
إنها مصدر استقرار للعمل الثوري والطرف الفاعل في إنجاحه أو إفشاله هكذا يري أوجلان دور المرأة في المجتمع، بل ويحمل أهمية عظمي لاختيارها لشريك حياتها إما أن يكون متسقاً مع فكرها أويدفعها نحو الفكر السائد الذي يري في المرأة آداة أو وسيلة وليست شخص فاعل، لذلك حرص علي أن يضع رؤية شاملة عن الأسرة وكيفية تكوينها وعن المرأة ونمط حياتها وكيفية اختيار قرارتها وقناعتها ثم انتقل متوسعاً نحو شكل المجتمع ككل والذي لخصه في جملة واحدة عبرت عن مجمل فكره “لن يتحرر المجتمع إلا بتحرر المرأة” اختار عنوان لكتابه عن المرأة وكيفية إدارتها لقراراتها وحياتها ليحمل “المرأة الكردستانية الحرة” ضمن سلسلة “كيف نعيش” باعتبار إن الكيفية التي تسير بها المرأة تنعكس بديهياً علي شكل الحياة.
اختار أوجلان في بداية حديثه تناول طبيعة المجتمعات الذكورية والقوالب والأدوار المحددة التي يلزمها بها بداية من تحديد مهامها كراعية للأسرة بلا مشاركة حقيقية في اتخاذ قرارات فيما يتعلق بمصيرها حتي اختيار زوجها المستقبلي والتعليم والعمل وغيرها وصولا لاختيار الأيدلوجية السياسية وقرارات النضال والمشاركة في تحرير الوطن حتي نصل إلي مستوي أعلي وهو انتقاء شريك حياة داعم مؤمن بكيان المرأة دافعاً لها نحو التطور والتقدم لامجرد رجل تقليدي يراها جسد جميل وأداة لإنجاب الأبناء وكائن استهلاكي بلا منفعة حتي أن أوجلان وصف الزواج بتلك الطريقة باعتباره فكر رأسمالي نفعي.
تشريح العائلة
كانت الانطلاقة من العائلة حتي قام بتشريحها بشكل كامل ففي تناوله لشكل العائلة بصورتها التقليدية الرائجة وصفها بالعبء الثقيل علي كاهل المجتمع، ورغم رفضه لشكل العائلة إلا أنه يعتبره كيان له قدسيته لذلك يجب أن ينشئ علي اسس ناضجة ولذلك يجب ألا يبدأ في سن مبكرة لإن استقرارة العلاقات الاجتماعية وفقاً لمنظوره هو ميزان لحرارة المجتمع يدل علي الحالة الاجتماعية والوطنية يبدوا إن الاشخاص المنغمسون في الهموم والمشاكل والخلافات العائلية ليسوا علي نفس الكيفية من القدرة علي النضال لأجل تطور المجتمع بل إنه في مراحل متقدمة يري إن غير القادرين علي العبور بسلام بحياتهم الخاصة كيف لهم أن يجدفوا في اتجاه لصالح الوطن والقضية الكردستانية التي ظل يكتب ويبذل الجهد لأجلها. وعبر توضيح بين روابط العلاقات الاجتماعية وشكل الأسرة والزواج منتقلاً لحرية المرأة لخص هذا في جملة غاية في الأهمية “إن مسألة العبودية وحرية المرأة تؤدي لاستيعاب الحقيقة الوطنية والمستوي الاجتماعي الاخلاقي والعادات والشرف والكرامة والبطولة ومواقف العدو منها”. لذلك يري أن التشكيل الحالي للأسرة الكردستانية أفرغت الإنسان من قوته لتخنقه بالمشاكل والقضايا الاجتماعية. أوجلان تناول طفولته مع الخلافات بين والديه وتغتضي عن هذا كله في مقابل أنهما وضع هذه الخلافات أمامه هو واشقائه معتبراً إن تلك المصارحة ساهمت في رؤية مستنيرة بعيداً عن العلاقات الأسرية المقنعة والمزيفة. مفترضاً غن العلاقات الاجتماعية والعائلية تمنح الأزواج والابناء حياة أفضل وكثرانفتاحا بينما الواقع مؤسف بحياة منغلقة معقدة وسوداوية بلا أمل. إن هذه المؤسسة بصورتها الحالية ليست بعيدة عن صنع العدو والنظام الاستعماري لإغلااق المجتمع في مشاكله الخاصة، وهي كافية لتصفية الأوطان في يومين. بل إن المقاومة والجيش القوي بحاجة لعلاقات اجتماعية بشكلها الصحيح. تناول تجارب الارتباط في محيطه وكإنها صفقة بالطبع كما يحدث في الكثير من تجارب الزواج الحالي في الشرق الأوسط يتعامل الطرفان وكأن الهدف هو تسعير العلاقة الشاب يعمل لسنوات طويلة للحصول علي المال للإنفاق علي المهر ومتطلبات الزواج كذلك الفتاة يتغني ذويها بالحصول علي مبلغ باهظ تحت مسمي المهر!.
