سكينة جانسيز.. 11 عاماً على اغتيال أيقونة النضال والإنسانية الحية
تزامناً مع مرور 11 عاماً على اغتيالها، استضاف مركز “آتون” للدراسات وبالتعاون مع جمعية مؤنث سالم أمسية لإحياء ذكرى اغتيال المناضلة الكردية البارزة سكينة جانسيز إحدى مؤسسات العمل النضالي الوطني والنسائي، والتي استشهدت في باريس في 9 يناير عام 2013، بعد مسيرة نضالية من أجل حرية المرأة وحرية شعبها وشعوب المنطقة، وذلك بمشاركة لفيف من الباحثيين والمثقفين والسياسيين والكتاب الصحفيين من مصر وسوريا والعراق والسودان وغيرها من الجنسيات.
وقد أدار الأمسية الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث بمشاركة الأستاذة شيماء الشواربي عضو المجموعة التنفيذية لمبادرة مؤنث سالم، والكاتبة الصحفية فاتن صبحي من جمعية مؤنث سالم، وسط انجذاب كبير من الحضور لسيرة وقيمة ومكانة السيدة سكينة جانسيز أو “الست سكينة” كما تحدثوا عنها، في ظل ما قدمته في مجال العمل الثوري النضالي وكامرأة تحدث كثيراً من الصعاب التي أحاطت بها سواء ما يتعلق بواقع القضية الكردية في المنطقة وخاصة في تركيا أو التحديات المتعلقة بمكانة المرأة في المجتمع الذي كانت تعيش فيه.
هذه هي سكينة جانسيز
وقد استهل الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ تقديمه للأمسية بالتأكيد أن السيدة سكينة جانسيز هي بكل المعايير والمقاييس أيقونة وطنية وإنسانية تمثل البحث عن الحرية والعدل، مضيفاً أنها “نموذج وهب عمره للبحث عن الحرية وتكريس الهوية والنضال ضد كل ما هو استبداد”، مؤكداً كذلك أنها شخصية متداخلة قوية واضحة في مبادئها وأفكارها وسلوكياتها.
وقال أيضاً إن سكينة جانسيز تتسم بأنه لا يوجد تناقض بين سيرتها ومسيرتها وأفكارها، موضحاً أنه لم يلحظ في كتابها المهم “حياتي كلها صراع” أية تناقضات بين سلوكها وقناعاتها، لافتاً إلى أنه عشق النضال في شخصها والحرية في ممارساتها، وأنها قد جذبته بقدرتها على نقل الأفكار والمعاني بدقة شديدة ومتناهية جداً، مشيراً كذلك إلى أنه قد أطلق عليه اسم سارة .
ويرى أستاذ التاريخ الحديث ومقدم الأمسية أن “الست سكينة” – كما أسماها – تعبر عن حالة من الدوائر المتداخلة التي يصعب أن يتم فصل دائرة فيها عن الأخرى، ورغم عمرها القصير واغتيالها، إلا أن عمرها من ناحية الفكر والنضال سيبقى أطول بكثير ممن اغتالوها سواء كانوا أنظمة أو حكومات أو دول.
وقد استعرضت الأمسية بصفة أساسية كتاباً لمذكرات سكينة جانسيز، إذ كان لـ”الإمام” ملاحظة مهمة وهي أن ما جاء بالكتاب قدم دقة الملاحظات الموجودة فيها بعين المرأة وعدستها وخاصة أن كاتبة الكتاب امرأة والمترجمة له امرأة وهي السيدى بشرى علي، وللمفارقة أن المتحدثين في الأمسية اثنين من السيدات المصريات الكاتبات والصحفيات القديرات، اللواتي تأثرن بمسيرة سكينة جانسيز ومواقفها وتاريخها النضالي، كنموذج ملهم للمرأة.
عرض فيلم وثائقي
وتم عرض فيلم وثائقي عن حياة الخالدة سكينة جانسيز وحياتها ونضالاتها ومختلف مراحل حياتها بدء من نشأتها وتحدياتها العائلية والمجتمعية والسلطوية وما شاهدته من إبادة جماعية تجاه الكرد من قبل السلطات التركية في درسيم موطنها التي نشأت فيها، وكيف تحملت هي ورفاقها لواء الكفاح النضالي الوطني والتنظيمي والعمالي وهي التي اغتيلت ثمناً لدفاعها عن الحرية والديمقراطية وتمثيلها للنساء ونضالهن لأجل حياة أفضل.
