يتحدث الغربُ كثيرًا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وينفون بصورةٍ قاطعةٍ ما يتردد في العالم عن نظرية المُؤامرة، يتشاركُون المؤتمرات العالمية للسلام، ويُصرحون بمناصرة الحرية والعدالة، ويسطرُون التصريحات ويُصدرون المقترحات والحلول السلمية؛ ولكنهم في حقيقة الأمر محكومون بعقائد خفية تجذبهم لدائرة المؤامرة.
إن نظرية المؤامرة الدولية حقيقةٌ واقعةٌ مُؤكدة عملًا، وإن تم نفيها قولًا ؛ وكأن الغرب يرى من خلال نظريته السادية أن السيطرة والسيادة، وقتل رمُوز الحُرية، واختلاق أسباب الحروب والمجاعات، والموت الجماعي؛ هو الحل البديل لديهم للحياة الأفضل.
قبل وعد بلفور عام 1917م كان الجميع يتحدث بيقين عن استحالة تقسيم فلسطين والدول العربية، وكان العدو يلعب بطريقةٍ غير مرئية؛ ولكن التاريخ أثبت جدية تلك المُؤامرات.
والآن؛ وقد تحققت الرؤى واحدة تلو الأخرى؛ لم يعد هناك مجالًا للتشكيك، ولم تعُد المُؤامرات تحتاج للاستقراء، وفي حين يشكك الكثيرُون في نظرية المؤامرة؛ نجدها تحققت على أرض الواقع، فقد كان التخيُل قديمًا واستنباط الوقائع يحتاج لجهد وتحليل، ورصد لكافة الأحداث، أما الآن؛ فقد اختلفت صيغة التعامل مع الأمة العربية، وتحول المخطط ليهدف إلى تدمير الدول العربية ورواد التغيير والإصلاح بالأمة الشرق أوسطية.
الأن أصبح التصريح بالإيذاء أمرًا علنيًا، وقد كان نتاجه تجاهل كل المواثيق والقوانين الدولية التي كانت تحكُم العالم وتُجنبه الفوضى.
أربعة أشهر انعكس خلالها إجرائيًا وفعليًا نتاج الذهنية السياسية والفلسفية لعقيدة المُؤامرة المُحاكة ضد الكُرد منذ ما يربو على المائة عام بل وأكثر، والتي تبلورت فيما بعد في شخص القائد الأُممي والمُفكر “عبد الله أوجلان”، ومن يُمعن النظر يتجسد له بجلاء أن القوى التي تحالفت لاعتقاله لم يكن لها أن تُخطط لهذا الأمر بين عشيةٍ وضحاها.
ونتساءل في هذا الصدد لماذا انصبت وتوحدت جُهود تلك القُوى وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل والعديد من الدول، بهدف اعتقال الٌمُفكر والقائد “عبد الله أوجلان”؟
إن هذا الأمر يحتاج للمزيد من إِعمال العقل؛ لشرح الأسباب التي أدت إلى تكالُب القُوى والأحزاب الدولية والإقليمية بل والمحلية؛ بهدف اختطاف واِعتقال القائد “عبد الله أوجلان”، ولأن ما جرى التخطيط له في دوائر الاستخبارات العالمية، وما صدر عن حلف “الناتو” كان كافيًا لإظهار خُبث نوايا المتآمرين على شخصية الزعيم “عبد الله أوجلان”، تلك الشخصية الرائدة المتزعمة لفكرة التشارُكية، والتي حاولت إنقاذ ما يمكن إنقاذه من براثن قُوى الهيمنة العالمية؛ التي كانت ومازالت تأمل بالسيطرة على مُقدّرات العالم، بل وتسعى للإبقاء على حياة فئة محددة تتحكم بمصير البشرية.
وفي هذا الصدد يُصرح “نيكولا باتروشيف” أمين مجلس الأمن الروسي فيقول: (أن الغرب يتحدث كثيرًا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهم في السر من يعملون لتحقيق نظرية (المليار الذهبي)، وبهذه المقولة يفضح مخططهم الإجرامي والسري الموروث؛ الذي فضحه أيضًا “فلاديمير بوتين” في 14 يونيو عام 2022 م بمؤتمر البرلمان الدولي (روسيا – أمريكا اللاتينية) ؛ عندما قال بكل صراحة: (إن سياساته هدفها الرئيس محاربة الهيمنة الغربية وتطبيق سياسة (المليار الذهبي)، كما أكد على ذلك بمنتدى “ألبريكس” فذكر أن العلاقات المصرفية الائتمانية الحديثة صُممت كي تخدم مصالح الدول المتبنية نظرية “المليار الذهبي”، وبصورة أدق قادة بلدان “المليار الذهبي”.
