
تُشكل الصحافة رافداً مهماً من روافد المعرفة والثقافة لأى أُمة فى العالم؛ إذ تُعد مرآة الشعوب التى تعكس الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل عام، كما تُمثل الصحافة السلطة الرابعة وهو مصطلح أطلقه المفكر الإيرلندى إدموند بيرك (1729 – 1797م) فى مناظرة برلمانية فى عام 1787م على الصحافة. وهى أحد روافد القوى الناعمة حسب ما ذكر جوزيف ناى فى جامعة هارفارد الأمريكية عام 2004 م، ولأهمية الصحافة وصفها الكاتب الروسي تولستوي (1828 – 1910م) بأن (الصحف رسالة خالدة)؛ لذا تلعب الصحافة دورًا حيويًا فى تعزيز الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتُسهِم فى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز العدالة الاجتماعية فى المجتمعات.
بيد أن تاريخ الصحافة الكردية تاريخ حافل ويرجع جذوره إلى أكثر من قرن وربع مضى حين دشن الأمير مقداد بدرخان صحيفة كردستان 1898م ، ونحن نحتفى هذا العام بمرور 126 عاماً على نشأة الصحافة الكردية.
أهمية نشأة الصحافة الكردية
تُعد الصحافة وسيلة حيوية لتعزيز الهُوية الثقافية والسياسية وتعزيز الوعي بالقضايا المهمة التى تؤثر على حياة الكرد، ومن أهم الأسباب التي تجعل الصحافة مهمة بشكل خاص للكرد:
- تعزيز الهوية الثقافية: تعمل الصحافة الكردية على تعزيز الهُوية الثقافية لهم من خلال تقديم التقارير والمقالات حول التراث الكردي والفنون والثقافة الشعبية.
- توثيق التاريخ والثقافة: تلعب الصحافة دورًا مهمًا فى توثيق تاريخ الشعب الكردي وثقافتهم، وتحقيق التواصل بين الأجيال من الكرد من خلال نقل الحكايات والتجارب الشخصية.
- تقديم منصة للمناقشة السياسية: توفر الصحافة الكردية منصة للمناقشة السياسية ونقل وجهات النظر المختلفة داخل المجتمع الكردي، مما يُساعد على تعزيز الحوار وفهم أفضل للتحديات التي تواجه الكرد.
- التواصل مع الجاليات الكردية فى المهجر: تُسهم الصحافة إسهاماً كبيراً فى تواصل الكرد الذين يعيشون فى الخارج مع ثقافتهم وتطورات الوطن الأم، مما يُساعد فى تعزيز الانتماء والتواصل بين الجاليات الكردية المنتشرة فى مختلف أنحاء العالم.
- التغطية الاعلامية للقضايا الكردية: تقوم الصحافة بدورًا كبيراً فى نقل الأحداث والتطورات التي تؤثر على الشعب الكردي، مثل القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتسليط الضوء على حقوق الإنسان والظلم الذي يواجهه الكرد.
بيد أن نشأة الصحافة الكردية تعود إلى فترة متأخرة من القرن التاسع عشر. فى ذلك الوقت، كانت الصحافة الكردية تواجه تحديات كبيرة بسبب القيود السياسية والثقافية والاجتماعية التي كانت تُعاني منها المناطق التي يسكنها الأغلبية الكردية. وتطورت الصحافة الكردية تدريجياً ومرت بمراحل مختلفة، وكان لها دوراً مهماً فى تعزيز الوعي السياسي والثقافى للشعب الكردي. فى البداية، كانت المطبوعات الكردية تقتصر بشكل رئيسي على النشرات الإخبارية الصغيرة والمجلات الثقافية التي كانت تصدر فى المناطق التي يعيش فيها المكون الكردي، إلى أن ظهرت الصحف الكردية فى ختام القرن التاسع عشر وبدأت تتطور فى بداية القرن العشرين .
أسباب تطور الصحافة الكردية
ترجع النهضة التى شهدتها الصحافة الكردية على مر التاريخ إلى عدة عوامل ولعل على رأسها :
ظهور الطباعة
ارتبط ظهور الصحافة المطبوعة بظهور آلة الطباعة فعندما وُجدت المطبعة وُجدت الصحف،(*) وكبقية شعوب العالم عرف الكرد الطباعة، وولجوا هذا المجال حتى وإن جاء متأخراً إلى حد ما، وحملت أول مطبعة كردية اسم كُردستان التي أسسها “فرج الله زكي الكردي” في القاهرة في بداية القرن العشرين باسم مطبعة (كُردستان العلمية) بالتعاون مع صديقه ” محي الدين صبري “، الذي ربما اقتبس مؤسسها الاسم من اسم أول صحيفة كردية كردستان التي أصدرها مقداد مدحت بدرخان في القاهرة عام 1898م.
تُعد مطبعة كُردستان العلمية أول مطبعة ودار نشر كردية، رغم أن الأمير مقداد مدحت بدرخان يُشير إلى أنه طبع العددين الرابع والخامس من جريدته كردستان في مطبعة كُردستان، إلا أنه لا يُشير إلى مكان وصاحب المطبعة. ومن هنا تُعتبر مطبعة كُردستان العلمية التي أسسها فرج الله زكي الكردي في 13 فبراير 1907م في درب شارع المسمط بحي الجمالية التاريخي في القاهرة قرب الجامع الأزهر أول مطبعة كردية. رغم أن المطبعة لم تتأسس من أجل طباعة ونشر التراث الكردي إلا أن صاحبها الذي عُرف ولُقب بالكُردي اشتهر بمنبته الكردي وبوسطه الكردي وبالتعاون مع الكُرد سواء في القاهرة أو في سكنه في رواق الكرد بالجامع الأزهر، ومن ثم في بيته في الجمالية الذي كان يتابع فيه عمله، وقد عُرفت هذه المطبعة في الوسط الثقافي المصري آنذاك بـ (مطبعة الكُردي)، لصاحبها ومؤسسها فرج الله زكي الكردي (المريواني)،(*) وتوقفت المطبعة فى عام 1930م دون أن تُعلن ذلك، أو دون أن يُوضح صاحب المطبعة ذلك.
بالرغم من أن مطبعة القاهرة سبقت مطبعة دمشق التى تم أنشأها فى عام 1915 م على يد المؤرخ الكردي الشهير ” حسين حزني موكرياني ” مؤلف كتاب (بيشكتن- التقدم)، إلا أنها لعبت دواً كبيراً فى تطور ونشر الصحف والمجلات الكردية، إذ سافر موكرياني إلى ألمانيا فى عام 1915م ، وقام بشراء آلة طباعة وأحرف، ونقلها إلى مدينة حلب، وأضاف إلى الأحرف العربية التي استخدمها في كتابة اللغة الكردية إشارات للدلالة على الأحرف الصوتية الكردية بعد أن سكها فى ألمانيا، وبدأ بطباعة الكتب والصحف والمجلات الكردية، وبذلك يكون حسين موكريانى مؤسس الأبجدية الكُردية بالأحرف العربية، والمؤسس الأول للطباعة الكردية والنشر الكُردي، وكان أول كتاب طبعه في مطبعته عام 1915م هو كتاب الشاعر الكُردي الكبير أحمد خاني ” مم زين ” .بقيت هذه المطبعة الكردية موجودة في مدينة حلب حتى عام 1925م عندما اشتعلت انتفاضة الشيخ “سعيد بيراني” ، حيث انتقلت الى بغداد ومنها إلى مدن كردستان العراق وإلى مدينة “رواندوز” تحت اسم “زاري كورمانجي” ، حيث أُصدرت هناك مجلة “زاري كورمانجي “، ومجلة “رونا كي” النور، وأصدر أيضاً حوالي ثلاثين نوعاً من الكتب، إلى أن توفي حسين موكرياني في سبتمبر 1947م ، وبعد وفاته نقل أخوه “غيفي موكرياني” المطبعة إلى المدينة الكُردية الأخرى “هولير” أربيل؛ حيث بقيت فيها حتى يومنا هذا كدليل على ذلك الإرث العظيم الذي قدمه هذا المفكر الكبير ورائد الطباعة الكردية ، والمؤرخ، سواء من خلال مؤلفاته من ” كتاب التاريخ الكردي – نظرة إلى الماضي – الشاهنشاهات الكرد من الزند – أمراء سوران – نافدا راني كورد – الكرد ونادر باشا – كردستان مقريان وغيرها ” ، أو من خلال عمله في تأسيس أول مطبعة كردية، فهو يستحق وبكل جدارة لقب رائد النهضة الكردية الحديثة ، وأبو التاريخ الكردي، ومؤسس أول مطبعة كردية، وله علينا أن نتابع سيرته المشرقة، وجُعل يوم وفاته في 22 سبتمبر 1947م من كل عام يوماً للأعلام والنشر الكردي .
انتشار التعليم فى المجتمع الكردى
كانت الحركة الصحافية بحاجة إلى وجود أعداد كبيرة من المتعلمين وإلى تطور ونمو طبقة مثقفة كإحدى ضرورات الحياة الثقافية بحيث تشكل حالة تتعارض مع عدم وجود صحافة قومية. ولكن هذا التغيير كان أكثر بطئاً بالمقارنة مع الشعوب المجاورة. ولكن هذا الأمر أصبح أكثر إلحاحاً مع الولوج إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث أصبح الاهتمام بالتعليم أحد شعارات الحركة الكردية وهنا تجدر بنا الإشارة إلى أن المدارس الدينية كانت تتمتع بمكانة بارزة في كردستان، ولقد تخرج من هذه المدارس علماء ومثقفون بارزون يتمتعون بالحس القومي وكان لهم دوراً بارزاً في تطوير الحياة الثقافية للشعب الكردي، كان من بينهم “حاجي قادر الكوئي” و “ملاى گوره- الملا الكبير” اللذان اهتما كثيراً بالأدب القومي إلى جانب أداء واجبهم الديني.