بينما هو عاش في نقاشات جدلية مع والدته التي رددت عليه في صغره إنها تمتلكه لإنها أمه لم يقتنع بهذا المبرر واصفاص أن الزواج والأنجاب تمت بشكل عشوائي بلا تخطيط لكنه وصل لاتفاق ضمني مع أمه بعد أن وصف علاقته بها بإنها أشبه بالفراخ والدجاجة التي تحيط بهم هذا مادفعها لبداية تقبل استقلال قراراته عنها بغض النظر عن قناعتها من عدمه.
الانزلاق في العواطف الرخيصة
هكذا يصف أوجلان التقربات وعلاقات الحب غير المبنية علي أساس ثابت وجرئ وواضح استخدم وصف الانزلاق في اوضاع غريزية عاطفية رخيصة والعشق الرخيص للتعبير عن للتعبير عن علاقات غير متكافئة في الفكر الوطني التحرري لذلك إن القضاء علي حالات الرغبات الخالية من التكافؤ لإنه شاهد خلال مشواره غن الرجل حينما يعشق بعيداً عن قناعاته سيرتكب كل أشكال انعدام الشرف حتي يحصل ويحافظ علي تلك المرأة فقد يصل به الأمر لبيع وطنه وماله وممتلكاته لأجلها كذلك المرأة حينما تسلم نفسها لأجل ممارسة جنسية فهي تخدع نفسها بعلاقة ستحطمها. وانتقل إلي تفسير أهمية التقارب الفكري في هذه المنطقة بإن حماية الوطن ضرورة لتوفير تربة خصبة تنمو فيها علاقات الحب والارتباط الواعي بينما لامكان لما يسمي الحب من أول نظرة فهو غير واعي ولامسؤول ردد تساؤوله الاستنكاري ماذا يوجد في النظرة الاولي هذه؟. مهما كلفنا الأمر من خسائر فالعلاقات المغايرة لعقائد حزب العمال الكردستاني”PKK” يجب بترها حتي وإن ترك الرجل زوجته أوتركت المناضلة زوجها ومن لاتمكنه قوته من تنفيذ هذا سيؤثر وجوده علي التنظيم والجيش أكثر من تأثير العدو.وهو مايستلزم القضاء علي أي عواطف تتحرك في غفلة من العقل والوعي.
وسط كل هذه التحديات لكن أوجلان يصف نفسه بإنه يطبق هذا علي حياته رغم ارتباطه بعائلته ولكن حماية الوطن تستلزم علي الثوري الحقيقي والمنتمي لفكره أن يكون يقظاً لمشاعره ويحافظ علي فكره ومن ثم يتمكن من حماية وطنه ليحقق في ظله رغبته في العشق والانتماء لعاطفة بناءة، كيف تبني علاقة زوجية طبيعية في ظل احتلال يمكنه أن يسلب منك شريك حياتك مامعني هذه العلاقة وقتها إذا كان الوطن غير محرر تظل العلاقات في عبودية حقيقية.فضلاً عن الفقر والظروف الاقتصادية الطاحنة التي تعصف بأي علاقة مع اصطدامها بعدم توفير متطلبات الحياة. وبالحديث عن المال فإن زواج رجل بلغ من العمر سبعون عاماً من فتاة صغيرة بالعمر قمة الوقاحة وانعدام العدالة والتعامل الصحيح في هذه الحالة هو أن يتدخل التنظيم ويأخذ زوجته منه لإنها قائمة علي مبدأ شراء البشر بالمال. وإن كان هدف هذه العلاقة هو محبة الإنجاب والأطفال فعلي الإنسان الذي يتقرب للتنظيم أن يحمل مشاعر الحب والعطاء نحو كافة الأطفال وهذكا نحو من يحب الآباء والأمهات ان ينظروا لكل الشيوخ والعجائز الثكلي لذا علينا أن نخلق مشاعر نحو الجميع بعيداً عن العصبيات العائلية.