كما تطرق الفيلم الوثائقي كذلك إلى غمرة نضالها وسجنها ومقاومتها التي لامثيل لها وتلقيها التعليم والتدريب من القائد عبدالله أوجلان، وتطرق الفيلم كذلك إلى انتقالها وعملها في الشرق الأوسط لا سيما في سوريا ولبنان وفلسطين، وكذلك في وأوروبا واستطاعات فيها أن تخلق أرضية واسعة للمطالبين بالحرية وكانت صاحبة تأثير كبير بين الجالية الكردية في المهجر والمرأة بصفة عامة بما في ذلك اللواتي من القوميات الأخرى.
أيضاً استعرض الفيلم المرحلة الأخيرة في حياة صاحبة الشعر البني الأحمر حين تم اغتيالها من قبل المخابرات التركية في العاصمة الفرنسية باريس، والتي تمت في التاسع من يناير عام 2013 في فرنسا وتحديداً في باريس، تاركة خلفها ذكرى متواصلة للكرد وشعوب منطقة الشرق الأوسط بالألم والقتل والاغتيالات ومناسبة لاستمرار العمل لأجل المرأة والحياة المستقرة الحرة.
ومع مشهد الاغتيال واستكشاف الحضور الملامح الرئيسية في حياة سكينة جانسيز كان التصفيق معبراً عن إعجابهم بتلك السيدة والنموذج للمرأة المناضلة، فيما أكد الدكتور محمد الإمام أن الست سكينة تقدم نموذجاً نادراً في ثقافة المقاومة ربما لا نرى مثله إلى في دولة مثل الجزائر أو فلسطين، مؤكداً كذلك أن الفيلم الوثائقي وجه الأنظار إلى أهمية سكينة كقوة ناعمة في مفردات الحرية والعدالة والهوية، داعياً إلى تحويل إرث المقاومة لأعمال خالد في الوجدان، وأن حياتها تصلح لتكون عملاً درامياً يتفوق على تلك التي تنتجها تركيا.
وأكد كذلك أن سكينة جانسيز تجربة إنسانية ووطنية تحتاج إلى إنتاج فيلماً أو عملاً فنياً يعبر عما قدمته منذ أن ولدت عام 1958 وإلى أن اغتيلت، وأكد ضرورة أن يتم جمع كل ما كتب في الأدبيات عنها، لتكون رمزاً وآتون مهم من أواتين الثقافة وأدبيات المقاومة، ثم دعا إلى الانتقال لاستعرض قسماً من مذكراتها.
بين الأم والأب.. بدأت المسيرة
“من أمتع ما قرأت”، بتلك الكلمات بدأت الأستاذة شيماء الشواربي عضو المجموعة التنفيذية لمبادرة مؤنث سالم حديثها عن مسيرة سكينة جانسيز، إذ استعرضت بعض النقاط الرئيسية والبارزة لمذكراتها، مؤكدة أن هذه المذكرات من أمتع ما قرأت، مشيرة إلى أنه لأهميتها كتب لها ثلاثة مقدمات إضافة إلى مقدمة الكاتبة نفسها، معربة عن شكرها لمن أتاح لها الفرصة للحديث عن سكينة جانسيز.
وأضافت أن حياة سكينة جانسيز لم تكن سهلة منذ ميلادها، فكل حياتها كانت مضغوطة ومحفوفة بالمخاطر وفرض عليها فيها الجهاد والنضال والجدية، مشيدى بسردها لذكرياتها في مذكراتها التي كانت أقرب ما يكون للرواية التي تجعل من يقرأها كأنه جزء منها لا سيما أنها استلهتها بحملة “سكينة غير الساكنة واتسمت بالخيال الرائع، والتي كشف عن بعض ملامح حياتها مثل قولها إن جدتها لا تطفيء نار الفرن أبداً ودائما البيت مفتوحاً بالولائم، وهو ما يعني أن بيتها ممتليء بالخير، أو كما قالت إن جدتها تدعو كل يوم للشمس والقمر وفي نفس الوقت تصرخ مرتعبة عندما يكون هناك كسوف أو خسوف، وكل هذه المناظر التي تصفها تقرأها كما لو كنت بداخلها.