كذلك فإن إتباع الأساليب الحديثة في التعليم كان قد بدأ في كردستان منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فقد كان هناك 30 تلميذاً في مدينة عقرة و40 تلميذاً في زاخو و45 تلميذا في عمادية ونفس العدد من التلاميذ من رواندوز. كما كان في دهوك 50 تلميذا وفي كويسنجق 125 تلميذا وعدد من التلاميذ في السليمانية يدرسون في المدارس الحكومية، وقد تأسست في المناطق الكردية في بداية القرن الماضي مدارس الرشدية وهي مدارس متوسطة، وكان بعضها مدارس عسكرية. فقد افتتحت في السليمانية عام 1893م مدرسة الرشدية العسكرية، وبعد بضع سنوات أرسل عدداً من خريجيها إلى بغداد واستنبول لإكمال الدراسة ، وقبل سقوط الدولة العثمانية كان يبلغ عدد طلاب هذه المدرسة 110 طالباً بالإضافة إلى 70 طالباً كانوا يدرسون في المتوسطة الأهلية (مولكي).
وكان التعلم في المدن الكبيرة كآمد(دياربكر) أكثر تقدماً كما كانت العلاقات الثقافية أكثر رسوخاً وكان لأخبار التطورات التي تحدث في أوروبا الغربية تأثيراً كبيراً في الطبقة المثقفة حديثة النشوء في تلك المدن . كما كان هناك تجمع للمتعلمين الكرد في مدينة إستانبول يعملون كموظفين هناك أو طلاب علم في المراكز العلمية والعسكرية ومنهم من سافر إلى أوروبا للدراسة أو للعمل في السلك الدبلوماسي . هذه الأحداث وضعت الكرد في مسارات جديدة؛ لذا فليس مستغرباً أن يقوم شخص مثل مصطفى باشا يامولكي، الذي عاش فترة طويلة في استنبول ووصل إلى أعلى المراتب العسكرية، ان يهتم، بعد عودته إلى موطنه بالعمل الصحافي. كذلك هو الحال بالنسبة إلى آل بدرخان وجميل باشا الذين اعتبروا العمل الصحفي جزءاً أساسياً من واجبهم النضالي اليومي. هذه الأمور، بالإضافة إلى اشتداد النضال القومي وازدياد ضغوط السلطات العثمانية والقاجارية، ورسوخ الصحافة كإدارة فعالة بأيدي الشعوب المجاورة للكرد، مهدت الطريق لظهور الصحافة الكردية.
الإرهاصات الأولى لظهور الصحافة
كان لازماً على الكرد الاهتمام بإنشاء صحافة حرة ولم يكن يتثنى لهم هذا فى بلادهم فاضطروا إلى اللجوء إلى الخارج ، فقام مقداد مدحت بدرخان (1858 -1915م) بإصدار صحيفة كردستان فى القاهرة فى 22 نيسان 1898 م فكانت أول صحيفة كردية فى التاريخ – عُد هذا التاريخ عيداً وطنياً للصحافة الكردية – وهو أحد أفراد الأسرة البدرخانية التى أسهمت بدور مهم فى الأدب والثقافة والفن، وهنا يتبادر إلى ذهنى سؤال من هو مقداد مدحت بدرخان ومن هم أفراد تلك الأسرة ؟
العائلة البدرخانية وصحيفة كردستان
هو مدحت ابن بدرخان باشا لقبه “مقداد” وُلد فى المنفى فى مدينة كانديا بجزيرة كريت عام 1858م ، أمضى فترة طفولته فى جزيرة كريت، وبدأ تعليمه فى مدارسها وعلى أيدي المعلمين الذين كان يستقدمهم والده لتعليم أولاده فى البيت الكبير فى الجزيرة؛ حيث عُرف بدرخان بحرصه على تعليم أولاده وبناته أولا اللغة الكردية، ثم اللغات الأخرى كالتركية والعربية والفارسية، بالإضافة إلى الاطلاع على الفلكلور والأغاني الملحمية الكردية.
ثم انتقل إلى إستانبول لمتابعة دراسته فى مدارسها، إلى جانب أخوته أمين عالي وثريا وعبدالرحمن، تميز مدحت بدرخان بسعة اطلاعه واتقانه لعدة لغات كالتركية والعربية والفارسية والكردية، ويتضح من مقالاته فى الأعداد الخمسة الأولى من جريدة كردستان التي أصدرها فى القاهرة، وبعض المقالات التي نشرها فى مجلة روژ كرد – نهار الكرد التي كانت تصدرها جمعية هيفى – الأمل الكردية فى إستانبول. إلمامه الكبير بالتاريخ والثقافة الإسلامية، والاطلاع على التاريخ العام، وكذلك قدرته على توظيف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بشكل دقيق وأثناء الضرورة فى مقالاته وفى مخاطبة القراء.
ساهم مع أخوته وأولاد أعمامه فى النشاط السياسي والثقافى فى الوسط الكردي فى إستانبول، ونظراً لتقارب الرُؤى والمواقف بينهم حول ضرورة القيام بمبادرة أو حركة أو عمل ما لإنقاذ الكرد من الظلم والاضطهاد والتمييز الذي يتعرضون له فى كردستان، اتفق مع أخيه أمين عالي بدرخان على القيام بثورة مسلحة عام 1898م فى منطقة بوتان (*) انطلاقاً من منطقة طرابزون على البحر الأسود، إلا أن حركتهما أخفقت فى بدايتها، بعد تسرب الأنباء عن تحركهما إلى السلطات العثمانية التي أخذت كل التدابير للحيلولة دون نجاح هذه الحركة.
كردستان أول صحيفة كردية 1898م
بعد فشل الثورة ضد العثمانيين تعرض مدحت للسجن، فاضطر إلى مغادرة إستانبول وأتجه إلى القاهرة، وهناك أصدر جريدة كردستان فى 22 أبريل 1898م، والتى عبرت عن أيديولوجية الحركة الكردية فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وهى نصف شهرية .
الهدف منها
لقد اختار المناضل الكردى مقداد مدحت بدرخان اسم ” كردستان ” لصحيفته التي صدرت في القاهرة وباللغة الكردية، وكُتبت باللهجة الكرمانجية الشمالية وبالحروف العربية ، لأنه كان يُريد إرسال رساله إلى الشعب الكردى في جميع أجزاء كردستان لإيقاظ الشعور القومي لديهم، وتُعد كردستان ولادة لأول كلمة مناضلة في مسيرة الحركة التحررية الكردية ، ولعبت صحيفة كردستان دوراً تاريخياً مهماً في إيقاظ الوعي القومي وبلورة أهداف الحركة التحررية الكردية، والتعبير عن الأماني القومية، والتطلعات الإنسانية، والدعوة إلى إشاعة الديمقراطية، وكان كل اهتمام مقداد بدرخان هو نشر العلم والمعرفة والثقافة بين أبناء أُمته، في وقت كانت شعوب المنطقة غارقة في ظلام الجهل والفقر والمرض وجور الظلم والاضطهاد من الحكام الجائرين.
وصحيفة كردستان صدرت لتكون بداية لتدفق كلمات المقاومة ضد عهد الدولة العثمانية لأنه كان عهد ظلام وجهل واستغلال وحرمان حقوق الكرد والقوميات الأخرى من أبسط حقوقهم الإنسانية وهو حقهم القومي والثقافي، لأن التعليم الرسمي والثقافة التركية كانتا تقفان بقوة بوجه تقدم وازدهار الثقافة والتعليم الكُرديين، ومرت الصحافة الكردية بمراحل وظروف شتى وهي بوصفها صحافة أُمة مظلومة ومهضومة الحقوق. ويُعد صدور الصحيفة بداية لنضال القلم في التاريخ الزاخر لشعب كردستان والشرارة التي بدأت ولم ولن تنطفئ .
وقد أوضح مدحت بدرخان فى المقال الافتتاحي الأول؛ بأنه عندما أصدر الجريدة وضع نصب عينيه هدف ترسيخ الإهتمام والحب فى نفوس أبناء قومه إزاء التعليم، وذلك لمنح الشعوب فرصة التعرف على حضارة العصر وتقدمه، وكذلك أدبه، حيث كان مدحت فى مصر وكان يرغب فى أن يرى فى كردستان النظام، ولا يبغي من صدور هذه الجريدة سوى خدمة مصالح شعبه وسعادته ورفع المستوى الثقافى لبني وطنه. إذ كان يعلم أن النضال من أجل نيل الحقوق، لا ينحصر فى خوض الحروب المباشرة، بل آمن بضرورة نشر الوعي بين أبناء جلدته أولاً، وتعريفهم بحقوقهم والمظالم التي يتعرضون لها فكانت انطلاقة صحيفة كردستان خطوة فى هذا الاتجاه فكان يتم تهريب الصحيفة إلى تركيا الحالية عبر سوريا. ولكن السؤال هنا لماذا اختار مقداد مصر لتكون منشأ لصحيفته؟
لماذا اختار آل بدرخان مصر؟
كانت مصر فى أواخر القرن التاسع عشر، فى أوج عطائها الثقافى وبعيدة عن سيطرة العثمانيين. لذلك، كانت القاهرة بالنسبة لمقداد مدحت بدرخان وشقيقه عبد الرحمن، المكان المثالي لإصدار صحيفتهم ونقطة انطلاق مناسبة لنجاح مشروعهم السياسى والثقافى، بالإضافة إلى مساعدة الأسرة العلوية (*) له لنشر أفكاره من هناك.