بين الحزب والعائلة
إن البقاء كردياً يستلزم أن تكون عضواً في قبيلة قوية تحت هذا الشعار العميق يتحدث أوجلان عن بعض الثغرات التي يسيطر من خلالها المستعمر علي المجتمع الكردي بالدخول عبر القبائل حينما يسعي رؤساء القبائل في تقديم خدمات للعدو ومن ثم تتحول العشيرة بأكملها في خدمة الأعداء، هذا علي مستوي الاندماج الوطني بينما تظل الأسرة بشكلها المعتاد بعيدة عن هذا العبث برمته.
ورغم هذا فإن شكل الأسرة البعيدة عن الاشتباك السياسي الوطني تستلزم تشكيكاً في منظومتها المتخلفة. لذلك ظل أوجلان بعيداً عن الانجراف وراء العلاقات العاطفية حتي وصل للمرحلة الجامعية وظل يصفها بإنها علاقات خطرة علي المجتمع والتنظيم والوطنية بأكملها. حتي يصف إن “PKK”حزب العمال الكردستاني هو رد فعل علي انعدام العلاقات بشكلها البدائي.
المرأة والرجل
حرص حزب العمال الكردستاني علي حل التناقض في علاقات الرجل والمرأة وتفسيرها وإرجاعها لأسس وطنية واجتماعية واسعة وحزبية وتنظيمية قائلاً عبارته الشهيرة “خذ من الوطنية أساساً، وخذ من التحول إلي أمة أساساً وقم بتنمية التحول الاجتماعي، وفي سبيل ذلك قم بتأسيس تنظيمك وحزبك وحقق الحياة الجماعية ضمن حزبك وارفع من مستوي كادرك إلي مستوي الحزب ليكون كادراً جيداً لديه علاقات شاملة وغنية ومتكاملة. أي قم بتطوير الحياة الجماعية ضمن حزبك”، في المنظومة التقليدية المرأة مجرد ملكية للرجل ومتعة مطلقة له متي شاء بعيداً عن اعتبارات تتعلق بإنسانيتها أواحتيجاتها وعلي الجانب الآخر فالرجل يعتبرها أحد أهم ممتلكاته حتي إن مصفاحتها لأحدهم أو نظر اي شخص لها يعتبره الرجل وكإن شرفه وكرامته قد خدشت بعنف قد تصل به إلي حد الدموية متسائلاً كيف تستقيم علاقة وغلي أين ستصل بنا حينما يمتلك إنسان لإنسان آخر ويتحكم به إلي هذه الدرجة؟. هل هذا سيقودنا نحو الحرية أم للبدائية والرجعية. إن العبودية الخشنة التي تقيد المرأة تدفعها للارتباط بالحرية إذن سيصل بها للتنظيم السياسي والعسكري الوطني لذلك فإن اقتران المرأة والرجل يلزمهما تأمين لأجواء الحرية لكليهما وبالأخص المرأة ومن ثم ضمان لاستمرار الحزب وحماية الوطن. ويظل الشريكان في العلاقة الزوجية يؤمنان وفقاً لمفاهيم المجتمع السائدة أن الزوج الأصيل والزوجة الأصيلة هما اللذان لايتقابلا في شئ سوي الشراكة الجنسية وقد تتشابه تلك المعايير بالافكار البرجوازية والقائمة علي المصلحة الفردية وإنجاب الاطفال والانفصال عن الوطن ومشاكله.
وانطلاقاً من هذا فإن تطوير العمل السياسي والثوري يستلزم تطوير حرية المرأة وهو بذلك عمل ثوري له أهمية كبيرة.