وقالت الكاتبة الصحفية أيضاً إنها لمست دائماً مسألة الصراع بين عائلة الأم وعائلة الأب لدى سكينة جانسيز، إذ كانت عائلة الأم ميسورة الحال عكس عائلة الأب، وقد حرصت دائماً على مدح والدها بأنه شخص غير متملق واعمد علىة نفسه أي عصامي وصبور وشخص مثالي، وكان بالنسبة لها شخص مهتم ببيته في سفره ورجوعه، وكان يرسل إليهم النصائح في شكل مكاتبات خلال سفره وكان مهتماً جداً بالعائلة ونصحها وكانت هي تحب فيه ذلك، عكس غيره الذين تزوجوا من ألمانيات عندما سافروا وأسسوا حياة مختلفة.
وتقول في المقابل إنها كانت ترى والدتها شخصاً سلطوياً للغاية ودائما ما تكون في مشاحنات معها، وعندما تحدثت عن شخصية جدتها لمست شيماء الشواربي منها مدى قوة شخصية المرأة الكردية، وأن للسيدة كلمة مسموعة لا سيما المتزوجة، مشيرة إلى أن سكينة جانسيز قبلت الزواج من شخص رفضته من قبل لتتمتع بمميزات المرأة المتزوجة القوية في هذا المجتمع.
وتناولت المتحدثة كذلك مرحلة التحاقها بالدراسة، فتشرح سكينة جانسيز كيف تعرض مناطقها للإبادة الجماعية ومحو اللغة والهوية، حتى أنها قالت “إننا نذهب إلى مدارس المحتلين لأراضينا”، وكان هذا أمراً مزعجاً لها، ولفتت إلى أن من جوانب شخصيتها أنها كانت تنكر المقدسات إذ ترى أن تقديس أي شيء يبدأ عندما يعبد الإنسان كل ما يعجز عن إدراكه، ومع ذلك بدأت تؤمن بفكرة المقدسات لما كان عليها رمي النقود فوق الشموع لترى ستثبت أم لا، وبالتالي عادت للمقدسات التي كانت تنفر منها.
من بين أهم ما قالته سكينة جانسيز في كتابها، وفق شيماء الشواربي، ما كتبته بشأنه والدتها كأكثر الأشخاص تأثيراً في حياتها، حين قالت إنها قد حولتها إلى متمردة، لكنها قد علمتها خوض الصراع أيضاً، وبالتالي كانت في حالة صراع دائمة مع والدتها، وكانت دائماً هناك غضب شديد تجاه آرائها. وعن المرحلة الثورية، تقول “الشواربي” إنها قد بدأت تستمع للأخبار والأحزاب التي تؤسس، وكانت تنتقد مسألة الحزبية داخل الثورية، وأن تكون هناك خلافات في ظل الهدف الأساسي وهو تحرير كردستان.
وذكرت “الشواربي” كذلك أن سكينة جانسيز في البداية كانت تخجل من هويتها الكردية وكانت تتحدث باللغة التركية، لكن والدتها عنفتها وطلبت منها ألا تخجل من كونها كردية، فبدأت تعتز بهذا الأمر وكبرت بداخلها روح النضال، كما تحدث في مذكراتها عن خلفيتها الثقافية والدينية كسيدة كردية علوية وعنيدة لدرجة أنها قد شبهتها لمارجريت تاتشر رئيس وزراء بريطانيا الراحلة، وقد عرفت من خلال مذكراتها كذلك عادات الشعب الذي نشأت فيه.
وقالت “الشواربي” إن سكينة جانسيز تعرضت لكثير من المضايقات كي تثبت نفسها، وصولاً إلى مرحلة ممارسة نشاطها الثوري، حين استغلت سفر والدتها، وتواصلت مع الثوار وكانت تستضيفهم في المنزل حتى أنهم كانوا يسمونها “الأخت الكبرى”، ولما عادت والدتها ورفضت ذلك قررت الهرب، واختارت أن تكون عاملة كي تختلط أن تكون من العمال وتعرف أفكارهم وتحثهم على الثورة والنضال واقتربت منهم.