ومن ثمَّ كانت ولادة أول صحيفة معنية بحقوق الكرد ولغتهم وحملت اسم “كردستان” ، وصدرت من دار الهلال فى القاهرة عام 1898 م، وقد ألقت الضوء على معاناة الكرد ونشرت الوعي بينهم وحثتهم على الثورة والمطالبة بحقوقهم. طُبعت ثلاثة آلاف نسخة من الصحيفة ووزع معظمها مجاناً فى مناطق الكرد وجرى نقلها بشكل سري. وقد تمييزت كردستان عن بقية الصحف التي كانت تصدر فى ظل الدولة العثمانية، باختيار اسم كردستان لتكون صحيفة كردية بحتة اسماً ولغةً وصاحباً ومضموناً، وتبحث فى الشأن الكردي ، لكن العثمانيين، أدركوا خطورة الصحيفة ودورها في صحوة الكرد، فبدأوا يلاحقون القائمين على الجريدة مهددين حياتهم أينما حلوا لإيقاف الجريدة وإغلاقها، مما أدى إلى تغيير مكان صدور الصحيفة عدة مرات خلال أربع سنوات من حياتها، فكانت تتنقل بين مصر وبريطانيا وسويسرا.
وبعد إصدار العدد السادس للجريدة أضطر مقداد إلى مغادرة القاهرة أثر ملاحقة السلطان العثماني لصاحب الجريدة والحكم عليه بالسجن المؤبد غيابا. بالإضافة إلى الضغوطات وسوء وضعه الصحي جراء تنضيد أعداد الجريدة، وصف الأحرف المعدنية من الرصاص بنفسه، فعاد إلى إستانبول ومارس نشاطه السياسي والثقافى. وأكمل أخاه الأمير عبدالرحمن بدرخان مشواره الثقافى تارة فى أوربا وتارة فى القاهرة وأكد للسلطان العثماني أنه سيستأنف مابدأه أخاه الأمير مقداد متعهداً باستمرار خدمة بني قومه الكرد عبر النصح والوعظ والإرشاد ونشرها فى الجريدة، وإنه سيتابع إرسال 2000 نسخة إلى كردستان مجاناً.
وقد صدرت جميع أعداد الجريدة التي بلغت (31) عدداً خارج كردستان، ما بين مصر وسويسرا وبريطانيا، لأن السلطات العثمانية كانت ترفض بشكل قاطع صدور صحيفة كردية باسم كردستان في الأراضي العثمانية، لذلك لجأ فى البداية إلى مصر لإصدار صحيفته. وأصدر فى القاهرة من العدد 1- 5 من قبل الأمير مقداد بدرخان. ومن العدد 6- 19 صدرت فى العاصمة السويسرية، جنيف وقام بتحريرها الأمير عبدالرحمن بدرخان. ومن العدد 20-23 صدرت ثانية فى العاصمة المصرية، القاهرة وأشرفت على تحريرها الأميرە ثريا بدرخان، أما العدد 24 صدر فى العاصمة البريطانية لندن. وصدر فى مدينة فولكستون، جنوب بريطانيا من العدد 25- 29 . ثم صدرت مرة ثانية فى جنيف وقام بتحريرها الأمير عبدالرحمن بدرخان من العدد 30 -31 .
وفى عام 1906م تم اغتيال رضوان باشا رئيس دائرة الاستخبارات فى عهد السلطان عبد الحميد الثاني1876- 1918م، ونتيجة لذلك تعرض الأمير مقداد بدرخان للاعتقال مع ثلاثة آلاف من العائلة البدرخانية، وحُكم عليهم بالمؤبد وتم نفيهم إلى مدينة طرابلس الليبية ونقلوا بالأغلال الحديدية إلى قلعة طرابلس حيث قضوا أربعة أعوام بالسجن وبعد انقلاب 1908م أُصدر عفواً عنهم، وتم السماح لهم بالعودة، وعادوا من جديد إلى إستانبول ومارسوا نشاطهم السياسي والثقافى بزخم أقوى إلى أن توفى مقداد بدرخان عام 1915 م.
هكذا كانت كردستان بداية عهد جديد للكرد ؛ إذ مثلت قفزة تاريخية هائلة ، ففى العقد الأول من القرن العشرين حتى القرن الواحد والعشرين، الذي يُعد قرن الإعلام بامتياز، دخل الكرد ميدان الساحة الإعلامية العالمية…. واستطاع الإعلام الكردي بكافة أقسامه، أن يجد له مكاناً كبيراً بين وسائل الإعلام العالمية، وتمكنت بعض الصحف ووسائل الإعلام الكردية من لعب دور فى صناعة وتوجيه الرأي العام الكردي، إضافة إلى الدور الثقافى والتنويري، وتشكيل الوعي القومي، والحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية الكردية.
تعاقب صدور الصحف الكردية
لم تكن جريدة كرستان هى النهاية، بل أصبحت النواة الأولى لولادة صحف ومجلات كردية لا تُعد حتى يومنا هذا من قبيل:
صحيفة أوميد 1900م
أصدرت عائلة بدرخان صحيفة أخرى عُرفت باسم “أوميد” أثناء إصدار صحيفة كردستان، كانت “أوميد” تطبع في مصر وتنشر بشكل نصف شهري، ولا يعرف تماماً كم عدداً صدر منها، ووفق التقويم الميلادي، فإن أول عدد من الصحيفة طبع في أول سبتمبر 1900، وقد عُرفت سياسة الصحيفة من خلال العبارة التي كانت تكتبها “صحيفة أوميد في خدمة الوطن والشعب. وهى صحيفة سياسية تخدم كتابة هموم الشعب”.
“كرد تافون والترقي” (الحركة الكردية للدعم والتطوير)
بعد إعلان الشرعية الثانية في الدولة العثمانية، فُتحت نوافذ ضيقة للصحافة والنشر، في تلك المرحلة كان للفكر الوطني المنتقل عبر البلقان تأثير في كثير من مناطق الإمبراطورية وفي تلك المرحلة بدأ الكرد بتنظيم أنفسهم وبدأوا نشر صحف ومجلات كردية جديدة، جمعية “كرد تافون والترقي” تأسست في تلك المرحلة عن طريق ابن الشيخ عبيد الله نهري، سيد عبد القاهر، وعقب فترة قصيرة أصدرت الجمعية جريدة “كرد تافون والترقي”.
صحيفة الحركة الكردية للدعم والتطوير 1908م
تأسست الحركة الكردية للدعم والتطوير في 19 سبتمبر 1908م في إستانبول وكانت صحيفة الحركة الكردية للدعم والتطوير بمثابة جناحها الإعلامي، عقب شهر ونصف الشهر بدأ نشر الصحيفة أي في 9 أكتوبر 1908 م في إستانبول، وكان صاحب الامتياز في الصحيفة سليمان م. توفيق، وهذه الصحيفة كانت تصدر أسبوعياً، وقد شملت العديد من الموضوعات المتنوعة مابين الدينية والعلمية والسياسية والأدبية والاجتماعية، كان أهم ما ميزها عن صحيفة كردستان هو صدورها باللهجتين الكرمانجية والصورانية، لذا تُعدّ صحيفة رائدة في هذا الخصوص فالأول مرة تصدر جريدة باللهجة الصورانية.
وقد أعطت الصحيفة الصدارة للأدب الكُردي، ودعت الكُرد للتحرك والمطالبة بافتتاح مدارس لتعليم الكردية. استمرت الصحيفة نحو تسعة أشهر وانتشرت في كامل أرجاء كردستان تقريباً. ولكن مثل الكثير من الصحف اضطرت للإغلاق خلال أحداث “13 مارس”، حيث اعتقل الكتاب والعاملون في الجريدة، وأُدخِلوا سجن “بكر أوغلو بلوكو” الذائع الصيت حينها.
صحيفة الشرق وكردستان 1908م
مثلت صحيفة الشرق وكردستان النشر المشترك بين البلقان وكردستان ، كانت ثاني صحيفة تصدر في إستانبول، كانت تصدر خلال مرحلة الشرعية الثانية في الدولة العثمانية في 20 أكتوبر 1908م، وكانت صحيفة نصف شهرية، تألفت من 4 صفحات وكانت تصدر بالأحرف العربية وباللغة التركية والكردية، لا يعلم كم عدداً صدر منها، وقد ركزت على الكرد في كردستان والبوسنة والهرسك، ولا يعلم مدى صلة الصحيفة بأي تنظيم كردي من عدمها. كانت صحيفة الشرق وكردستان تصدر من قبل الكرد في كردستان والبلقان ولعل ما ميزها هو احتواؤها على أحداث كردستان والبلقان.
جريدة الحرية 1908م.
صدرت جريدة الحرية في فترة الشرعية الثانية في أواخر عام 1908م. وكان صاحب الامتياز في الجريدة هو مولانا زادة رفعت وهو ابن الكاتب المعروف عبد الرحمن نجم ، والذي كان أحد أفراد عائلة زادة المعروفة في مدينة السليمانية. وكان مولانا أحد الطليعيين في الحركة الوطنية الكردية مطلع القرن العشرين وكان يُعرف كصحفي وناشر وكاتب وسياسي. صدر 770 طبعة للجريدة.