الأكثر وفاءً
أوجلان في ضميره وقناعاته إن المرأة مصدر للثقة كائن لايخون ولايتراجع في وعده علي عكس الثقافة السائدة بإنهن لسن أهل للثقة لكن الواقع وقناعاته تشير لتاريخ عريض من تراجع وتهرب الرجال وخيانة بعضهم بينما النساء الأكثر وفاء للوطن وللنضال بل والأكثر تقديماً للتضحيات هن النساء، وتطوير هذا يستوجب مزيد من الصراع والتناقض، لإن صنع فتيات ثوريات تكون الآمال منصبة علي أن تصل للمستوي الإنساني والوطني والاجتماعي في ساحتهن. إن عملية بناء المرأة أيديولوجيا وتوعيتها نحو رفض العبودية وحماية حريتها، لإن درجة الحرية في أي ثورة مرتبطة بحرية المرأة ومن ثم حرية العلاقات وهي تعني النقاس الحر بين الرجل والمرأة للوصول إلي صياغة قرارات تشاركية لإن الأساس الحق في تقرير المصير، رغم إن الثوريين ليسوا كبش فداء وحياتهم ليست رخيصة ولم يخلقوا ليودعوا في السجون وتسلب حريتهم الجسدية لكن النضال يستلزم الجدية وترك الحياة التقليدية والانضمام لصفوف تدريب الكوادر والالتفات لمعني التقرب الحر في إطار حرية المرأة وكيف فقدت المرأة حقوقها وتم جرها للعبودية والاضطهاد وأصبحت ملكاً لآخرين نتيجة لضعف الاختيار والارتباط بأناس ليسوا بنفس الإيمان والقناعات وهذا ليس نابعاً من وضع المرأة بل ظهر وتطور مع تقدم الحضارة وظهور الطبقات .
وعلي المرأة مهمة تحرير نفسها
المرأة ليست مصدراً للعشق والحب الرخيص بل هي من أهم المصادر التي تغني الحياة..
مابين الحب الأهوج والاحتجاج
لم يكن منظور أوجلان في انتقاده لعلاقات الحب والزواج التقليدية التي تخدم المنظومة الاستعمارية والرأسمالية هو رفض العلاقات الاجتماعية برمتها أو الاحتجاج علي الحب علي العكس هو غير مؤيد لرفض الحب والزواج ولكن بشرط أن يكون علي أساس سليم ليبني الفرد ويدفعهما نحو ثوريته وتحرير وطنه ورفض العبودية. إن عملية الرفض تنتج عادة كرد فعل علي غياب فرصة إقامة علاقة راقية ولائقة وهو مخالف للطبيعة الإنسانية ولكن أيضاً من تفرض عليه غريزته أن يرتبط بشرك أوشريكة غير مناسب بدعوي إنه لايستطيع العيش بدون علاقة حب فهو يتصرف كالحيوانات التي قتدها غرائزه دون تفكير. ووفقاً للنظرة الاجتماعية السائدة فإن العائلة بمفهومها التقليدي السائد ولائها للأقارب فحسب وتولي الأهمية للأسرة وتعمل علي سحب الشخص من معتقداته بينما العلاقات البناء تنتقل بالعلاقة للمستوي الوطني وخوض السياسة لأجل ذلك وأهمية الجيش وخوض الحرب من أجل معركة التحرر من الاستعمار والعبودية. إنها أزمة كبيرة حينما يكون التقرب للمرأة من جانب العواطف والرغبات إنه تناقض مرفوض سواء التقرب للمرأة عاطفياً فحسب أو رفض التقرب منها مطلقاً بهدف التحكم في الميل العاطفي إنها ليست مصدر للانحطاط والعبودية كما يشاع وليست مثل نباتات الزينة إنها من اهم المصادر التي تغني الحياة تلك القضايا والتحولات تهم الرجل بنفس مقدار اهميتها للمرأة لذلك لابد من تغيير ذهنية وفكر الرجل والنساء كيف جعلتن من الرجل مصدر سلطة عليكن واضطهاد كيف تقبلنالعبودية والانحطاط ولاتحاولن تغيير هذا الواقع. فالرفيقات المؤمنات بالحرية حملن السلاح وفجرن القنابل في أجسادهن وتحولن لوقود يشعل نار الثورة لقد انتقلت الفتيات القرويات من مرحلة عدم السماح لهن بالحديث بكلمة داخل بيئاتهم للتجمع بالالاف والصعود للجبال كما إن الخضوع لذكور العائلة سواء الزوج أوالأب والأخ لن يمنحهن سي التبعية وضعف القرار والابتعاد عن صفوف الجيش والنضال والوطنية لصالح تبعية المرجعية