تلك المقولة التي لم يفهمها العديد من البشر؛ ففي بداية التسعينيات كان هناك شك وانتقاد لمنظور الدولة القومية، من قبل المفكر والقائد عبدالله أوجلان وكانت هناك بحث عن حل بديل ورؤية مختلفة لهذا المنظور؛ ووجدت تلك الرؤية طريقها إلى النور من غياهب السجون؛ عندما طرح أوجلان مشروع الأُمة الديمقراطية في مجلداته “مانيفستو الحرية”، ليناهض به مشروع “الناتو”، ومشاريع الهيمنة العالمية، مما أصاب حلف “الناتو” بالجنون، إذ كيف لشخصٍ بمفرده أن يُدمر مُخططهم الإجرامي، وكيف له أن يتزعم تلك الخطة المضادة لمخططهم التدميري؛ وأن يخرج الشعب الكردي من وضع الفوضى والتوتر والضياع إلى حالة مجتمعية مؤسساتية نضالية تشاركية تؤمن وتعمل لحل القضية الكردية بالتكامل مع شعوب المنطقة، والتخندق مع القضايا الوطنية والمجتمعية مع شعوب المنطقة، فتآمرت الولايات المتحدة مع تركيا على أن أوجلان وتنظيمه الذي يترأسه وهو “حزب العُمال الكُردستاني” (PKK) يُشكل عائقًا أمام تنفيذ مُخططاتهم، وكانت تركيا قد أوعزت لحلف “الناتو” بأن حزب العُمال الكُردستاني قد اغتال رئيس وزراء السويد في 28 (فبراير) شباط 1986م؛ ليتم تصنيفه كمنظمة إرهابية على مستوى العالم، بالرغم من قيامها مُسبقًا باعتقال وإخفاء القاتل الفعلي، وبهذا اختلقت الولايات المتحدة حُجة الانتقام من القائد “أوجلان”، وبدأت تُؤازر تركيا لاختطافه؛ والتي حشدت بدورها بمساندة “الناتو” لها أساطيل جيوشها البرية والجوية والبحرية حول سوريا، وقامت باستخدام كافة وسائل الضغط عليها لتسليمها القائد “أوجلان” أو إخراجه من الأراضي السورية، وتم اعتقال أوجلان في 15 شياط عام 1999 في كينيا بعد أربعة اشهر من الملاحقة من قبل الناتو وبقيادة أمريكا وإسرائيل، منذ 9 أكتوبر عام 1998، والتي يعتبرها الكرد بداية المؤامرة الدولية بحقهم في شخص أوجلان.
جُذور المُؤامرة الكُبرى:
إن جميع الشواهد البائنة والقرائن الراهنة تؤكد على امتداد جذور المُؤامرة الدولية منذ ما يقارب القرن ونصف القرن، فكان التخطيط لتقسيم “كُردستان” ما هو إلا بداية لمد جذور تلك المُؤامرة اللعينة على الشعب الكُردي، حين تعرض الشعب المكلوم لمؤامرة تقسيم “كُردستان” وإخفاء هُويته وملامحه الثقافية والسياسية؛ بل ومحوها نهائيًا على يد المتآمرين من القوى الإمبيريالية والرأسمالية المتمثلة في الأتراك من جهة، والعناصر الأوروبية من جهةٍ أخرى، وامتدت تلك الأيادي الملوثة المتآمرة لقتل وقمع وتشريد ومحو آثار الشعب الكُردي؛ الذي لم يُطالب إلا بالحق المشروع في الحرية والعدالة، والحصول على حقوقه كباقي الشعوب العربية والشرق أوسطية.
وظل الشعب الكُردي بين فكي الرحى، يُعاني الاضطهاد والظلم بكافة صورة المعلنة وغير المعلنة، إلى أن ظهرت طاقة من النور بإعلان قيام “حِزب العُمال الكُردستاني PKK” على يد وقيادة القائد “عبد الله أوجلان”؛ الذى تبنى نهج المقاومة والنضال دفاعًا مشروعًا عن القضية الكُردية، فإذا بجذور المُؤامرة تتفرع وتزداد تشابكًا وتعقيدًا مستهدفة مد فروعها لتلتف حول شخص القائد “عبد الله أوجلان”، ومحو الرمز، وإسكات الصوت المطالب بحق الشعب الكُردي والشعوب العربية، وإن كانت تستهدف القائد “عبد الله أوجلان”؛ فقد استهدفت القضية الكُردية في شخصه، فما هما إلا وجهان لعملة واحدة لا تنفصم.
تحديات واجهت حِزب العُمال الكُردستاني:
لم تكن التحديات التي واجهت الحزب بقيادة المُفكر والقائد “عبد الله أوجلان” وليدة اللحظة، ولم تظهر بظهور الحزب؛ بل إن هناك إرهاصات لنشوء تلك العداءات والعقبات والتحديات.
فبعد قيام الحرب العالمية الأولى، وتقسيم الأراضي الكُردستانية بموجب اتفاقية “سايكس – بيكو” عام 1916م ، تبددت أحلام الشعب الكُردي في إقامة دولة مستقلة، وأصبحت طلباتهم المشروعة رهينة الصراعات الدولية، بل وزادت المؤامرة الدولية اشتعالًا بتأسيس الجمهورية التركية، بعد حرب الاستقلال، وأضافت معاهدة ” لُوزان” المزيد من القيود على حقوق الُكُرد، فلم يصمد حلمهم لأكثر من ثلاث سنوات قبل أن يتلاشى مع توقيع تلك المعاهدة عام 1923م؛ والتي رسمت وأقرت حدود تركيا دون ذكر لدولة كُردية، وكذلك تشكلت حدود “إيران” و”العراق” و”سوريا”، واستقرت دون إشارة إلى الكُرد وحقهم في تقرير المصير.