صحيفة بيمان 1909م
صدرت جريدة بيمان في آمد من قبل جمعية الاتحاد والترقي في 15 يونية 1909، كانت بيمان صحيفة أسبوعية تصدر كل يوم اثنين، كانت تُطبع في مطبعة ولاية آمد المملوكة للدولة العثمانية، وكانت أول صحيفة خاصة تُطبع في آمد. وقد اهتمت بنشر الأخبار باللغات الأرمنية والسريانية والعربية والكردية. ولأنها كانت أول جريدة تصدر من قبل الدولة العثمانية تم تخصيص مساحة للغة الكردية، معروف أن زياد غوكالب الذي ذاع صيته في تطرفه للقومية التركية، نشر العديد من الكتابات في الجريدة بأسماء مختلفة مثل “وداد وتوفيق وسادات ومحمد مهدي”.
روجى – روز كرد “يوم الكرد” 1913م
قام بإصدراها الصحفي الكُردي عبدالكريم محمود رستم المعروف بـ (عبدالكريم شالون) وكان لمجلة روز كرد تأثيراً كبيراً على الحركة الثقافية والسياسية في تلك الفترة، ولكنها تعرضت للكثير من الضغوط من قبل السلطات العثمانية. وتُعد المجلة الكردية الأولی التى حوت صفحاتها صوراً فوتوغرافية، وقد صدر العدد الأول من مجلة “روژ كُرد” الكردية فى 6 يونية 1913م، في مدينة إستانبول العثمانية، كانت مجلة “روژ كرد” مجلة شهرية ثقافية سياسية تصدرها جمعية “هيفي الكردية – أمل الطلبة الكرد” التي تأسست في 27 يولية 1912م وكانت تصدر باللغتين الكردية والتركية، تُعد مجلة “روژ كرد” أقدم مجلة كردية في تاريخ الصحافة الكردية ، وقد صدر منها 4 أعداد فقط ، وبلغ عدد صفحاتها 32 صفحة ، وصدر العدد الأخير فى 12 سبتمبر 1913م .
صحيفة يكبون “جريدة الوحدة” 1913م
كانت جريدة يكبون ثاني جريدة تصدر بجهود جمعية أمل الطلبة الكرد بالتزامن مع نشر جريدة روجي كرد. وبدأت بالصدور في إستانبول في سبتمبر 1913م، كانت تصدر مرة كل ثلاثة أيام، وكانت تهدف للتعريف بالكرد والرفع من مكانتهم في الدولة العثمانية والعالم الإسلامي.
صحيفة هتاوي كرد 1913م
عقب شهر ونصف الشهر من إيقاف جريدة روجي كرد، أصدرت جريدة هتاوي كرد من قبل جمعية أمل الطلبة الكرد، صدرت في 24 أكتوبر كامتداد لجريدة روجي كرد، صدر ما يقرب من عشر أعداد من الجريدة واستمر صدورها حتى منتصف عام 1914م، عندما بدأت الحرب العالمية الأولى، جندت الدولة العثمانية غالبية أعضاء جمعيه أمل الطلبة الكرد.
بيد أن ظروف عمل الجمعية خلال الحرب الأولى 1914 -1918م أنهت وأوقفت نشر جريدة هتاوي كرد.
مجلة بانكي كردي “مجلة النداء الكردي” 1914م
صدرت في العاصمة العراقية بغداد عام 1914 من قبل جمال الدين بابان. وكانت تصدر باللغتين التركية والكردية ، وقد بلغ عدد صفحتها 24 صفحة في كل عدد، ولم يصدر منها سوى خمسة أعداد فقط ثم توقف نشر الجريدة بسبب نشوب الحرب العالمية الأولى 1914م.
مجلة جين1918 إستانبول
انهارت الإمبراطورية العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى 1918م وبدأت مرحلة أخرى امتدت حتى عام 1922م، ، وقد عمل الكرد في تلك المرحلة على تنظيم أنفسهم وإبعاد التداعيات السلبية للحرب العالمية الأولى، ومن جانب آخر شرعوا في نضال وطني سياسي من أجل تحصيل حقوق الكرد وفق ” مبادئ ويلسون” 1918م (*). وقد تأسست “جمعية التعالي” في إستانبول في ذات العام ، وكان للجمعية فروع في “آمد وبدليس وديرسم وغاربت” وكانت من خلالها تواصل نشريات” تميم معارف الكرد” وجمعية” أمل الكرد” و”حزب الشعب الكردي”، ومجلة “جين” ومجلة “كردستان “وصحيفة وجريدة سربست عملها. مجلة جين، أصدرت أول عدد لها في 7 نوفمبر 1918م. وقد اهتمت المجلة بالمواضيع الدينية والاجتماعية والأدبية والاقتصادية واستمرت المجلة على هذا النحو حتى صدور عددها الـ 33 ، ثم بدأت تهتم بالمواضيع القومية والحقوقية والوحدة الكردية حتى صدور العدد 36 ، ثم أُغلقت فى أواخر عام 1920. وكانت المجلة تنشر في المدن الكردية وكانت تتناول قضايا كردية وتاريخية ومتعلقة باللغة والأدب والتعليم والمرأة والفلكلور. رغم ضغوط الدولة العثمانية واصلت الصحف والمجلات الكردية نشاطها في مناطق مختلفة حتى بعد تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء وفق معاهدة لوزان 1923م .
وعلى الرغم من صدور أكثر من صحيفة إلا أن الاضطهادات التى تعرض لها الكرد كانت قاسية وتعرضت الصحف الخاصة بهم للغلق وتعرض الكرد للاعتقال وتلك كانت السمه البارزة فى الفترة من 1020 م حتى 1990م ، فكلمة “الكرد” كانت كافية لتكون سبباً للاعتقال والتعذيب، وعاشت الصحافة الكردية فترة ركود طويلة على أرضها، إلا أن العديد من الصحف والمجلات صدرت في كل من العراق وسوريا وبيروت بطليعة المثقفين الكرد.
بداية جديدة في تاريخ الصحافة الكردية: مجلة “هاوار” ، (1932 م ـ 1943 م)
قام الأمير “جلادت بدرخان ” في عام 1932، بإصدار مجلة “هاوار” أي الصرخة. كانت هذه المجلة الأولى من نوعها، لأنها كانت أول مجلة تستخدم الأبجدية الكردية اللاتينية وبموافقة الحكومة السورية آنذاك ، وقد صُدر العدد الأول من مجلة هاوار (HAWAR) الكردية بتاريخ 15 مايو 1932م في العاصمة السورية دمشق ، واستمرت المجلة بالصدور حتی عام 1943م، حيث صُدر آخر عدد (57) فى 18 أغسطس عامذاك. وقد كُتبَ ونُشرَ وطُبعَ الكثير عن مجلة هاوار، والمواد التي نشرتها، وكذلك الكُتّاب والمحررين وفريق العمل فيها، وكانت للسلطات الفرنسية في سوريا تأثير كبير علی مجلة هاوار وعلى المحتوى الذي أنجزته وأنتجته المجلة الكردية .
روناهى- النور 1942م
ثم أصدر ” جلادت ” مجلة روناهي (النور) 1942م واستمرت حتى مارس 1945م ، وصدرت في العاصمة السورية دمشق، التي اعتمدت على اللغة الكردية واللهجة الكرمانجية وعلى الأحرف اللاتينية، وكانت مجلة مصورة، حيث كان نشر الصور في المجلات حدثاً جديداً في تلك الفترة، وصدر من المجلة 28 عدداً وتوقفت عن الصدور فى عام 1945م، وقد كتب في مجلة ” روناهي” العديد من الكتاب والمثقفين الكرد من أمثال ” جلادت عالي بدرخان، أوصمان صبري، حسن هشيار وجكرخوين”.
صحيفة “ستير” (1943 م ـ 1946 م) ـ بيروت .
صدر العدد الأول من صحيفة ستير (STÊR) الكردية في عام 1943 م من مدينة بيروت (عاصمة لبنان) ، والتى قام بتأسيسها الصحفي الكردي الدكتور ” كامران بدرخان ” ، وكان يقوم بإدارتها وتحريرها وينهض بجميع مسؤولياتها ، كانت صحيفة ستير تصدر باللغة الكردية وتخرج بأقلام أشهر الكتاب والأدباء والشعراء الكرد، أمثال : (جلادت عالي بدرخان ، وكامران بدرخان ، عثمان صبري ، قدري جان ، حسن هشيار ، جكرخوين ، رشيد كرد) وغيرهم ، استمرت صحيفة “ستير” في الصدور حتی عام 1946 م .
صحيفة “روجا نو” ، (1942 م ـ 1946 م) ـ بيروت .
صدرت صحيفة (روجا نو) الكردية بين الأعوام (1943م- 1946م) في العاصمة اللبنانية بيروت، كانت صحيفة (روجا نو) بإدارة وتحرير الصحفي الكردي الكبير الدكتور ” كامران عالي بدرخان “، والذي كان في نفس الوقت يلقّن الكرد اللبنانيين دروس اللغة الكردية ويعلمهم اصولها في معهد (لاييك) ذي الشهرة الواسعة ، وفي المدرسة التي افتتحها في حي (زقاق البلاط) لتعليم اللغة الكردية ، وكان كامران عالي بدرخان يشارك ايضاً في البث الإذاعي للقسم الكردي بإذاعة الشرق الأوسط، التي تأسست في العاصمة اللبنانية بيروت فى 5 مارس 1941 م ، وكان القسم الكردي للإذاعة يبث برامجه في الأسبوع مرتين (أيام الأربعاء والجمعة) ، كانت صحيفة (روجا نو) صحيفة أسبوعية تصدر باللغتين الكردية و الفرنسية ، بلغت أعدادها الصادرة (73) عدداً ، كانت صفحات صحيفة (روجا نو) تخرج بأقلام أشهر الكتاب والأدباء والشعراء الكرد، والذين كانوا يكتبون من قبل في مجلة (هاوار) و مجلة (روناهي) الكرديتين اللتين كانتا تصدران في العاصمة السورية دمشق بين الاعوام (1932م ـ 1942م) أمثال: (جلادت عالي بدرخان، وكامران بدرخان، عثمان صبري، قدري جان، حسن هشيار، جكرخوين، رشيد كرد) وغيرهم.