الجنس والفناء..الاستعمار باسم العشق
لم يكون يوما يرحب بالعلاقات العاطفية والارتباط في سن مبكرة دائما مايري في بناء المرأة لكيانها ورؤيتها لنفسها ولمستقبلها وللمجتمع من حولها أولوية بحاجة لاكتشفها ومن ثم تقرر الدخول في العلاقات بناء علي رؤية مستنيرة واعية وفكر وطني وعقلية حرة قادرة علي حماية شخصيتها من التحكم والسيطرة فيها لقد اهتم أوجلان في هذا السياق بشرح تاريخية بداية العلاقات الجنسية قبل الحضارة وتنظيم الروابط الاجتماعية والانتقال للملكية الفردية وانتقل للعلاقات المنحرفة وغير المتفقة مع الافكار الثورية والراقية. لذلك اعتبر إن الإنسانية مهددة بالفناء إذا لم يوضع الجنس تحت المراقبة علي سبيل المثال “الإيذز” لإنه مرض جنسي قد ينهي الحياة أي إن العلاقات الجنسية المنحرفة ستوؤدي بالبشرية كذلك لن تستمر الحياة بدون جنس ولكن أي علاقات هذه يجب أن تكون وفقاً لقانون وتخضع لمراقبة للحماية من تدني المستوي والهبوط لهاوية الرخص والمذلة والعبودية. القائد يحيل العلاقات المنحرفة للاستعمار والتوسعية باعتبارها وسيلة تفكيك المجتمعات والسيطرة علي الأفراد وتشويه النفسية بانغماسهم في الصراعات العائلية والفشل الأسري وكإنه فرض الاستعمار علي الشعب تحت مسمي الحب لذلك حينما يشعر الفرد بالخطر نحو أحدهم عليه أن يعتبر نفسه نذير للنضال راهباً وقساوسة فخطورة العلاقة الجنسية الممارسة بعيداً عن المنطق تشبه العلاقة البعيدة عن أهداف سياسية مستشهداً بسيرةسيدنا محمد “ص” الذي حلو الحب من المشاعر الفردية إلي حب جماعي بين القبائل عليكن التعرف علي العشق الأكبر الإله ثم الوطن ثم الحزب ليكون الثلاثة محرك لكن في اختيارتكن وقرارتكن. من أجل الحماية من تحريف الروابط الاجتماعية والعشق والارتباط بشريك دافع لكن. أيضاً بناء اسرة لها احتياجاتها يتطلب من النساء أن يتفحصن بمن يرتبطن حتي غن الطيور تبني أعشاشها أولاً حتي لاتبيعوا عواطفكم وتنسوا حدودكم جميعاً. “1”
تحرير الجنسوية الاجتماعية
سعي أوجلان للتحرر من سلطة الأسرة وبالأخص الأم عليه منذ طفولته للتخلص من هيمنة الاسرة وللانفتاح علي الاسرة الأكثر اتساعاً وهي الحزب والوطن ولكنه كان حريصاً علي احترام كرامتها ومشاعرها كإمرأة اتساقاً مع المبادئ التي يناضل لأجلها لتحرير النساء من العبودية والاضطهاد الذكوري وينتقل القائد لإنفصال الإنسان الاول عن فصيلة الثدييات الأقرب إليه إلا أن الإنسان بطبيعته يبحث عن مجتمع وأفراد ينتمي إليهم حتي وإن تحطم مجتمعه لن يستطيع العيش بمفرده، حتي ولو عاش علي ذكريات ماضيه يري إن سلطة الأم منذ العصور الأولي تأتي نتيجة إنها الكائن الخصب المنجب والمعيلة في أحلك الظروف ولعل تقديسها من منظور غنها أم أو درجات قهرها بسبب أمومتها وفرض سيطرت المجتمع الذكوري وهيمنته عليها، حتي تحولت إلي إنسانة كادحة فقيرة مقهورة تلخص دوره في رعاية الأسرة وإنجاب الأبناء وخدمتهم وفناء ذاته وكيانها فيهم للتحول إلي عبء وعالة في وقت مرضها وشيخوختها حتي إن وضعها وسط العائلات الفقيرة يكون مزري للغاية تتحمل معاناة ذويها وتحكمهم فيها فضلاً عن سيطرة الذكور عليها بدافع حماية شرف العائلة بينما يحتكر الحق في العشق علي الرجال ويعتبر عشق النساء محتقراً وسط أسرتها
الصيد والحفاظ علي الإناث