وأشارت إلى أنها كانت أيضاً تتناقش مع نفسها في المصطلحات الثورية، وشاركت في إضرابات العمال التي نجحت عندما بدأ بعض العمال المفصولين تعسفياً يعودون للعمل إلى أن فصلت هي من العمل لاحقاً، وعندما عادت إلى منطقتها التي هربت منها وجدت أن هناك قدر كبير من الوعي. وأكدت “الشواربي” أن سكينة جانسيز كانت شخصية عنيدة وصلبة، معربة عن تشرفها بأنها قد تعرفت على شخصية مثلها حتى لو كان من خلال الورق أي قراءة مذكرات “الست سارة”، التي كانت مع كل عثرة سيزيد الحماس الثوري داخلها.
ذكرى مؤلمة للكرد
وخلال الأمسية جرى كذلك استعراض كلمة مسجلة من الناشطة الكردية البارزة في أوروبا زينب مراد الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الكردستاني من أوروبا ، والتي أكدت أن يوم التاسع من يناير/كانون أول من كل عام يحمل ذكرى مؤلمة للنساء الكرديات وكذلك الشعب الكرد أجمع، ففيه يتم استذكار اليوم الذي قتلت فيه سكينة جانسيز من قبل الاستخبارات التركية مع رفيقتين لها.
وأضافت أن العقلية التي تقف خلف اغتيال “جانسيز” هي نفسها التي دعمت تنظيم “داعش” الإرهابي والتي تقتل الإنسان والتي تعمل وتواصل نفس الدور، فمن مجزرة النساء الإيزيديات في عام 2014 إلى اغتصاب واختطاف النساء في عفرين المحتلة لا تزال مستمرة حتى الآن، معتبرة أن سكينة جانسيز كانت تدافع عن الحرية لكل المجتمعات.
وقالت إن “أنقرة” من استهدف سكينة جانسيز كانت تريد استهداف القضية الكردية بشكل عام والنيل من حقوق المرأة بشكل خاص، مشيرة إلى أن الشهيدة سارة لعبت دوراً مهماً في تنظيم المرأة الكردية وأسست منظمات وأكاديميات خاصة بالمرأة على أساس تسليح المرأة بالعلم، وعلى هذا الأساس جاء علم المرأة أو الجينيولوجيا، وقيادتها لحركة النضال للمرأة الكردية.
المحطة الأهم
وبعد تعقيب وجيز من الدكتور محمد الإمام انتقلت الكلمة إلى الكاتبة الصحفية فاتن صبحي استعراض مذكرات سكينة جانسيز، وقالت إن وعيها تشكل من الأعمال الفنية التي كانت تحضرها والأعمال المسرحية، وعندما سافرت إلى ألمانيا مع والدها وتوقفت عن الدراسة لمدة سنة، وشاركت في حضور عمل مسرحي عن الهوية الكردستانية، وتفاجأت أنه بينما كانت هي تخجل من هويتها وجدت أن كل من ذهبوا إلى هناك كانوا يرتدون الزي الكردي فعاتبت والدها لعدم ارتدائها مثلهم.
وأضافت “صبحي” أنها كانت حريصة على تحريض العمال من أجل الحصول على حقوقهم، لدرجة أن صاحب مصنع عرض عليها أن تتولى منصباً لكنها رفضت، وقد عرض عليها ذلك رغم أنها ليست جامعية فكان لديها وعي أن المصانع ترفض توظيف الجامعيين لكي لا يقودوا ثورات بين العمال، مشيرة إلى أن شقيقها كان أكثر من شجعها على الثورة، وقد قبض عليها لأول مرة بعد الاعتداء عليها وضربها من قبل الشرطة وسجنت 3 أشهر.