مجلة (بيان ـ الشفق) ، كركوك (1958م) .
تأسست المجلة فى مدينة كركوك وصدر العدد الأول منها فى 15 يناير 1958م ، وهى مجلة نصف شهرية، وتُعد من المجلات الثقافية و الأدبية المهمة في تاريخ الصحافة الكردية و تاريخ مدينة كركوك، وقد قام بتأسيسها عقيد متقاعد (عبد القادر البرزنجي) ، وكانت تُطبع في مطبعة كركوك باللغتين الكردية والعربية ، وقد أشرف علی قسمها العربي القاص الكردي (عبد الصمد خانقاه) ، وقد أسهم بعض أعضاء (جماعة كركوك الأدبية) في تحرير المجلة ، لم تكن تصدر بانتظام بسبب العراقيل التي كانت تعترض الصحافة الكردية في تلك الفترة في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة التي كانت تُعاني منها كردستان بشكل خاص والعراق بشكل عام ، فانتقلت إدارة المجلة إلی مدينة السليمانية بعد صدور عددين فقط منها فى كركوك، وبعد صدور الاعداد (3 , 4 , 5) من المجلة في مدينة السليمانية توقفت عن الصدور .
مجلة (بيان) 1970 -1990
هي مجلة أدبية ثقافية شهرية كردية عراقية ، كانت تصدر باللغة الكردية من العاصمة العراقية بغداد، عن دار الثقافة والنشر الكردية التابعة لوزارة الثقافة والإعلام العراقية ، صدر العدد الأول منها في عام 1970م ، وقد نشرت لمئات الكتاب وألادباء الكُرد، من مقالات وقصائد ونقد أدبي وروائع أدبية عالمية مترجمة ومواضيع فكرية ونتاجات فنية مسرحية وتشكيلية وموسيقية…. ألخ، وكانت تصدر أعداد خاصة بالقصة الكردية ، وكذلك كانت تنشر في غلاف كل عدد من أعدادها صورة فوتوغرافية لأحد المصورين الفوتوغرافيين الكرد ، كانت أعداد مجلة بيان توزع في العديد من مدن جنوب كردستان، مثل أربيل وسليمانية وكركوك ودهوك وكلار وحلبجة وراوندوز وخانقين وسنجار وطوز ـ خورماتو ومخمور وجمجمال ورانية وزاخو وكويه وقلعة دزة وغيرها من مدن كردستان، وكذلك كانت توزع أعدادها في العاصمة العراقية بغداد ، استمرت مجلة بيان في الصدور حتی نهايات عام 1990م ، إلی أن أُحجبت عن الصدور نهائياً ، وذلك بسبب الأوضاع السياسية التي اجتاحت العراق و جنوب كردستان في ذلك العام .
صحيفة (آزاديا ولات) ، إستانبول / آمد (1996م ـ 2016م) .
صحيفة آزاديا ولات (Azadiya Welat) هي صحيفة كردية يومية سياسية ثقافية جامعة ، كانت تصدر باللغة الكردية، استمرت الصحيفة في الصدور لمدة 20 عام ، إلی أن تم غلقها من قبل سلطات الاحتلال التركي، صدر عددها الأول فى 21 يناير 1996م، وكانت تصدر من مدينة إستانبول إسبوعياً حتى عام 2003 م ، ثم انتقلت الصحيفة إلی كردستان ، واستمرت في الصدور من العاصمة الكردستانية آمد (دياربكر) بصورة أسبوعية، وفى 15 اغسطس 2006 م ، تحولت الصحيفة إلی صحيفة يومية ، وكانت تطبع منها 25 ألف نسخة في كل عدد، وكانت تُوزع في مدن شمال كردستان وتركيا، وتُباع منها نحو 14 ألف نسخة يومياً، مما جعلتها أكثر الصحف الكردية قراءة على نطاق واسع، عمل في إدارة وتحريرالصحيفة العديد من الصحفيين الكرد الوطنيين المدافعين عن قضية كردستان والكلمة الكردية.
في البداية كان “جلال الدين يويلر” صاحب امتياز الصحيفة، و”محمد كمسز” المدير العام للصحيفة و”دوزكون دنيز” رئيس هيئة التحرير، وبعد أن غادر “دوزكون دنيز” البلاد، أستلم “صالح كفربري” رئاسة هيئة التحرير في الصحيفة، تعرض “صالح كفربري” خلال عمله في الصحيفة للاعتقالات من قبل سلطات الاحتلال التركي وواجه المحاكمات التركية العنصرية عدة مرات ووضع تحت المراقبة ، في العام 2003 م، وبعد أن نقلت الصحيفة مقرها الرئيسي إلى العاصمة الكردستانية آمد “ديار بكر” ، تولی “طيب تميل” إدارة الصحيفة .
كانت صحيفة “آزاديا ولات” الكردية صحيفة جريئة في دفاعها عن حرية كردستان وحقوق الأمة الكردية ، وفضح جرائم الدولة التركية الإرهابية في شمال كردستان، وكانت متمسكة بعدالة القضية الكردية وعدم شرعية الاحتلال التركي، ولأن سلطات الاحتلال التركي ترعبها حتی ذكر اللغة الكردية واسم كردستان، وجهت للصحيفة والعاملين فيها لائحة من الاتهامات الوهمية الباطلة ، منها علی سبيل المثال اتهام الصحيفة الكردية (آزاديا ولات) بأنها صحيفة منشورة بلغة غير مفهومة .
اتخذت تلك الصحيفة خطوتها الأولى فى 15 أغسطس 2006 م ، بقيادة طيب تميل وعدد من الصحفيين الآخرين وبدأت إصدارها اليومي بعد أن كانت تصدر بشكل اسبوعي لمدة 10 سنوات ، لكن الأحكام و الدعاوى القضائية المشبوهة التي كانت توجهها لها السلطات التركية العنصرية لاتنتهي ، فقد تم خلال ثلاثة أشهر فتح حوالي 20 قضية من قبل سلطات الاحتلال التركي ضد صحيفة (آزاديا ولات) الكردية، كما حكم على رئيس تحرير الصحيفة (حمد الله يلماز) بالسجن أربع سنوات وثلاثة أشهر في قضيتين من قبل المحكمة الجنائية التركية الرابعة في مدينة آمد (ديار بكر) الكردستانية، وجاءت الدعوى الأخيرة بعد أن استهدف رئيس أركان الجيش التركي (ياسر بويوكانيت) وسائل الإعلام الكردية في شمال كردستان ، لكن (حمد الله يلماز) أصدر بيانا قال فيه إنه لن يذهب إلى المحكمة التركية بعد الآن للدفاع عن نفسه، وبعد (حمد الله يلماز)، أصبح (فيدات كرشون) صاحب أمتياز الصحيفة ورئيس تحريرها، وبعد (فيدات كورشون)، تولت (أمينة دمير) المسؤولية القانونية وأصبحت صاحبة امتياز الصحيفة ورئيسة تحريرها فى 28 أغسطس 2016 م ، تم حظر صحيفة (آزاديا ولات) الكردية و إغلاقها من قبل سلطات الاحتلال التركي، وذلك بعد أن دامت الصحيفة في الصدور لمدة 20 سنة .
مجلة “نوبهار” ـ إستانبول ، 1992م ـ ….م .
تُعد مجلة نوبهار “Nûbihar” واحدة من أشهر و أطول المجلات الكردية عمراً في مدينة إستانبول، في مارس 1992م تأسست في مدينة إستانبول “مؤسسة نوبهار للنشر” ، وهي مؤسسة ثقافية كردية مستقلة قامت منذ تأريخ تأسيسها بإصدار مئات الكتب الكردية في كافة المجالات، وباللغات الكردية والأجنبية ، بعد سبعة أشهر من تأسيس مؤسسة “نوبهار” في أكتوبر 1992م ، أصدرت المؤسسة المذكورة مجلة كردية فصلية ثقافية فنية أدبية باسم المؤسسة باسم مجلة “Nûbihar” وذلك برئاسة الصحفي الكردي (سليمان جفيك) ، استطاعت مجلة “نوبهار” مواصلة الصدور منذ عام 1992م ، وحتی يومنا هذا ، حيث صدرت منها حتی الآن أكثر من 150 عدداً ، ومازالت المجلة مستمرة في الصدور بشكل فصلي ، وذلك رغم الضروف الصعبة التي مرت بها شمال كردستان بسبب المواجهات المسلحة بين القوات التركية وثوار كردستان، ورغم الضغوطات التي تعرضوا لها المثقفين والكتاب الكرد في شمال كردستان ومدينة إستانبول بسبب المواجهات اليومية بين المواطنين الكرد المعتصمين وقوات الأمن التركية فوق شوارع مدن شمال كردستان وشوارع مدينة إستانبول طوال تلك السنوات .
أصبحت مجلة “نوبهار” نافذة مهمة لنشر الثقافة الكردية وتطوير اللغة الكردية في مدينة إستانبول وشمال كردستان، وقد استطاع العديد من الكتاب الكرد في شمال كردستان وكذلك المثقفين الكرد الإستانبوليين نشر نتاجاتهم الأدبية وبحوثهم الثقافية في هذه المجلة ، وتُعد من أهم المجلات الكردية عند القاريء الكردي في شمال كردستان ومدينة إستانبول اليوم، كما قامت “مؤسسة نوبهار للنشر” مؤخراً بإصدار مجلة أخری باسم “نوبهار الأكاديمية” باللغتين الكردية والإنجليزية ، وهي بمثابة ملحق لمجلة “نوبهار” .