بالرجوع للعصور الأولي ماقبل 3000 قبل الميلاد وقبل نظام الزواج والعائلة وما ان اكتشف الإنسان الجنس خرج الذكر للصيد والبحث عن الطعام وحماية مايتملكه بدأ يعتبر أنثاه التي تعرف إليها ومارس معها الجنس وبدأت تعاني من أعراض الحمل ورعاية الصغار تنتظر في الكوخ معهم وخرج هو للصيد من هنا ظهرت ذكورية الرجل نحو إمرأته وفرض سيطرته عليها من جانب امتلاكه لقوة العمل وجلب الطعام ومن جانب آخر لسيطرته الجنسية عليها وضعفها بدنياً بسبب الحمل والإنجاب وتولي الذكر رعايتها حتي جاءت الدولة السومرية التي حصلت فيها المرأة علي بعض الصلاحيات والقوة وأصبحت متكافئة مع الرجل ومع السلطة الابوية المفروضة عليه وكذلك السلطة الدينية حتي جاءت الانتكاسة الكبري نحو عام 2000 قبل الميلاد حيث أسست بيوت دعارة وبدأت النساء في العمل بالجنس التجاري وبدأ الرهبان في تحريم رؤية المرأة وفي نفس الوقت أسسوا دور للجنس التجاري لإسعاد الشعب وإشباعه أصصبحت في صورة مومس فاجرة داعرة يجب تطهير الارض منها وتطبيق اقصي العقوبات عليها ومع نزول الديانات التوحيدية وخلق نظام اجتماعي تم تحديدها داخل جدران المنزل لحمايتها من الماضي الوضيع السابق لنزول الديانات تسرب غلي نفسها إن ماحكم عليها به هو قدرها الحتمي وإن دورها في الخدمة بالمنزل وتحديد عقلها وحدود خيالها بتلك الجدران التي باتت تحاصر عقلها وتحد منها، تحولت لعصفور محبوس في قفص الحكومة والنظام البرجوازي والنظام الاجتماعي المعقد والديانات التوحيدية التي وضعت لها حدود في التعامل وكإنه أمر الغله ومن الجانب الآخر كانت الحضارة اليوناانية تري في المرأة كائن ضعيف عبارة عن كومة من اللحم خلق ليحرثه الرجل يعيد ويؤكد علي إن مستوي حرية المرأة وحريتها مستوي حرية المجتمع إلا أن تاريخ المرأة لم يكتب حتي الآن ولم تحدد علم اجتماعي معين لدراسة علم المرأة ولم يتم تناول إنجازاتها ولا أهميتها للمجتمعات سوي من خلال البعد الجنسي الذي بسبب تم احتجازها بالمنزل واحتقارها علي مدي التاريخ ومع التطور ومحاولة الرجل الاحتكاك بالمرأة وادعاء الصداقة معها قد يعني في الصباح التالي فضيحة جنسية تلحق بها وتنال من سمعتها إنه حكم العجائز علي الشباب اليافعين والسيطرة عليهم
النظام العسكري عدو المرأة
يعتبر النظام العسكري بمنظومته الحاكمة والمهيمنة أعلي مراحل قمع النساء وتطبيق للحالة فيما قبل التاريخ بطريقة الصيد وحماية الأنثي ورعاية الكوخ والأبناء والحرب، يتم اختيار الرجال الاقوياء للعسكرية بينما تنغمس المرأة في الحياة العائلية وعلاقات النسب والقرابة يتبع ذلك العنف المفرط للسيطرة والهيمنة وسفك الدماء لتعزيز مبدأ الأنا إنها فكرة الملكية الفردية والتي تنبع قوة السيطرة فيها علي امتلاك النساء والاطفال والاراضي الخصبة والحيوانات المنتجة إنه التوحش في السلطة ليصل إلي حد الإله الحاكم، هذا وفقاً لإسم الإله في العقد القديم “التوراة، والكتاب المقدس العهد القديم بالإنجيل للمسيحيين” ومن ثم الإنجيل والقرآن هو “الرب” أو السيد المؤله وألوهيم يعني العلو ثم الحضارات المتلاحقة تسعي لتخطي هذه الأنظمة الأبوية ولكن كأن الرهبان السومريون القدماء يحكمون العالم حتي الآن.
منذ نهاية العصر الجليدي نحو 2000 قبل الميلاد كانت كل ملامح المجتمع أنثوية المنحوثات والادوات حتي الآرباب والآلة كانوا نساء تتكون من آثار قويمة تعتمد عليالنظام الاجتماعي الأمومي، ولعل أعظم ثورة شهدها التاريه كانت بين النظام الأنثوي الأمومي هذا وبين النظام الأبوي الملكي المهيمن .