إرهاصات الثورة الكُردية قبل تأسيس الـ PKK
ما قبل “لُوزان”:
عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى فُوجئ الكُرد بتراجع قادة الدول الكبرى عن وعودهم بإقامة دولة كُردستان المستقلة، وتسلل إليهم اليأس والإحباط نتيجة لتلك المؤامرة، فلم تُوفي تركيا بوعودها، كما تراجعت الولايات المتحدة، ولم تستجب لرغبة الشعب الكُردي، وبالمخالفة أيضًا لمبادئ الرئيس الأميركي “وودرو ويلسون” الشهيرة؛ التي أصدرها في مطلع عام 1918م حيث وعدت الشعوب في البلاد المحتلة بالحق في “تقرير المصير”.
لم تستجب القُوى المنتصرة في الحرب العالمية لرغبة الكُرد المُلحة في إقامة دولتهم المستقلة، واكتفت بوضع مادة مهلهلة الصياغة، خبيثة المضمون، وردت في معاهدة “سيفر”؛ والتي وعدت بإقامة منطقة كُردية تتمتع بحُكم ذاتي دون أن تحدّد كيفية تشكيلها ولا مناطق نفوذها.
ثم تأتي معاهدة “لُوزان” سالفة الذكر بعد معاهدة “سيفر” بثلاثة أعوام، فتقضي بخُسران الكُرد هذا الحق، فلم تنص تركيا وقُوى الحلفاء على أي حقٍّ للكُرد في إقامة دولتهم المستقلة.
الكُرد والتُرك وأتاتورك:
بينما لم يدخل الكُرد في خطة ترسيم وتقسيم القوى المتحالفة، وبينما تم الاعتراف بتركيا كدولة ذات حدود مستقلة، أُهدرت دماء الذاتية الكُردية على بلاط المعاهدات؛ التي استهدفت هدم الهُوية الكُردية، وعلى أنقاض وبقايا الخلافة العثمانية بنَى “أتاتورك” الدولة ذات الهُوية التركية؛ والتي صرح متفاخرًا بانتمائه لها، واعتبرها المتفردة بين الأعراق والشعوب؛ بل أصر على فرض القومية التركية على جميع قاطني حدود دولته بما فيهم الكُرد، ولم يسمح لهم بأي شكلٍ من أشكال الحُكم المنفصل.
وإمعانًا في السيطرة ومحو هُوية الكُرد أطلقوا عليهم مسمى “أتراك الجبل”؛ بل ونصَّ الدستور التركي في مادته رقم (88) على “تتريك” جميع سكان البلاد – بغض النظر عن دياناتهم وقومياتهم – واستتبع ذلك العديد من القرارات التي استهدفت اجتثاث الصبغة العثمانية الدينية من البلاد، كما أُعلنت الجمهورية التركية في نُوفمبر عام 1922م، وأُلغيت وزارة الأوقاف، واستتبع ذلك أيضًا إلغاء التعليم الديني، والمحاكم الشرعية وما في حكمها؛ مما أثار غضب الكُرد الذين حُرموا من إقامة كيانهم المستقل.
بدايات نشأة الأحزاب الكردية:
نظرًا لاستفحال الأمر بصُورةٍ جلية، والضغط المستمر على الشعب الكُردي لطمس معالم هُويته الثقافية والدينية والسياسية، انبثقت العديد من المنظمات الكُردية المساندة لقضية الكرد بالمنطقة الشرق أوسطية؛ فمنذ عام 1923م وحتى الآن؛ ظهرت عشرات المنظمات الكُردية التي هدفت للعمل على استقلال “كُردستان”، ومقاومة سياسات التتريك التي فرضها “أتاتورك” على القُرى التركية، مثل فرض اللغة التركية في المناهج الدراسية، وفي الأوراق الرسمية بالمصالح والمؤسسات الحكومية، بل وتسمية القُرى الكُردية بأسماء تركية كما ذكرنا آنفًا.
ولم يعدم “أتاتورك” الحيل للتخلص من زعماء الأحزاب واحدًا تلو الآخر، وفي المقابل لذلك لم يتوانى الكُرد عن المشاركة في جميع الحركات العسكرية الثورية، ونتيجة للضربة المُوجعة التي أصابت “أتاتورك”، جراء مقاومة الكُرد وثوراتهم المستمرة قام بإقالة الحكومة التركية، ثم أعاد تشكيلها برئاسة وزراء جديدة، ووجه حملة عسكرية مزودة بالأسلحة الثقيلة والطائرات لمحاصرة المتمردين من الشمال والجنوب.
ولقد اتضحت خيوط المُؤامرة وتكشفت إرهاصاتها عندما تنكّرت روسيا وبريطانيا لوعودهما بمساندة ودعم بعض الأحزاب الكُردية في قضيتهم، واختلت موازين القُوى لصالح “أتاتورك”، مما أدى إلى انتهاء أحداث الثورات الكُردية نهاية دموية وتدميرية؛ ليدفع ثمن المقاومة الكُردية آلاف الأرواح البريئة في كل ثورة من الثورات ضد الظلم، ونتاجًا للأحداث الدامية تفرق الكُرد في الجبال؛ بينما لجأ البعض منهم إلى مصر، والبعض الآخر إلى سوريا، وكان ذلك أول نتائج المُؤامرة الخبيثة.
الكُرد ما بين الثورات والمؤتمرات:
رغم ما واجهته الحركات الثورية الكُردية من خسائر في تحقيق أهدافها؛ إلا أنها رسمت الصورة الحقيقية عما سوف يكون عليه الأمر بين الكُرد والتُرك، وحاول الكُرد بشتى الطرق جمع شتات ما تفرق، وسعوا بمرور الوقت لعقد عدة مؤتمرات كُردية حاشدة تضمُّ الأطياف المشتتة من الشعب، فقامت المجموعات من المقاومة الكُردية بالتحصن في جبال العراق لممارسة أعمال المقاومة السرية ضد تركيا.
ومابين الثورات والمؤتمرات؛ قد شكلت هذه الفترة نقطة تحولٍ حاسمة في تاريخ الكُرد؛ حيث وضعت الأسُس للنضالات التي ستشهدها العقود التالية، كما أسست لقيام “حزب العُمال الكُردستاني “PKK حاملاً رايةً جديدةً، تُقاوم الأيديولوجيات القومية والشوفونية، وهي راية “التشاركية”، واتخذ خطًا مُدافعًا عن الحُرية والعدالة الاجتماعية، وعن حقوق الشعب الكُردي. ولكل ما سبق واجه “حزب العُمال الكُردستاني” العديد من العثرات والعقبات من الداخل والخارج، ورغم تلك المصاعب لم يفُتْ ذلك في عضد الحزب، بل استمر في مقاومة مستمرة للظلم، وناضل بكل قوة من أجل الحصول على حقوق الكُرد عبر الفكرة المستنيرة للزعيم والقائد والمفكر “عبد الله أوجلان” ألا وهو “مشروع الأمة الديمقراطية”.
لماذا أوجلان:
عودٌ على بدء؛ ودومًا يُخامرنا التساؤل، لماذا المفكر “عبد الله أوجلان”؟ وقد تكمن الإجابة في التساؤل، فهو ليس القائد فحسب؛ بل هو “المُفكر” حامل لواء القضية الكُردية، الذي تبنى قضية القومية الكُردية منذ بداية ترسيم أيديولوجية حزب العُمال الكُردستاني” كماركسية HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%B3%D9%8A%D8%A9_%D9%84%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9”لينينية” مع مزيج من القومية HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9”ال HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9”ك HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9”ُ HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9”ردية، وهو الممثل للكيان المُناصر للقضية الفلسطينية، والذي نادى بال HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B1%D9%8A%D8%A9”اشتراكية HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B1%D9%8A%D8%A9”ال HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%83%D9%8A%D8%A9_%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D8%B1%D9%8A%D8%A9”تحررية ومعاد HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%B6%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9”اة ا HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%B6%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9”لرأسمالية.
وكثيرًا ما صرح القائد “عبد الله أوجلان” بموقفه الداعم للقضية الفلسطينية، وأحقية فلسطين في استعادة أرضها ومكانتها بالمنطقة، كما انتهج نهجه العديد من الأعضاء البارزين في حزب العُمال الكُردستاني؛ الذين لم يجدوا ثمة فارق بين المناهضة الُكُردية، والمناهضة الفلسطينية ، فالمواقف تتشابه وكذلك تتشابه المعاناة.
وفي ذلك صرح حزب العُمال الكُردستاني بأنه منذ ظهور الحزب وهو يساند القضية الفلسطينية، مقارنًا الإبادة الجماعية للكُرد في تركيا بما يحدث للفلسطينيين على أرض فلسطين العربية؛ فمنذ تأسيس حزب العُمال الكُردستاني وهو يتلقى التدريب في معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية، كما قاتل إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية المتحالفة ضد عدوهم، وفي عام 1982م راح العديد من أعضاء الحزب ضحايا المقاومة ضد احتلال لبنان من قِبل إسرائيل.
ولذلك لا يألو الكيان المٌعادي المذكور جَهدًا في المؤامرة الدولية ضد القائد “عبد الله أوجلان”، فلطالما كان موقف “أوجلان” تجاه ذلك الكيان “أيديولوجيًا”؛ وحتى يومنا هذا. بينما أكد ذات الكيان معارضته المستمرة لحزب العُمال الكُردستاني، ومعاداته السافرة لأوجلان.
فإذا تكرر التساؤل لماذا “أوجلان”؟
ويجيب المفكر “عبد الله أوجلان” عن ذلك التساؤل في كتابه” مانيفستو الحضارة الديمقراطية” فيقول: (ولماذا اتُّخِذَ بحقي هكذا موقفٌ فوريٌّ لَم يُتَّخَذْ حتى بحقِّ خميني أو لينين؟…….. كنتُ حجرَ عثرةٍ لا يُستَهانُ به على دربِ حساباتِ الهيمنةِ المُعَمِّرةِ قرنَين من الزمنِ بشأنِ الشرقِ الأوسط، وبالأخصِّ بسببِ سياساتِها المتعلقةِ بكردستان (باختصار، بسببِ السياسةِ التي مفادُها “إليكَ كركوك والموصل، واقضِ على الكردِ داخل حدودك”). كنتُ قد أمسيتُ خطراً يهددُ كلَّ مخططاتِها، ويقضُّ مضاجعَ منفّذيها.
أما هَمُّ أمريكا فكان مختلفاً. إذ كانت لها مطامعُها في تمريرِ “مشروعِ الشرقِ الأوسطِ الكبير”. لذا، اتسمَت التطوراتُ في كردستان بأهميةٍ حياتية. بالتالي، فإنّ شَلَّ تأثيري بصورةٍ أكيدةٍ كان من ضروراتِ الأجواءِ الحرجةِ حينذاك بأقلِّ تقدير. وكان القضاءُ عليّ يتناسبُ مع السياساتِ العالمية في تلك الأيام. أما روسيا التي كانت تمرُّ بأزمةٍ اقتصاديةٍ بالغةِ الأهميةِ في تاريخِها، فكانت في مسيسِ الحاجةِ إلى قرضِ مَعونةٍ عاجل. ولَئِنْ كان سيصبحُ دواءً لدائِها، فلن يبقى أيُّ سببٍ لعدمِ لعبِ دورِها واحتلالِ مكانِها في المؤامرةِ ضدي) .
المُؤامرة “ذات الشقين”:
نعم؛ هي بلا شك مؤامرة ذات شقين؛ حيث تذكر كافة المصادر الرسمية وغير الرسمية أن التخطيط للمُؤامرة على المفكر “عبد الله أوجلان” جاء نتاجًا لعجز القُوى العالمية وحُلفائها عن تقويض “حزب العُمال الكُردستاني” و”قوات الكريلا” بشكل مباشرٍ ونهائي؛ ونتيجة لذلك بدأ التخطيط للمُؤامرة في التاسع من أكتوبر “تشرين الأول” عام 1998م؛ حيث بدؤوا بالتركيز على القائد “عبد الله أوجلان” وكانت المُؤامرة الدولية عليه وكأنها – أي تلك الدول المتآمرة- تبغي احتلال دولة بأسرها وليس فردًا بشخصه، وقد أفضت المؤامرة بالنهاية إلى أسره وتسليمه للفاشية التركية.
وخلال الأربعة أشهر المتواصلة منذ التاسع من أكتوبر (تشرين الأول) 1998م ، وحتى الخامس عشر من شهر فبراير (شباط)1999م، كان القائد “عبد الله أوجلان” محط أنظار وملاحقات أجهزة الاستخبارات، ووكالات المخابرات المركزية بالعديد من الدول المتواطئة في خطة قتله أو اعتقاله، فما بين اليونان، وكينيا، وتركيا، وتحت نظر وتحريض الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، واسرائيل، يعمل الجميع بلا هوادة لإلقاء القبض على القائد، حتى تم القبض عليه في “كينيا” في طريقه إلى مطار “جومو كينياتا” الدولي بعد عودته من السفارة اليونانية. حيث تم نقله بالطائرة إلى تركيا للاعتقال والمحاكمة.
لذلك وبرغم تحذيرات صدرت من عدة جهات بعدم اعتقال “أوجلان”؛ إلا أن مُثلث “المؤامرة” المتمثل في (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، واسرائيل) – “ذات الشقين” أي (الشق الدولي والشق الإقليمي)، استطاع أن ينجح في اعتقال القائد؛ فانطلقت الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم تُدين اعتقاله، فكيف يتم اعتقال شخص يُمثل أمة؟!
إسرائيل والقائد “أوجلان”:
مما سبق يتضح الهدف الرئيس من وراء مساعي إسرائيل الحثيثة للنيل من القائد والمُفكر “عبد الله أوجلان”؛ فبينما تَعتبر القومية اليهودية “كُردستان” جزءً لا يتجزأ من حلم دولتهم الكُبرى، نجد القائد “عبد الله أوجلان” يُصرح ويُعلن مناصرته للقضية الفلسطينية ، وفي حين اجتمعت كل القوى في الشرق والغرب وعلى رأسهم إسرائيل، وحاكوا الخطط ودبروا المُؤامرات للنيل منه؛ إلا أن مقاومته وبسالته، وحكمته السياسية، وإيمانه بالقضية بددت أهداف المُؤامرة الدولية وقضت على أحلام “مُثلث الخيانة”.
“أوجلان” .. السجين الحُر:
من هو ذلك القائد الذي تجمعت وتكتلت الدول الكُبرى للتآمر عليه؟ وكيف لمُؤامرة أن تجمع بين كل هذه الأطراف لمعاداة شخص بمفرده؟؛ فتتشابك خيوط المُؤامرة تحت قيادة شبكة “غلاديو” الناتو، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وإسرائيل، في حين ترفض دول الاتحاد الأوروبي منحه حق اللجوء؛ فيكون القائد وظروف اعتقاله هي الحادثة التي كشفت زيف ادعاءات الاتحاد الأوروبي بما يروجه حول حقوق الإنسان.
رُبع قرن من الاعتقال المُشدد، تأتي نتائجه بالإيجابية المطلقة؛ بدلًا من الخنوع لأهداف المُؤامرة؛ فالعزلة المشددة المفروضة على القائد “عبد الله أوجلان” قد حولته من مجرد سجين في أشد المعتقلات ضراوة، إلى قائد أُممي يحمل شعلة الحق ومنارة الفكر الشرقي الحُر من أجل خلاص الشعب الكُردي، وشعوب المنطقة الشرق أوسطية، فأصبحت كتاباته وأفكاره وتصريحاته كصرخة في وجه الظلم بكافة صوره وأشكاله، وتحول سجن “إمرالي” بتركيا ليصبح بوتقة تنصهر فيها أفكار القائد مع روح الشعب الكُردي والعربي؛ فتصدر من خلالها أصوات السلام الداعية لحفظ حقوق الشعوب المنطقة، وقد طُبعت مؤلفاته وقُدِم الكثير منها كمرافعات قانونية إلى المحاكم الأوروبية؛ حيث جُمعت كلها منذ بداية المُؤامرة الدولية الكُبرى ضده؛ وحتى مرحلة اعتقاله ومحاكمته.
ولم تبق هذه المؤلفات قابعة ومحصُورة في حدود كًردستان؛ وإنما وصلت إلى معظم دول العالم، حيث تُرجمت إلى أكثر من خمسة عشر لغة، مما يدلل على أثر القائد في عقول ونفوس جميع من تبنوا القضية الشرق أوسطية.
من كل ما سبق تتحقق نظرية الحرية في أسمى معانيها الإنسانية؛ فالحرية قد تحيا بين الجدران، وقد تنطلق كالريح تجري عاصفة لتنبئ العالم بالحق والحقيقة؛ فالقائد السجين الحُر قد تبنى الحل السلمي الديمُقراطي للقضية؛ رغم معاناته لما يقارب ربع قرن من الزمن، راغبًا في بث السلام في المنطقة ، هذا القائد الذى دعى لتعزيز الحماية الذاتية وأمان الفرد لتقديم نموذجًا يُحتذى به في ترسيخ مفهوم الحُرية والعدالة.
الأمل بالنصر أقدس من النصر:
بهذه المقولة “أن الأمل بالنصر أقدس من النصر” يضع المفكر والقائد “عبد الله أوجلان” أسس نظريته عن حُرية الفرد كأساس لحرية الشعب والمجتمع، تلك الأفكار التي نادى بها “أوجلان”، والتي تدعو للتعايش السلمي، وإدارة الشعوب العربية والشرق أوسطية لذاتها والتصدى للهيمنة الرأسمالية، ومعارضة القُوى الدولية والإقليمية الداعمة للإمبريالية؛ فهو يصرح بأهداف القوى الرأسمالية؛ التي طالما لعبت على هذا الوتر الذي أدى إلى خلخلة أمن كثير من دول الإقليم، وهدد وجودها، هذا بالإضافة إلى أن أفكار القائد حال تطبيقها على أرض الواقع؛ سوف تؤدي إلى الازدهار والتقدم في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهو ما تحاربه هذه الدول في ذات وشخصية “أوجلان”
ومن العجيب في هذا الأمر أن الدول ذات الأيدولوجيات المتباينة قد أوجدت لنفسها بذلك شيئًا تتصالح عليه؛ ألا وهو التآمر على القائد “أوجلان” لأنه القائد الطليعي للطبقات الكادحة، والذي سعى لإيجاد الحلول لمعالجة التناقضات الاجتماعية، وإحقاق الحرية والعدالة، وتوثيق حقوق المرأة، وتنظيم العلاقات المجتمعية والإنسانية، وتمثيل جميع الشرائح والقطاعات المضطهدة، هذا بالإضافة إلى تأثيره الممتد إلى جميع أطياف المُجتمع الدولي، مما شكل تهديدًا صريحًا للنظام الرأسمالي الإمبريالي على مستوى العالم.
المصالح الاقتصادية تتدخل لحياكة المؤامرات ضد القائد “أوجلان”:
لا شك أن المصالح الاقتصادية تفرض نفسها على ساحة الحُقوق الإنسانية، بل وتعمل على تغيير الموازين التقديرية للدول الكُبرى تجاه الصراعات الشرق أوسطية، ليس فقط بالتحول عن فكرة الدعم الإنساني والحقوقي للبلدان الشرق أوسطية المنتهكة، بل وتثمين المشاركة في المؤامرات الدولية ضد تلك البلدان العربية، وذلك بالفعل ما فعلته “موسكو” والتي تخلت عن موقفها الداعم للحرية، بل وثمنت مشاركتها في المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان” بحصولها على مشروع “التيار الأزرق” كما حصلت على قرض من صندوق النقد الدولي بلغت قيمته 10 مليار دولار.
تزامن وتوافق ذلك مع رغبة الدول الرأسمالية باستمرار الصراعات المُمْتدة لدى شعوب الشرق الأوسط ، لإلهاء تلك الشعوب عن المطالبة بحقوقها الديمقراطية، وتحويل حقهم في الدفاع عن أرضهم إلى اتهام مُعلن بالإرهاب، ويتضح ذلك من خلال قضية القائد “عبد الله أوجلان وموقف تركيا تجاه الكُرد في العراق وسوريا؛ فبينما تُرتكب الجرائم في حق الشعب الُكُردي، والمحاولات المتوالية لطمس ثقافتهم وهُويتهم، وتشريد المدنيين، وممارسة العنف ضدهم ونهب خيرات الوطن، والتغيير الديموغرافي ضد الكُرد، وسط صمت مطبق من المجتمع العربي والدولي، نجد على الجانب الآخر شخصية ديمُقراطية؛ تدعو دائمًا إلى حل القضية الكُردية عن طريق الحوار والتفاوض، شخصية لها القدرة على حل كثير من المشكلات السياسية، والاقتصادية، والمجتمعية للوطن العربي، ودول الشرق الأوسط بشكل عام، وذلك من خلال مشروع “الأمة الديمقراطية”.
مشروع “الأمة الديمقراطية”
إن تصريح القائد “عبد الله أوجلان” بمشروع “الأمة الديمقراطية” التي تقوم على أساس المساواة والمُواطنة وذوبان الفوارق الدينية والعرقية والطائفية، جاء بمثابة الضربة القاصمة للقُوى الرأسمالية الغربية، وأهدافها المُعلنة وغير المُعلنة، وهي التي تحاول بأقصى ما لديها الحفاظ على تبعية الدول الشرق أوسطية لها بصورةٍ أو بأخرى؛ بهدف استنزاف مواردها، وتسخير ثرواتها، ويهدف هذا المشروع بدوره إلى تحقيق التعايش السلمي والتشاركية، والتحرُر من التبعية للغرب، وتمكين المرأة في كافة مجالات الحياة، وتحريرها من الاضطهاد والعبودية التي تفرضها عليها الأنظمة الرأسمالية، وقد طرح “أوجلان” في مشروعه الحلُول الإيجابية لمواجهة أزمات الشرق الأوسط، والحفاظ على ثروات شعوبه، لذلك كانت رغبة المؤامرة الدولية استهداف نضال حركة التحرر الكُردستاني، والشعب الكُردي، متمثلًا ذلك في شخص القائد “عبد الله أوجلان”؛ الذي طالب بحقوق بلاده المشروعة، بل وحقوق الأمة الشرق أوسطية؛ مما جعله رمزًا للثورة والحُرية، وكذلك رغبت القوى الخارجية القضاء على الثورة النسائية التي قادتها المرأة الكُردية على ضوء نضال القائد والمُفكر “عبد الله أوجلان”.
مواثيق زائفة وحقوق منتهكة؛ و رؤية قائد حَكيم:
إن عملية اختطاف القائد “عبد الله أوجلان” فضحت بلا شك ما تتشدق به الأمم المتحدة عن ميثاق الحقُوق الإنسانية، بل وتُعد خرقاً واضحًا للحقُوق الأوروبية، وما ورد باتفاقية جنيف، ولكن أيديولوجية القائد الراسخة أحبطت المُؤامرة، ومزقت خيوطها العنكبوتية الواهنة.
وعن المُؤامرة التي دُبرت ضده يقول أوجلان: “إن إحدى أكبر الخيانات للعصر، هي أن تلك الدول لا زالت تُظهر نفسها وكأنها صديقة ومؤيدة للحُرية من جهةٍ، وتحاول نسيان وإزالة أصحاب الموقف المظلوم والبطل دون رحمة من جهةٍ ثانية”
وهنا يؤكد “عبد الله اوجلان” أن كل شئ كان مهيئًا للتخلص منه بالموت المُدبر، والتصفية الجسدية، وبفشل ذلك المخطط الحقير استهدفوا تصفيته معنويًا، كما يصف المُؤامرة بأنها كانت عميقة ومليئة بالاستفهامات، وأن إحباطها كان يتطلب انطلاقة إنسانية (شبهها بالمعجزة).
وفي ذلك نقول: إن العزلة التي فرضتها القُوى المُتآمرة ضد القائد “عبد الله أوجلان” قد فُرضت على جميع الشعوب العربية والشرق أوسطية المُضطهدة، وإن تلك الشعوب سوف تظل على حال النضال باستمرار (نضال القائد)؛ فالمشروع الديمُقراطي الذي نادى به يستطيع إيجاد الحلُول لجميع الأزمات والتوترات التي تعيشها شعوب المنطقة والعالم في وقتنا الحالي، لذلك أصبح تحقيق حريته الجسدية شرط مطلق لجميع الشعوب في المنطقة، وإطلاق سراحه سوف يغير من وجه الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الشرق الأوسط، وسوف يضع الأسس لخلق أرضية محايدة تتناسب مع تحقيق متطلبات كافة الشعُوب في الحُرية وخاصة متطلبات وحقُوق المرأة والأسرة والمجتمع.
“أوجلان” وأمل السلام:
نعود لنقول: إن نموذج الحياة الذي صاغه المُفكر “عبد الله أوجلان” من خلال “مانيفستو الحضارة الديمقراطية ” والذي يتضح من بين سطوره الخط النضالي الذي رسمه القائد لأمته، ومفهوم الحياة التشاركية؛ والتي لا يوجد فيها مكان للرأسمالية والسلطوية والهيمنة بشتى صورها؛ بل تنادي بضرورة التعايش السلمي، وإحياء الثقافة التكاملية، وحرية المرأة وتمكينها، ومشروع الأمة الديمقراطية الكونفدرالية في كردستان والشرق الأوسط ، وتجاوز القائد الأُممي لجميع الأبعاد الأثنية والدينية؛ إلى فضاء أوسع وأشمل يضم كل الشعوب المتشاركة في الحياة، وجغرافية الموقع والمكان والثقافة، كل ذلك يجعل الكيانات المُعادية يهابون أفكاره وفلسفته الحياتية بل ويعملون بجد لفرض العزلة على القائد لإحكام السيطرة على أفكاره التحررية والحد من انتشارها بين شعوب الأمة الشرق أوسطية؛ ولكن هيهات فقد خرج الأمر من بين أيديهم.
إن التاريخ لا ولن ينسى القادة وزُعماء التحرر، فالحُرية لا يسعى إليها إلا الأحرار، ولا يشقى للوصول إليها إلا ذووا المبادئ والقيم، ولا يسعي للتشاركية سوى المُدافع عن الحق والعدل والمُساواة، إن من رسم طريق الحُرية والنجاة من الظُلم والاضطهاد، ومنح الحق للمرأة في أن تُشارك جَنبًا إلى جنب مع الرجل في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية، بهدف صياغة حياة تحفظ حُريتها وكرامتها ضمن مشروع “الأمة الديمقراطية” هو القائد “عبد الله أوجلان”؛ فالشعب الذي يسعى ويُناضل من أجل الحُرية لا بُد وأن يسعى لتحرير قائده؛ فهو القائد الحُر عقيدةً وفكرًا وعملًا، السجين جَسدًا؛ والذي لم يكن نضاله فحسب لذات الشعب الكُردي وقضيته؛ بل من أجل قضية الإنسانية، وهو الذي نادى بفكرة التشارُكية في وجه الرأسمالية المُتحكمة، وناصرَ قضية المرأة وحُريتها وجعلها قضية استراتيجية، ولذا اكتسبت قضيته مُؤازرة ودعم المرأة في الوطن العربي والشرق الأوسط.
فكيف نترك المُناضل يشقى مُعْتقلًا؟ وهو الذي خاض المسيرة الثورية من أجل خلق حياة حُرة، ومن أجل بناء مجتمع كُونفدرالي ديمُقراطي في منطقة الشرق الأوسط،؛ والتي أصبحت في وقتنا الراهن ساحة للصراع المُوجع ما بين القوى الإقليمية والدولية، وبين الشعوب المكلومة التي تدفع الثمن من حُريتها وكرامتها وضنك معيشتها في كافة مناحي الحياة.
لحل القضية الكردية وتحقيق الاستقرار في المنطقة لا بد من تحقيق الحرية الجسدية للمفكر والقائد أوجلان، لما له من تأثير قوي وفعال وكذلك لما طرحه من الحلول الديمقراطية والسياسية والسلمية، ومنذ حوالي سنة هناك حملة دولية لحرية القائد أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية، قد شكلت طريقاً صحيحاً لفهم القائد وأفكاره وكذلك تشكيل ضغط كبير على تركيا ومن ورائها من القوى الدولية.
إن قضية القائد والمُفكر “عبد الله أوجلان” قضية دولية؛ ويجب على جميع الأطياف الإنسانية تصعيد النضال الفكري الحًر بهدف تحرير القائد جسديًا، والعمل على إسقاط الأنظمة القاصمة؛ التي ساهمت في هذه المُؤامرة الغاشمة، بمساندة جميع الأطراف الداعمة لعملية السلام. وخاصة المرأة، التي أصبحت شعارًا للحرية والحياة.
إن الداعي للسلام سيظل رمزًا وعلمًا من أعلام الحرية والعدالة؛ كأعلام الأوطان الشاهقة في عنان السماء، فمن يضع نُصب عينيه حرية وطنه لن تغيب صورته عن أذهان أجيال الحاضر وشباب المستقبل؛ فالسلام هو الغنيمة الكُبرى للبشرية بأسرها، وسوف تظل أعمال القائد باقية ببقاء الأمم والشعوب الساعية للحرية والديمقراطية والعدالة، إن غرس ثقافة السلام يُغني الأمة الشرق أوسطية؛ بل ويُغني العالم عن الانقسام والضعف، فلا يأس سيولد في أمة آمنت بفكر قائدها بالعدالة والمساواة وتعزيز حقوق المرأة؛ بل وحقوق الإنسانية جمعاء، هذا القائد هو رمز السلام وأمل السلام.
المصادر والمراجع:
أثير ناظم الجاسور: التحدي العظيم، استراتيجية حلف الناتو تجاه المنطقة العربية، دار أمجد للنشر والتوزيع
أحمد بهاء الدين شعبان، رجائي فايد: أوجلان الزعيم والقضية، موقع مقهى الكتاب
أحمد شيخو: أوجلان… لماذا يخافون منه، وكالة فرات للأنباء، القاهرة، 14 فبراير 2023م.
أحمد وهدان: تدخل حلف شمال الأطلسي في النزاعات الداخلية ، المكتب الجامعي الحديث، 1998م
أوجلان:
بوابة المعرفة: التيار الأزرق The Blue Stream gas, Gazprom website
جورج سلامة: تاريخ القرن العشرين، الناشر وزارة التربية والتعليم، القاهرة، 1989م
حامد محمود علي: المشكلة الكردية في الشرق الأوسط منذ بدايتها حتى سنة 1991م ، مكتبة مدبولي، 1992م ، 502 ص
عمار عباس محمود: القضية الكردية، إشكالية بناء الدولة، الناشر العربي، 2016
عمر محمد محمد: القضية الكردية في سياسة الحكومات العراقية، 1932-1945، الناشر، حكومة إقليم كردستان، 2009 ، 392 ص
فارس حلمي: مائة عام على وعد بلفور، دار آمنة للنشر والتوزيع، أكتوبر 2018م
محمد عبد الحميد: اتفاقية سايكس بيكو وأثرها على بلدان العالم العربي 1916 – 1948، 307 ص
مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار: سلسلة تقارير معلوماتية – دول البريكس، 80 ص
م.س. لازاريف: المسألة الكردية 1917 – 1923، الناشر المنهل، 2013م/ 512 ص
وودرو ويلسون: مبادئ ويلسون الأربعة عشر للسلام، 8 يناير 1918م