مجلة “بيرنَبون” ، (1997 م ـ …. م)
هي مجلة كردية فصلية مهتمة بشؤون كرد أناضول الوسطی، وقد صدر العدد الأول من مجلة (بيرنَبون BÎRNEBÛN) الكردية في مارس 1997م في مدينة أنقرة ، وكانت تهتم بالشؤون التاريخية والجغرافية والثقافية والاجتماعية والتراثية لكرد سهول وادي أناضول الوسطی (الكرد الساكنين في مدن وقری ولايات: أنقرة، قونيا، كرشهر، توقات، يوزغات، وغيرها)، وتنشر المجلة الأبحاث حولهم ، ومازالت مجلة (بيرنَبون) تواصل الصدور من مدينة أنقرة ،وتعتبر اعداد مجلة (بيرنَبون) مصادر توثيقية مهمة لِمَن يبحث عن تأريخ وشؤون كرد الأناضول الوسطی ، ويمكن الحصول علی جميع أعداد مجلة (BÎRNEBÛN) الكردية في قسم الكتب المتخصصة بالكرد وكردستان بمكتبة Wood Green, Harringey في العاصمة البريطانية لندن .
صحيفة روناهي
في بداية ثورة روج آفا، عقد 8 مثقّفين وصحفيين كرد من مقاطعات روج آفا الثلاث اجتماعاً، وكنيتجة للاجتماع، تم تأسيس صحيفة روناهي بتاريخ 14 أكتوبر 2011. وساهمت في إعلاء صوت الحقيقة الذي تجسّد بنهج الأمة الديمقراطية. وصدر العدد الأول من الصحيفة بتاريخ 16 أكتوبر 2011. وصدرت الصحيفة لأول مرّة باللغة العربية مرّة واحدة في الأسبوع، وتضمّ المجلّة على متن 12 صفحة، العديد من التبويبات الإيديولوجية والسياسية، وإضافة إلى تبويبات كردستان، الثقافة والحياة، وصدر من العدد الأول 500 نسخة. وخلال فترة قصيرة تمّ إصدار الجريدة مرتين في الأسبوع، وازداد عدد صفحاتها من 12 إلى 20 صفحة، ووصل عدد نسخ الجريدة إلى عشرات الآلاف. وتوزّع الصحيفة في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وتصدر حالياً في نسختين روناهي الكردية وروناهي العربية.
صحيفة (خوبون) ، آمد (دياربكر) ، 2019م ـ ….م .
هي صحيفة كردية أُسبوعية تصدر باللغة الكردية من العاصمة الكردستانية آمد (دياربكر)، وكان صاحب الامتياز هو ” قادر أسن ” ورئيسة التحرير “أليف جان ألكان”، صدر العدد الأول منها بتاريخ 12 ديسمبر 2019م، وقد تأسست تلك الصحيفة بالتعاون بين عدد من الصحفيين من كافة أجزاء كردستان وعدد من الصحفيين الكرد فى المهجر، ويتولى تحريرها فريق من الصحفيين الكرد المقيمين في داخل كردستان والعراق وإيران وسوريا وكازاخستان وأرمينيا ولبنان وعدد من الدول الأوروبية ، وتُغطي “خوبون” الأحداث الكردية في كردستان والعالم ، والأخبار السياسية ، والثقافة والفنون ، والأدب واللغة، والتاريخ، والبيئة، والحياة، وشؤون المرأة ، ولها موقع إلكتروني وهو WWW.Xwebun.org
بالرغم من الهجمات، والحرب، والضغوطات وجرائم القتل، تطوّر الإعلام الحرّ بشكل ملحوظ في تسعينيات القرن الماضي، وذلك بالتزامن مع تطوّر نضال حركة التحرّر الكردستانية، وإلى الآن النضال في مجال الإعلام مستمرّ، وبفضل إرث الإعلام الحرّ، اليوم هناك أكثر من 50 صحيفة يومية وأسبوعية، والعشرات من قنوات التلفاز، والمحطّات الإذاعية، ووكالات الأنباء.
محطّات الإذاعة
تأسّست أول محطة إذاعية في “روج آفا” باسم “جودي إف إم” فى 20 أكتوبر 2012 ، وبدأت البثّ من مدينة قامشلو في أول أبريل 2013م. كما تأسّست إذاعة ” كوباني إف إم” فى 19 نوفمبر 2012م، ، وفي “عفرين” وهى الآن محتلّة من قبل الاحتلال التركية، تأسّست إذاعة “عفرين إف إم ” فى 10 يونية 2013م، انطلق البثّ الاعتيادي لإذاعة عفرين إف إم فى أول سبتمبر عامذاك. وخلال عامي 2014 – 2015 م تأسّست العديد من محطّات الإذاعة مثل “درباسية إف إم، واشوكاني إف إم، صوت الخابور، صوت الإدارة الذاتية الديمقراطية، روج آفا إف إم”. وفي عام 2017 م بدأ بثّ المحطّة الإذاعية الخاصّة بالمرأة باسم “راديو ستار”.
أوّل قناة تلفزيونية كردية MED TV
من إحدى أهم المنعطفات التاريخية في مسيرة الإعلام الكردي، افتتاح قناة تلفزيونية كردية. وقد كانت بتشجيع ودعم القائد عبدالله أوجلان وحركة التحرر الكردية(حزب العمال الكردستاني) وانطلقت أول تجربة تلفزيونية كردية في المهجر. وفى 15 يونية 1995 افتُتحت أول قناة تلفزيونية كردية في العاصمة البريطانية لندن باسم Med TV، ونالت القناة التلفزيونية شرف كونها أول قناة تلفزيونية كردية. وبناء على طلب دولة الاحتلال التركية تمّ سحب الرخصة من الـ Med TV فى 23 أبريل 1999. وبعدها تم افتتاح قناة جديدة باسم Medya Tv بدلاً منها، إلّا أنّها أغلقت من قبل السلطات الفرنسية أيضاً. وفي نفس العام الذي تم فيه إغلاق فضائية Medya Tv تم افتتاح قناة جديدة باسم Roj Tv في دولة الدنمارك. ومارست تركيا ضغوطات كبيرة على دولة الدنمارك بسبب فضائية Roj Tv، وبسبب هذه الضغوطات تم إغلاق القناة في عام 2003، وبعد روج تيفي تم افتتاح العديد من القنوات التلفزيونية الأخرى مثل , Nûçe Tv و Stêrk Tv.
فضائية روناهي RONAHÎ TV
بيد أن ميراث الإعلام الحرّ قد تأسّس مع تأسيس فضائية Med Tv التي أُغلقت فيما بعد، إلّا أنّ هذا الميراث استمرّ على مرّ السنوات رغم جميع الضغوطات والصعاب. وفى 20 أكتوبر 2011م انطلق بث قناة فضائية روناهي RONAHÎ TV، وبدأت نشراتها لمدة ثلاث ساعات في اليوم. ثم وصلت ساعات البثّ إلى 10 ساعات خلال فترة قصيرة ، وفي عام 2014 بدأت بالبثّ على مدار 24 ساعة في اليوم.
في البداية انطلق بثّ فضائية روناهي في مدينة بروكسل البلجيكية، وخلال فترة قصيرة نقلت غرفة الأخبار من بلجيكا إلى داخل أراضي روج آفا. ويوجد لفضائية روناهي حاليّاً استوديوهات في جميع مقاطعات روج آفا. وتعمل على إيصال صوت ثورة روج آفا، وكذلك التطوّرات والمستجدّات في مناطق الشرق الأوسط إلى العالم أجمع.
قناة المرأة jin tv
وقد بدأت بثها التجريبي في 8 أذار عام 1918 وثم تم اطلاقها في 9 كانون الأولفي ذكرى المجزرة التي ارتكبت في باريس بحق الناشطات الكرديات الثلاث ساكينة جانسز، فيدان دوغان وليلى شويلمز. وهي قناة تعمل بكادر نسائي كامل، وتعد أول قناة نسائية كردية.
صدور عدد من وسائل الإعلام العاملة في جنوب كردستان
لقد صدر عدد من وسائل الإعلام فى جنوب كردستان ، وقد تمثلت فى العديد من الصحف من قبيل: ” آلا مه، آلاي آزادي، آسو، آوينه، بارزان، بدرخان، بهدينان، بياني، جماور، جافي خه لك، جاودير، دنكي دموقراطي….ألخ ” والمجلات مثل: ” نوا، نيوز شفق، نوبون، نوسري كرد، به بوله، بيام، بيف، بيرو، بيشكو، ر. كردستان، ر.كردستاني، رامان، رانيا، رايان، ريباز، روان، روجي كل، روناهي، سردم، سباي…. ألخ ” والقنوات التليفزيونية ” Ronahi Tv, Kurdistan Tv, Kurdistan Tv, Kurdsat Tv, Rojhelat Tv, ” .