بين الدولة والعبودية
ففي الدولة السومرية والمصرية القديمة كان للمرأة الأم والرجال العجائز الخبراء أهمية مجتمعية لتأمين الأمن العام للجمعة وإدارة شؤونها بعيداً عن الاتجاه نحو الملكية الفردية والادخار تدريجيا بعد أن كان النظام طوعياً اصبح التزام وسلطة مفروضه تحت سمي الأمن يدار العنف المجتمعي وأدوات الانتاج المشتركة إنه مضمون كافة النظم الاستعمارية والقمعية إنها أفضل أدوات إنتاج العبودية والدينية المخيفة الإبادات والنهب والسلب المنظم والدمار والهدم كل مايترجم النظم الإمبريالية التوسعية والاستعمارية وفي النظام العائلي التقليدي ولم يتطور الزواج وقتها بمنظومته الحالية، في النظام السومري لم يتلامي مسألة عبودية المرأة بأي حداثة أوتطوير فالتبعية البدائية بنظامها الهرمي التقليدي يتم تمريرها من معبد الراهب وحتي حتي تحبس في كوخ الرجل وتحت أمرته وتحولت كافة قضايا المجتمعات اخلاقياً وقيمياً منصب علي المرأة وكيفية خدمة الرجل بكل طاقتها وبكل أمانة وصدق وتفاني مع إسقاط قوتها الفكرية وبتأمين الرجل للإنتاج الفائض يكرم الرجل العبد القوي عضلياً أي إنها عبودية ذات نفع وربح اقتصادي علي المستوي العام الوطني الخاص الشخصي بينما المرأة يتم استعبادها كلياً فكرياً وروحياً وجسدياً ولاتمتلك قوت يومها وتظل بلاش أي عائد مادي نظيراً هذا العمل الذي قدمه وكإنه سخرة لذلك فإن إطلاق سراح الرجل من عبوديته سيكون إنسان حر ولكن المرأة ستقع تحت تأثير اضطهاد وعبودية أشد ظلماً وطأة عليها وهو مايدلل علي مدي عمق وتاصل عبوديتها والرجل سعيد بهذا ويسعي لحمايته وتأصيله ويخشي علي منصبه من أي خطوة تحررية تلحق بالمرأة ومن ثم هي تشبع كل غرائزة من رغبة جنسية وسلطة ديكتاتورية ورغبة في التحكم والسيطرة وكإنه نموذج الإله في الأسرة رب البيت كما يطلق عليه صاحب الامر والنهي علي حياة النساء
ففي عهد الدول القديمة السومرية والمصرية كانوا يدفنوا النساء حيثة حتي تموت ويتم التخلص منهن بهذه الطريقة وكذلك الرجال الخدم والعبيد بجانب الملوك المتوفين بدعوي إن مع البعث مجدداً يكونوا خدم لملوكهم فكيفما يسعي النظام الرأسمالي إلي تفكيك المجتمع لوحدات صغيرة يتم اختزال المرأة في النظام القائم بأكمله ولعل أكثر العبارات سخرية وتناقضا مع الواقع هي اعتبار غن الرأسمالية فككت قيود المرأة وإنها مزقت التقاليد التي تحول دون حريتها فهو كلام منافي تماما للواقع، الرأسمالية كذلك باتت تقيس احترام المرأة بمستوي التبضع واقتنائها للسلع الاستهلاكية التي تخدم علي هذا النظام الانتهازي بالرغم من إنها كانت السلعة الأكثر رواجاً في أسواق الاستغلال والعبودية الجنسية والنخاسة في الماضي ومع النظام الاقطاعي تحولن إلي جاريات وخادمات لأصحاب السلطة والمال وانتقلنا للعصر الحديث الذي بات يتاجر ويتربح علي أجسادهن وما الفارق بين ماذكر وبين المهر والشبكة واتفاقات الزيجة من ماديات وكذلك السمسرة السياسية عليها فهو صورة وانعكاس لهذا النموذج حتي من ذويها داخل الأسرة والرأسمالية لم تفوت الفرصة فجعلت المزاد علي المرأة يقسم جسدها إلي أجزاء يتم تسعير كل عضو فيه إنه يشبه عمل القصاب “الجزار” في التعامل مع قطعة اللحم وتشفيتها من العظم وتقسيمها لأجزاء لتحقيق أقصي استفادة منها يتم وضع سعر لكل جزء بعض السعر عن تسعير روحها أما عقلها فلايستحق “فالمرأة ناقصة عقل ودين”، إنها أداة للذة والمتعة المجانية أبدية مدي الحياة وجانية وأداة لإنجاب الأطفال أومفرخة وخادمة لرعاية الابناء بالمجان دون أجر فينما تعاتب وتلام دائماً أنتي تجلسين بالمنزل لاتعملين ولاتنتجين لماذا تشكين وكإنن الرجل منحها النعم بهذه المنزل فيما لايمكننا أبداً اعتبار وجودهن في المهن العليا والقيادية مثل الاقتصاد والأدب والسياسة لإنهن مجرد تمثيل رمزي لايحقق اينسبة عادلة أوتمثيل حقيقي قد يخلق نوع من التعبير وبالتالي تمكين حقيقي للنساء فالجميع بات يتهم عليها حتي الفن والإعلام والنقد الكاريكتيري بل تصور كل رجل إنه إمبراطور عليها. في يومنا هذا لم يتم سوى وضع أسم المشكلة دون تحديد مضمونها تماماً، وما زال برنامجها واستراتيجيتها ونمط تنظيمها وعملياتها، بعيد عن أن يكون هذا الموضوع موجودا، بشكل كامل على جدول الأعمال، وكما بدأ التاريخ، كتاريخ الكذب والحرب والاستغلال على أساس عبودية جنس المرأة في حضارة المجتمع الطبقي، سيتم خلقه وكتابته من جديد كتاريخ الاستقامة والسلام والمساواة والحرية بعد تحقيق النجاح في نضال المرأة التحرري، وتبين جميع الدلائل أن حرية المرأة ستلعب دورا، مصيريا، في فجر الحضارة الجديدة، ويمكن عيش عصر المرأة الحرة في أعلى مستوى مرة أخرى ويمكن اعتبار النساء والأطفال والعجائز هم أكبر ضحايا للنظام الديكتاتوري الرأسمالي وهنا يقف أوجلان متسائلاً لعدة مرات عن سبب قبول المرأة لهذا الوضع والقالب الذي أقحمت فيه لماذا استسلمت بتلك الصورة المؤلمة والمؤسفة مسترجعاً مشهد القصاب والشاه التي تدرك إن نهايتها حانت فتقف خائفة ومرتعدة والرجل أيضاً لن يشعر بهيمنته المرجوة نحو المراة إلا بوصولها لتلك الرجفة المؤلمة الفارق الوحيد إن الشاه تقتل مرة واحدة بينما الرجل يظل يقتل المرأة طيلة حياتها مرات متتالية ويتفنن في الإيذاء حتي تشبع روحه من دماء نفسها وعلق ساخرة علي تلك الأغاني العاطفية التي يجذب بها ضحيتها تمام مثلما يطأطأ القصاب علي فريسته قبل ذبحها يتم تبضيعهن بحسب الفكر الرأسمالي ليصبحن بضاعة رائجة ومطلوبة حيث يتم زخرفة أجسادهن ويرتدين الحلي ويتعطرن ويتم إبراز كل جزء في أجسادهن وكإنهن بالفعل تحولن إلي سلعة مطلوب بيعها لأعلي سعر ليس علي المستوي العملي فحسب بل ونظرياً أيضاً من خلال الفن والشعر والأدب حتي تتحول بالزواج غلي عبدة لشهوات الرجل وتتحمل اعباء والآلام الحمل والولادة ومجهود تربية الابناء وخدمة المنزل بلا أجر وكإن الباغيات لهن حق تلقي أجر عن بضاعتهن بينما الزوجة بيعت أبديا لرجل يتسلط عليها مدي الحياة وتعمل لدي بالسخرة .
وعليه فأوجلان وعبر اجتهداته الفكرية ومسيرته النضالية وماكتبه من المراجعات الفكرية والفلسفية للتاريخ البشري، استطاع أن يقدم قراءة ورؤية جديدة من أهم معالمها هي مفهوم المرأة الحرة وتجاوز الذكورية السلطوية، وأن حرية المجتمعات والشعوب ممكنة من خلال حرية المرأة وتمكينها وقيادتها للحياة في كل المجالات.