وتروي “صبحي” كذلك أن محامي سكينة جانسيز استطاع استغلال وجود حزب الشعب الجمهوري وكانت فترة انتخابات وضغط على المحكمة لتخرج من السجن ومعها بعض رفاقها، لكن صدمتها جاءت لاحقاً من أنها وجدت أن 2 من رفاقها قتلوا على أيدي الحزب الذي أخرجها من السجن، وصدمت كذلك عندما وجدت أن زوجها انضم إلى حزب الشعب الجمهوري، وبالتالي أصبح هناك خلافاً فكرياً وقررت الطلاق لاحقاً، وأن تكرس حياتها للنضال والاشتباك الثوري، وتمسكت بمواجهة الفاشية، وبدأت تفكر في مسألة الحصول على السلاح والمال لاستخدامهما في العمل الثوري.
ولفتت الكاتبة الصحفية فاتن صبحي إلى أن سكينة جانسيز كانت تصف كل شيء بدقة بحسب ما ظهر من مذكراتها، فقد حكت عن قائدها وقالت إنه كان شخصاً يحب النظاقة ويشجعهم على القراءة، ودعاهم للقراءة عن الثورة البلشفية والشيوعية في العالم، وأن عليهم أن ينظموا ذهنهم كي يواجهوا الفاشية، مشيرة إلى أن والدتها ذات مرة كانت تحدث صور ماركس ولينين وإنجلز وتدعوهم أن يتركوا ابنتها رغم أنها لم تكن تنطق أسمائهم بدقة، في إشارة إلى تعلق “سكينة” بهم.
وتحدثت فاتن صبحي حول واقعة أثرت في تكوين سكينة جانسيز وذلك عندما تعرضت طفلة للاغتصاب من قبل رجال مخفر شرطة، ما غذى روح الثورة لدى الأهالي، وبدأوا كتابة المنشورات للمطالبة بحقوقهم، مشيرة إلى أن “سكينة” كانت تتحرك بقوة فيما يتعلق بحقوق المرأة وحقها في التعليم واختيار ما يناسب حياتها بالشكل الذي تراه، وقد كانت مهتمة بمساعدة رفاقها وتزور من يخرجون من السجن.
وأكدت “صبحي” في ختام حديثها أنها رأت في سكينة جانسيز شخصية قوية وحادة المخالب وتعافر طوال الوقت من أجل قضية هي مؤمنة بها حتى تأسيس حزب العمال الكردستاني، وكانت هي مسؤولة عن لجنة المرأة وكذلك الإعلام والدعايا، وكانت ترى أن العمل والنضال على الأرض أكثر أهمية، وحرصها على تنظيم العمل، كما تلفت إلى أنه في إحدى المرات تعرضت لمداهمة من أجل القبض عليها، فقامت على الفور بالتخلص من الأوراق التي لديها، وكانت قد جهزت لوحاً خشبياً لتنتقل من خلاله إلى منزل مجاور، وكانت المفارقة أنها وجدت مع الشرطة أحد الرفاق وهو الذي قد أوشى بها، وهو أمر انتقدته.
كما شملت الحلقة عدداً من المداخلات من الحضور منهم السفير شريف شاهين مساعد وزير الخارجية المصري السابق وسفير مصر الأسبق في العراق، والسيد كارنيج سركسيان الكاتب السوري الأرمني، والدكتورة سحر حسن المتخصصة في التاريخ، وعدد آخر من الشخصيات والذين تمحورت تعليقاتهم حول مكانة سكينة جانسيز وأهمية التعرف على شخصيتها ونضالها كونها تمثل أحد نماذج العمل النسوي والعمل الوطني لأجل الحرية والديمقراطية.
وقد شاركت في الحلقة النقاشية كذلك السيدة ليلى موسى ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في مصر بكلمة تحدثت فيه عن تجربة سكينة جانسيز أو “سارة” كما أطلق عليها وكيف كانت نموذجاً للنضال، والتي أعربت عن سعادتها عن مناقشة القضية الكردية في شخص المناضلة سكينة جانسيز، وأن هذا دليل على أنه مهما حاولت بعض الدول القضاء على قضايا الشعوب إلا أنها تبقى مستمرة بنضالها.
وقالت إن “جانسيز” تنتمي إلى منطقة درسيم التي تعرضت لانتهاكات وإبادة على كافة الأصعدة كانت البيئة التي تشأت في، وقد حاولت من خلال سرد تفصايل حياتها في مذكراتها إيقاع ما كان يطال الكرد من قمع، وقد شاهدنا فيها دورها البناء في إحياء القضية والثقاة الكردية.