وكالات الأنباء
تأسس العديد من وكالات الأنباء الكردية والتى مثلَّت أحد روافد القوى الناعمة من قبيل:
وكالة دجلة للأنباء
كانت دجلة للأنباء”DİHA” أول وكالة أنباء كردية تأسّست في تركيا في 4أبريل 2002م. وانطلقت الوكالة تحت شعار “لن نتنازل أبداً عن الحقيقة”، وبدأت بث نشراتها بالعديد من اللغات الكردية والإنكليزية والتركية. ورغم اعتقال عدد كبير من مُراسلي وموظّفي الوكالة إلّا أنّها واصلت المقاومة ضدّ جميع الضغوطات. ومثلها مثل صحيفة أوزكور كوندم، تم إغلاق وكالة دجلة للأنباء في 29 أكتوبر 2016، فيما لا يزال 27 مُراسلاً من العاملين في الوكالة قيد الاعتقال في السجون التركية منذ شهر آذار عام 2017.
وكالة فرات للأنباء
تأسست عام 2005 وهي الوكالة الكردية الأوسع والتي تغطي أخبار الكرد بشكل خاص وتعتبر أكبر وكالة وأوسع انتشاراً بين الكرد في أجزاء كردستان الأربع والمهجر، وتنشر بتسع لغات منها الكردية والعربية والإنكليزية، لها مقر في هولندا ومكاتب حول العالم.
وكالة أنباء هاوار ANHA
تأسّست وكالة أنباء هاوار ANHA في أول مارس 2013 م من قبل مجموعة من الصحفيين الكُرد. وبدأت عملها في منزل مبنيّ من الطين اللبن ، وتحوّلت من خلال حياديّتها، ومصداقية نشراتها الإخبارية إلى أهم مؤسّسة إعلامية في شمال وشرق سوريا.
أخذت وكالة أنباء هاوار على عاتقها نشر مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد أوجلان وبرز في الشرق الأوسط، وكذلك إيصال صوت مقاومة الشعب إلى العالم. وأدّى مُراسلو الوكالة المسؤوليات التي تقع على عاتقهم في مجال نقل الحقيقة، رغم جميع الظروف والمصاعب والعوائق، وقدّموا لأجل ذلك تضحيات جسام، وصلت إلى حد الشهادة. وتمكنت الوكالة من بناء شبكة واسعة من المُراسلين، وساهمت في إيصال صوت ثورة شعوب المنطقة، وكذلك مقاومة الشعوب ضدّ مرتزقة داعش إلى جميع أنحاء العالم.
وقد استُشهد عدد من مُراسلى الوكالة أثناء قيامهم بتغطية أوضاع النازحين الفارّين من هجمات مرتزقة داعش في دير الزور، وكذالك خلال تغطيته هجمات دولة الاحتلال التركية ومرتزقتها على مدينة سري كانيه.
المرأة الكردية والصحافة بين الحق والحرب
تطلب وصول المرأة إلى مكانة مرموقة وحصولها على حقوقها وتحقيق طموحاتها صراعاً طويلاً وجدالاً عميقاً وتوتراً بين الرفض والقبول، فكل واحدة من الصحفيات تود إظهار حقيقة ما تعيشه المرأة من نضال ومقاومة، وخلال مسيرة المرأة في الصحافة الكردية اتخذت مسارين أساسيين، هما مسار مواجهة الحرب ومرحلة البناء. يُعد الإعلام أداة مهمة من أدوات المعرفة والثقافة لأي أُمة أو شعب في العالم، فمن خلال الصحافة تعرف الشعب الكردي الذي يعيش في وطن مستعمر من قبل أربع دول.
صحيفة كردستان.. تلبي متطلبات الكرد
كان للمرأة الكردية آنذاك دوراً مهماً في نشأة الصحافة الكردية؛ إذ شاركت المناضلة روشن بدرخان في النشر والكتابة منذ نشأة أول صحيفة كردستانية (صحيفة كردستان) والتي كانت تحمل بداخلها خطاباً ثقافياً يراعي متطلبات الشعب الكردي وتعرّف وتشيد بالتراث الكردي وثقافته.
مع تأسيس حركة حرية كردستان فُتحت آفاقاً جديدة للمرأة، ويعود الفضل بذلك إلى فكر وفلسفة القائد أوجلان الذي طرح مشروع حرية المرأة، كما وسعت المرأة بدورها من نطاق عملها ليشمل كافة المجلات، ومن بينهن الإعلامية الشهيدة غربتلي أرسوز التي رسمت نهجاً سارت عليه الكثير من الإعلاميات أمثال الشهيدات “دليشان إيبش ونوجيان أرهان، ودنيز فرات” وأصبحن تاريخاً لإعلام ثورة روج آفا.
وفي ظل ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا فى 19 يولية 2012م، شاركت المرأة في العديد من المجالات وأسهمت إسهاماً بارزاً في المجال الإعلامي بتألق وبشكل لافت بعد تشكل المؤسسات الإعلامية ، وتبين أن أعداد النساء الصحفيات تفوق أعداد الرجال، إذ بلغت نسبة النساء العاملات في المؤسسات الإعلامية في المنطقة (70%)، بحسب ما ذكر اتحاد الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا.
وحاربت المرأة في مجال الإعلام ثلاث جبهات، الذهنية الذكورية السلطوية السائدة في مجتمع الشرق الأوسط، والهجمات المستمرة من قبل دولة الاحتلال التركي واستهدافها بشكل مباشر، ومرتزقة داعش الذين احتلوا في فترة من الفترات مساحة شاسعة من أراضي شمال وشرق سوريا، ومع اندلاع ثورة 19 يولية تمكنت المرأة بنضالها ومقاومتها محاربة جميع العراقيل التي كانت تواجهها وتم تأسيس عدة منابر إعلامية خاصة بها.
فنجد” سوركل شيخو” التى عملت كامراسلة حربية في وكالة أنباء المرأة ، وباركت يوم الصحافة الكردية على كافة الصحفيات، وقالت “اتخذت المرأة مكاناً لها في نقل أحداث ووقائع ثورة روج آفا وشمال شرق سوريا بجميع تفاصيلها إلى الرأي العام والعالم أجمع”.
وأضافت: “لقد سلب النظام البعثي هوية الكرد وحقوقهم، لكن بعد ثورة روج آفا تمكنت من أن تكون صوت الشعب والمرأة وتمكنت بالفعل من إطلاق ثورة حقيقية، وخير مثال على ذلك هو العدد الهائل للعاملات في مجال الصحافة، ممن اتخذن مكاناً لهن في الوكالات، الصحف، المجلات، الإذاعات والفضائيات”. تؤكد سوركل أن كل شخص بإمكانه أن يمتهن فن الصحافة؛ لكن عندما تكون المراسلة امرأة تستطيع أن تشعر بالمرأة نفسها وما تعرضت له ونقل ما عانته بحس المرأة وصوتها. وتضيف “صوت الحق يتم استهدافه دائماً، لكننا لن نتخلى عن نضالنا ومقاومتنا، هدفنا إظهار الحقائق فقد استشهد العديد من زملائنا في سبيل نقل ما يدور في الساحات والميادين إلى شعبهم”.
بينما تصنف تركيا كأكثر دولة تتعرض فيها الصحفيات للاعتداءات والتهديدات خلال الربع الأول من العام الجاري، وفي حالة تدهور مستمر حيث تمنع فيه حرية التعبير عن الرأي ويعتقل من يخرج عن سيطرة السلطات الحاكمة، واقتيادهم إلى السجون، وبشكل خاص إذا كانت كردية فذنبها يكون مضاعف فقد تكون مولود أو مفقود في السجون، وذلك بحسب تقرير أصدرته المنظمة العالمية لدعم الصحفيات.
مراسلة فضائية جن تي في JIN TV بريتان أيرلان، تقول عن أسباب الاستهداف المباشر للصحفيات الكرديات في باكور (شمال كردستان) إنه نابع من استمرار مقاومة الشعب الكردي في وجه الدول ذات الذهنية الذكورية والدول القومية ذات الإيديولوجية الأحادية، أي لا يعترفون سوى بلغة واحدة ودين واحد، دولة الاحتلال التركي تتغذى على إبادة ثقافات الشعوب وصهرها.
فالأنظمة ذات الذهنية الذكورية التي تفتعل حروباً مستمرة في العالم تعلم جيداً أن المرأة إذا ما وقفت في وجه سياسات تلك الأنظمة فإنها قادرة على تعطيلها، فلو أتينا إلى الأسرة البذرة الصغيرة للدولة فالمرأة حين تطالب بحقوقها تتعرض للاضطهاد والاستهداف، تحت مسمى العشائرية والعقائد الدينية والشرف، وذات الشيء بالنسبة للدولة فحين تقف في وجه انتهاكاتها التي ترتكب بحقها فإنها تتعرض للاستهداف والقمع”، تضيف بيريتان إيرلاند وتتابع في السياق ذاته، “النساء في شمال كردستان يتعرضن لاستهداف وقمع بشكل شبه يومي، فالعديد من المعتقلات السياسيات اللاتي يعانين من وعكة صحية لا يتم الإفراج عنهن، مثال على ذلك آيلسار تولغ الشخصية الأولى التي اقتدت بفكر القائد عبدالله أوجلان، وفي شخصها يستهدفون تنظيم المرأة ومقاومتها، وبنفس الشكل يضطهدون الإعلاميات”.
كما ذكرت بيريتان وقالت : “إن تعرض الصحفيات للاعتقال والتهديد عند تغطية حدث ما يؤدى إلى تكميم الأفواه المفروض على الصحفيات في شمال كردستان.
وأشارت الرئيسة المشتركة لاتحاد الإعلام الحر في شمال وشرق سوريا أفين يوسف إلى امتلاك الإعلام الكردي لمقومات قوية والحضور اللافت للمرأة فيها، بحسبها يفوق عدد المراسلات والمذيعات والإداريات في الوسائل الإعلامية في شمال وشرق سوريا أكثر من 70%. لافتة الانتباه إلى فضائية جن تي في (JIN TV)، التي تتناول في نشراتها قضايا المرأة، وعدت افتتاحه “انتصاراً لثورة المرأة”. وقد نوهت إلى مواجهتهم بعض الصعوبات في التواصل مع الصحفيات في باكور (شمال كردستان)، بسبب عرقلة السلطات لعملهم، أما على الصعيد العالمي فقد تم التواصل بحسب أفين، مع العديد من الوسائل الإعلامية، كذلك تنظيمات المرأة.
كانت غربتلي أرسوز، أول مديرة تحرير في تاريخ الصحافة الكردية والتركية أيضًا. وكانت الثورية والمفكّرة والصحفية والمختصة في الكيمياء.
من أهم الفروق التي خلقتها حركة حرية المرأة في كردستان، هو تنظيم المرأة في المجال الإعلامي. ففي الإعلام الذي أصبح القوة الأولى في العالم، يتعاظم دور مؤسسات الإعلام البديل والمرتبطة بالمرأة الكردية. ومن أجل تنظيم إعلام المرأة على ذرى جبال كردستان، وفي ذكرى استشهادها أسست رفيقاتها اتحاد إعلام المرأة في كردستان “RAJIN “. وكانت أحد المبادئ التأسيسية لاتحاد إعلام المرأة في كردستان ، هو تجاوز اللغة الجنسوية والعنصرية والقوموية في الإعلام، وأيضًا نشر المواد الإعلامية من منظور آراء المرأة المطالبة بالحرية وتنفيذ المشاريع غير المكتملة لـ شهيدات الإعلام.
عززت غربتلي الصحافة الكردية بتقاليد إعلامية عمرها قرن من الزمن، أصبحت أول صحفية تتولى إدارة التحرير في وسائل الإعلام في باكور كردستان وتركيا، واستشهدت قبل 24 عامًا. وكتبت التاريخ كامرأة مختصة في الكيمياء ومفكرة وكاتبة وصحفية وثورية. وعاشت متحررة من الأعراف البالية للمجتمع، وعُرفت بتميزها وشخصيتها القوية المنتفضة.
كانت حياة غربتلي مليئة بالصعوبات؛ لم تستسلم أبدًا لنظام الهيمنة الذكورية. وتعرضت للاعتقال والتعذيب والمحاكمة. لم تخمد نيران الانتفاض والانتقام في قلبها أبدًا، ومارست العمل الصحفي والثوري معًا دون تردد على ذرا جبال كردستان. فقد عاشت غربتلي طفولتها في أنقرة، وشبابها ضمن النضال الثوري، وفي الوقت نفسه بدأت بالعمل الصحفي، وفي 10 أكتوبر 1990 اعتُقلت، وبعد التحقيق معها لمدة 15 يومًا، وتعرضها للتعذيب، تم نقلها إلى سجن مالطيا، وتم الأفراج عنها بعد عامين. وعملت صحفية فى صحيفة أوزكر كوندم ثم تم اعتقالها ثانية فى 15 يناير 1993م، ومنذ تلك الفترة وحتى 23 أبريل 1993، بذلت جهودًا كبيرة من أجل العمل الصحفي.
عندما تسلّمت غربتلي أرسوز إدارة النشر بذات الصحيفة، غضبت الدولة التركية، لهذا الأمر ، لم يتم دعوتها إلى اجتماعات هيئة الأركان التركية ورئاسة الوزراء. كما أن المراسلين والمحررين لم يتمكنوا من التواصل مع الوزراء والمسؤولين لتأكيد أخبارهم وجمع المعلومات منهم.
قامت الدولة التركية باعتقال العديد من المراسلين وموزعي صحيفة “أوزكور كوندم”، ومارست بحقهم جميع أنواع القمع والظلم، وفي 10 ديسمبر 1993م، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، اعتقلت الشرطة التركية طاقم الصحيفة ومن بينهم غربتلي ارسوز بعد 13 يومًا من احتجازها، مارست السلطات التركية أشد أنواع القمع والتعذيب بحقها وقصت شعرها وعذبتها وجرتها في الممرات. ومن ثم أرسلتها إلى سجن “سامجلار”، وأطلقت سراحها في المحكمة الأولى في يونية 1994م. وبعد ذلك واصلت عملها الإعلامي في الصحيفة.
أصبح ميراث غربتلي أرسوز.. نهج سارت عليه الصحفيات الكرديات ، فقد استشهدت في 7 أكتوبر 1997 خلال هجوم لقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK على جبال غاري في باشور كردستان، ولا يزال مكان جثتها مجهولًا حتى الآن. وقد تركت، خلال حياتها ميراثًا مهمًّا في مجال الإعلام. تحوّل بجرأتها وشجاعتها إلى إرث للإعلام الحر، تسير عليه كافة النساء لتسليط الضوء على الحقائق المظلمة. لا الدولة التركية ولا الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكنهما تدمير أفكار غربتلي أرسوز وإبداعاتها.
وتواصل الصحفيات وناشطات الصحافة الحرة الكرديات تغطية الحقيقة في مدن وجبال كردستان، على خطاغربتلي. ويعتمد العديد من المجلات والصحف ووكالات الأنباء والتلفزيون والإذاعة والمواقع الإلكترونية في كردستان وأوروبا على هذا الإرث. منها وكالة أنباء المرأة (JINHA) وهي أول وكالة نسائية، ومنها إلى(JINNEWS)، إلى أول قناة تلفزيونية نسائية (JIN TV)، بالإضافة إلى مجلة (Jina Serbilind) في أوروبا، وإذاعة ستار إف إم (Star Fm)، وهي أول محطة إذاعية نسائية تُبث في الغرب، والعديد من المجلات وغيرها من الصحف.
واليوم يعمل العديد من المناضلات الكرديات ضمن مجال الإعلام ويسرن على خطا الشهيدات، أيفر سيرجي في إيران، ودنيز فرات في مخمور، وشنكال نوجيان إرهان، والصحفية في وكالة أنباء المرأةANHA، ديليشان إيبش ودلوفان كفر في مناطق شمال وشرق سوريا، وغيرهن من الشهيدات اللواتي تركن وراءهن إرثًا قيّمًا في الصحافة الكردية بلون المرأة المناضلة، وحافظن على هذا الإرث بمواصلة النضال وتحقيق المزيد من المكتسبات القيّمة.
وعليه فالحصافة الكردية ومن يوم إنطلاقها في مصر وإلى اليوم مرت بمراحل عديدة، وحملت أعباء كبيرة لنقل حقيقة الشعب الكردي للعالم من وضعه ونضاله وثقافته وليكون جسراً بين شعوب المنطقة، وكذلك لعبت الصحافة الكردية ولازالت دوراً في زيادة الوعي لدى الكرد ولدى كافة الشعوب، وقد دفع الحصفيين والصحفيات الكرد أثماناً باهظة من الاعتقال والسجن وحياتهم في بعض الأحيان ليكون منارة ولتكون الصحافة خير مرشد ودليل وإضاءة على واقع الشعب الكردي ومطالبته بحريته.
* – قد ساهم اختراع الأحرف المعدنية المتحركة على يد الألماني يوحنا جوتنبرج عام 1436م على تطور الطباعة التي أدت إلى تطور الكتابة وحركة البحث العلمي في مختلف المجالات، وازدياد الاقبال على القراءة والترجمة والتواصل الحضاري بين مختلف الثقافات. وبذلك كانت الطباعة الحديثة ثورة بكل ما للكلمة من معنى في التاريخ العالمي
* – سُمى بالمريوانى نسبة إلى مدينة (مريوان)، بكردستان إيران حالياً.
* – بوتان أو بوطان التى ظلت تحت حكم الأسرة البدرخانية لأكثر من ستة قرون منذ 1260 م حتى 1847م.
* – كان ذلك فى ظل حكم عباس حلمى الثانى الذى حكم مصر فى الفترة من عام 1897م إلى عام 1914م .
* – مبادئ ويلسون تشير إلى مجموعة من المبادئ والمبادرات التي اقترحها الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون في خطابه الأربع عشر نقطة (Fourteen Points) في عام 1918. كان هذا الخطاب جزءًا من جهوده لوضع أسس للسلام الدائم بعد الحرب العالمية الأولى. من بين المبادئ الرئيسية التي أعلن عنها ويلسون في خطابه:
- حرية الملاحة البحرية: دعم لحرية الملاحة البحرية وحق الدول في استخدام المحيطات بحرية وتجارة.
- التجارة الحرة: دعوة إلى تحقيق التجارة الحرة بين الدول دون عوائق تجارية.
- إزالة الحدود والعقبات: المطالبة بإزالة الحدود الوطنية القديمة والتسامح مع تقسيم الإمبراطوريات القديمة.
- الحد من التسلح: التزام بتقليل التسلح وفتح الطريق لنظام يكون فيه الأمن العسكري مبنيًا على التعاون والعدالة.
- تقسيم الإمبراطوريات: دعوة لتقسيم الإمبراطوريات الناهضة والمستعمرة بشكل عادل ومناسب.
- حقوق الشعوب: التأكيد على حقوق الشعوب لتقرير مصيرها والعيش تحت حكم يعبر عن إرادتها الشعبية.
- الإستقلال السياسي: دعوة للتعاون الدولي لتأمين الاستقلال السياسي والتنمية الاقتصادية للدول الصغيرة.
- إعادة ترتيب الحدود: الدعوة إلى ترتيب حدود أوروبا وتحديدها بناءً على العدالة والانتماء الوطني.
هذه المبادئ لها أهمية كبيرة في تشكيل السياسة الدولية في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، وقد تأثرت العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تلت ذلك بمبادئ ويلسون.