الدخول تحت اسم حزب اليسار الأخضر. لأنه بوسع أردوغان تنفيذ إبادة سياسية كما يجري الأن الابادة القومية على الشعب الكردي، حيث يستعمل كل الطرق ووسائل القمع والاضطهاد ضد القومية الكردية بما فيها اغلاق مدارس للغة الكردية التي افتتحها الكرد ليس بإمكاناتهم الشخصية وليس بإمكانات الدولة. الدولة لا تقبل بتدريس وتطوير اللغة الكردية بأي شكل من الاشكال مع وجود الكرد كمكون أصلي وأقدم من الاتراك في هذه المنطقة بآلاف السنين، وعددهم حوالي ثلاثين مليون على أرضهم التاريخية. وهذا كله يسبب تراجع تحالف الجمهور برئاسة أردغان في المناطق ذات الغالبية الكردية مع زيادة دعم القوميين والعنصريين الاتراك والفاشيين لتحالف الجمهور لنفس السبب. يعني قمع واضطهاد القومية الكردية يؤثر سلباً على دعم ارغان بين الكرد وبالمقابل يوثر اجاباً بين العنصريين والقوميين المتشددين والفاشيين لدعم أردوغان.

إن سوء الادارة والاتهامات بسرقة مال الدولة من الأسباب التي تؤدي الى تراجع دعم أردغان من جميع الاطراف حيث الأن يوجد في تركيا أزمة اقتصادية كبيرة، ربما لم تشهدها تركيا منذ تأسيس الدولة الى اليوم. وقام أحد الأشخاص الجدد كمثل سادات بكر، ببيان أعمالهم السيئة والقذرة تلك الاعمال التي لا يتوقع وجدان الانسان ان يقوم بها أحد باستعمال القضاء ابتزازاً للسيطرة على أموال الأخرين والمعامل والمصانع وتجارة المخدرات والكوكايين وتشريد من لا يريدونه. أقوى مادة في يد أردغان هي خلق المشاكل أو التسبب في اندلاع الحرب في المنطقة من اجل الحصول على دعم العنصريين وبحماسة القوميين بحجة بقاء الدولة كانه يناضل لبقاء الدولة، ويريد أن يخلق تصوراً، بأن جميع الأطراف الأخرى خونة. كما يتبين من ماضيه أنه يحاول خلق المشاكل والدفع نحو اندلاع الحرب في المنطقة ولكنه لم يوفق في ذلك، وأظن هذا اكبر خسارة له.

إن تحالف الكد والحرية بما فيه حلف حزب الشعوب الديمقراطي، حزب اليسار الاخضر يريد دمقرطة تركيا وحل القضية الكردية بشكل يليق بالديمقراطية وهو ضد انتشار وتدخل تركيا في المنطقة ويتفق في ذلك مع تحالف المعارض للسلطة برئاسة كمال كليشدار أوغلو، خلافاً لسياسات أردغان تجاه المنطقة الذي يريد التمدد والتدخل في المنطقة، وإحياء العثمانية وتطبيق العثمانية الجديدة، وجميع أطراف الاسلاميين السياسيين يؤمنون بذلك ويعتبرونها أهم وظيفة وواجب لهم. وهنا نعتقد أنه يجب على جميع شعوب الشرق الاوسط أن يكونوا على علم بخطر ذلك من التجارب الماضية خلال السلطة الأمبرطورية العثمانية في المنطقة، ومن الواضح ما عانته المنطقة من سياساته الخاطئة وتأثيرها على المنطقة الى يومنا هذا. منهج حزب الشعوب الديمقراطي وحلفائه متفقين في مسألة المرأة، بمشاركة النساء والرجال سويةً في جميع مجالات الحياة الإدارية، فهم يتبنون الرئاسة المشتركة في جميع مراحل الإدارة والحياة.

إن السيناريوهات المتوقعة في الانتخابات كثيرة، حيث الاسلاميين السياسيين يعتبرونها جهاداً في سبيل الله ويحللون جميع الوسائل فيها للنجاح حتى يتوقع بتقديم أردغان لقوات خاصة مخفية والمرتزقة للتدخل، اذا تأكد أن اصوات المعارضة متقدمة على أصواته يوم فرز الاصوات بعد الانتخابات، ولا يهمه تحويل البلاد الى حرب داخلية اذا تبين انه سيسقط ويفقد السلطة، وربما لن يترك أردوغان القصر بأي شكل إذا كان ممكن. وهذه السيناريوهات، نظن أن اردغان وأعوانه يختلقونه لاخافت وترهيب المعارضة، لان هذه القوى ليسوا أيدولوجيون وانما قوى اجتمعوا على المصالح ونتوقع أنه سيفشل يوم الانتخابات ولا اظن ان رجاله وأدواته سينجحون ولكن خلاف ذلك أيضا متوقع. شاهدنا في وقت سابق صدام حسين في حزب البعث العراقي حيث كان يعترض الجميع مع أعوانه ولكن عند الحرب لم يبق حوله أحد من قواته ورأينا كيف اخرجوه من نفق تحت الارض. اظن هذا السيناريو ممكن وسيكون مثل هذا في يوم الانتخابات.

في هذه الايام حصل هجوم بالسلاح على مقر حزب الجيد حليف المعارضة وعلى مقر حزب مرشح المعارضة حزب الشعب الجمهوري، بعدد من الرصاصات في تلك الاوقات التي لا يوجد أحد في هذه المقرات ولم يحصل اي ضرر. يتبين هذا ويتهم فيه من قبل مرتزقة السلطة ولاشك هذه رسالة ترهيب. إن استراتيجية المعارضة هي الحفاظ على العلمانية، وستفقد تركيا هذا النظام إن فاز أردوغان في الانتخابات وهنا نحن أمام صراع أيديولوجي أكثر من المقاربة البرلمانية للمصالح اليومية.

السيناريوهات كلها متوقعة من أردغان ولا يتوقع من المعارضة، الا النضال بشكل ديمقراطي. ولكن يجب ان نكون على علم بان تركيا كأي دولة في الشرق الاوسط الذي سيحصل على السلطة لابد أنه مدعوم من الخارج أي الدول المهيمنة على العالم. إن سوء تعامل أردوغان وسياساته الخاطئة الخارجية ورفع الحقوق والديمقراطية من تركيا وإضعافها لأبعد الحدود، يظهر أن دعم الخارج سيكون باتجاه المعارضة وهذه ستكون قوة ودعم لفوز المعارضة، لأن دعم الخارج يزيد جميع المواد الأخرى للفوز في الداخل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى