دراسات

قضايا المجتمع الذهنية: من استخدام الدين كأداة سياسية .. للسقوط فريسة الاستشراق

تحليل: فاتن صبحي

يرتبط مفهوم الذهنية عادة بالصورة التي يكونها الشخص عن قضايا معينة ووجهة نظره نحوها والطريقة التي يفكر بها نحو هذا الموضوع وطريقة تفسيره للمواقف ونظرته لعالمه المحيط بيه سواء علي المستوي الضيق في محيطه الأقرب أو علي الصعيد الأوسع للبيئة والعالم من حوله، أما الخريطة الذهنية فهي الخرائط الدماغية والمعرفية ومجموعة الرؤي والتي يرسم بها الأفراد نظرتهم للحياة. وعادة مايرتبط مفهوم الذهنية بالفكر الجمعي والأنماط والقوالب التي يضعها المجتمع ويدور حولها الفكر السائد وتنشأ بطبيعة الحالة بفعل عوامل ثقافية واجتماعية ودينية وتتأثر بالمستوي التعليمي السائد والنمط الاقتصادي. وتختلف ردود فعل كل فرد بناء علي توجهات ذهنيته الشخصية وطريقة نظرته للمشكلات ومن ثم تعاملاته معها للتوصل إلي حل.والذهنية المجتمعية باختصار هي مجموعة الأفكار والقوالب السائدة في أي مجتمع يتبناها أفراده وتؤثر في سلوكياتهم تجاه أفراد مجتمعهم وكذلك خارجه وهي الأراء الجمعية حول قضايا عامة أو خاصة مثل الحريات الفردية والتشاركية وتقدير النساء بعض المجتمعات يكون لديها آراء أصولية ومحافظة تجاه بعض القضايا وأخري تميل نحو التقدمية والانفتاح الاستشراق والقومية والإسلامية أدوات للهيمنةيري القائد عبدالله أوجلان إن توغل الرأسمالية عبر بوابات الحداثة كان نتاج للسلطوية الذهنية وسطوتها في الشرق الأوسط علي غرار ماحدث علي الصعيد العالمي وترجع تلك الهيمنة إلي عقود سابقة وقد ترجع إلي عصور التوسع الإغريقي والدولة الرومانية. يري أوجلان إن الحروب في العصور الوسطي كانت حروب ذهنية ولكن الحرب الذهنية والغزو الفكري بصورته الواضحة حدث مع تصاعد الحداثة الرأسمالية خلال القرن التاسع عشر كما إن صعود أوروبا الغربية جاء مع تفوق وعي الحقيقة واستطاعت أوروبا بقدر ماحللت نفسها أن تحلل الشرق الأوسط واعتبرت نفسها المالكة لوعي الحقيقة ومن ثم أصبحت الرأسمالية محتكرة للحقيقة ومع مطلع القرن التاسع عشر كانت أوروبا تردد قدرتها علي وعي الحقيقة وترسخ لتلك الذهنية منذ زمن طويل وتلك أدواتها للسيطرة علي الشرق الأوسط يقول أوجلان “حيث باشرَ المبعوثون قبل كلِّ شيءٍ بإعادةِ اكتشافِ المنطقة. ثم تحوَّلَت طريقةُ تناوُلِ الكشّافةِ الرَّحّالين والباحثين العلميين للمنطقةِ وكيفيةُ فهمِهم إياها إلى مدرسةٍ فكريةٍ سُمِّيَت “الاستشراقية”. بمعنى آخر، فالاستشراقيةُ هي الهيمنةُ الذهنيةُ لمدنيةِ أوروبا الغربية. وهكذا، فَقَدَ الشرقُ استقلالَه الذهنيَّ تدريجياً، اعتباراً من القرنِ التاسع عشر، وسادت الأفكار الاستشراقية. وانضوى النخبويون والمتنورون الشرقيون تحت حاكميةِ الفكرِ الاستشراقيّ. ونجحَت جميعُ المشتقاتِ الفكريةِ للّيبرالية، وعلى رأسِها القوموية، في الاستيلاءِ على الذهنيةِ الشرقية. بل حتى إنّ التيارَ الإسلامويَّ الجديدَ والحركاتِ الفكريةَ الدينيةَ الأخرى تطورَت مركونةً إلى القوالبِ الاستشراقية”.ومع بداية الثورة الثقافية في 1968 بدأت الثغرات الفكرية في التآكل علي المستوي العالمي وتبعتها اضمحلال وتراجع للهيمنة الذهنية بالشرق الأوسط بدأت تتراجع وتنهار الأيدلوجيا الليبرالية والعلموية الوضعية ومع مطلع 1990 أخذت الاشتراكية المشيدة في الانهيار المتسارع، نتج عنه زعزعة لليبرالية الوضعية ويصف أوجلان إن في مطلع القرن العشرين كانت كل الحركات بالشرق الأوسط بما فيها الاشتراكية واليسارية كانت تتبع بشكل أو بآخر الفكر الاستشراقي. ورغم أن الفكر الاستشراقي أصبح مهيمناً، إلا أن أوجلان يرى أن هناك ثورة ذهنية بدأت في النصف الثاني من القرن العشرين مع تزايد الانتقادات للحداثة الرأسمالية. يدعو أوجلان إلى ضرورة تجاوز الذهنية الاستشراقية من خلال تبني ثورة فكرية وأخلاقية جديدة تتوافق مع قيم العصرانية الديمقراطية.

وبحسب أوجلان الذي تناول هذا التطور الذهني محذرا من خطر الانزلاق في الرأسمالية والسيطرة الذهنية واصفاً، حركاتُ الدولةِ القوميةِ المتناميةُ مع بدءِ القرنِ العشرين لو تكون في مضمونِها سوى كنايةً عن مؤسساتٍ عميلةٍ للفكرِ الاستشراقيّ. أي أنّ مؤسِّسي الدولةِ القوميةِ لَم يَكونوا، وما كان لهم أنْ يَكُونوا، أصحابَ فكرٍ استقلاليٍّ على حدِّ ترويجِهم الدائم. فجميعُ الصياغاتِ الفكريةِ البارزةِ في الشرقِ الأوسطِ خلال القرنِ العشرين، بما فيها الفكرُ اليساريّ، كانت ممهورةً بطابعِ الاستشراقية. ورغم إطلاقِ تسميةِ “الحقائقِ العلميةِ العالميةِ” على الأفكارِ التي جرى تكييفُها مع واقعِ المنطقةِ باسمِ علمِ الاجتماع، إلا إنّ جميعَها كانت استشراقيةً في مضمونِها. وبطبيعةِ الحال، تستقي الاستشراقيةُ قوتَها من دنوِّها إلى الحقيقةِ بنسبةٍ أكبر بكثيرٍ مما هي عليه القوالبُ الذهنية القديمة. ونظراً لتدني مستوى الحقيقةِ في أفكارِ ناقدي الاستشراقيةِ مقارنةً مع الاستشراقيين، فقد كانوا عاجزين عن إحرازِ النجاح. وبالمقدورِ قولُ الأمرِ عينِه بشأنِ النخبِ السلطويةِ الاستشراقيةِ أيضاً، كـ”تركيا الفتاة” و”جمعيةِ الاتحاد والترقي”، والتي كانت تنتهلُ قوتَها من ذهنيتِها الاستشراقيةِ الأقوى نسبةً إلى الذهنياتِ القديمة. هذا الوضعُ هو الدافعُ الأوليُّ وراء خروجِهم من صراعِ السلطة موفَّقين، سواء في عهدِ المَلَكيةِ الدستوريةِ أم الجمهورية. كما يتعينُ المعرفةُ يقيناً أنّ الاستشراقيةَ الغربيةَ تُشَكِّلُ منبعَ القوةِ الكامنةِ خلف نزعةِ القومويةِ التركية. أما السببُ وراء قيامِ النخبِ السلطويةِ منذ أمَدٍ بعيدٍ بتحويلِ قِبلَتِها من مكة إلى باريس، فهو النجاحُ والمتانةُ اللذان حقَّقَهما الفكرُ الاستشراقيُّ لديها. ومع تأسيسِ الدولةِ القومية، بلغَ الفكرُ الاستشراقيُّ أَوجَهُ وبسطَ احتكارَه على كافةِ الذهنياتِ الأخرى. إذ لَم يَبسطْه في الحقلِ الأيديولوجيِّ وحسب، بل وفي المجالِ الفنيِّ أيضاً. كما فكَّكَ أواصرَ الأخلاقِ التقليدية، ممهداً السبيلَ إلى سيادةِ القوالبِ الأخلاقيةِ الغربية.

ومع تصاعد الأزمة والصراع الذهني مطلع 1970 بدأ الاحتكار الفكري القديم في الانهيار إلي غير رجعة وكان للاستشراقية نصيبها من ذلك بعتبارها أحد مخرجات الليبرالية الحديثة وبدأت تتهاوي سيطرتها علي الشرق الأوسط  وقدَّمَ عددٌ كبيرٌ من المفكرين (يتقدمُهم جوردون تشايلد، صموئيل كريمر ، وآندريه غوندر فرانك) إسهاماتٍ ثمينةً للثورةِ الفكرية، التي كشَفَت النقابَ عن دورِ الشرقِ الأوسطِ باعتبارِه مهدَ نظامِ المدنيةِ المركزية. وهكذا، حصلَت نهضةٌ فكرية حقيقيةٌ بالتزامنِ مع بسطِ حدودِ الحداثةِ الرأسماليةِ وتطورِ الشرقِ ارتباطاً بنُظُمِ المدنيةِ المركزية. ويؤكد أوجلان مستخلصاً مما حدث كله إن المؤثراتِ الفكريةِ الثوريةِ قد أفضت بدءاً من تسعينياتِ القرنِ العشرين إلى ثورةٍ ذهنيةٍ متسارعةٍ في وجهِ الذهنيةِ الليبراليةِ والاستشراقية. وإلى جانب التأثيرِ المحدودِ لتلك الثوراتِ الذهنية، إلا إنّ ما طغى على مرافعاتي كان بمثابةِ تدوينٍ مستقلٍّ لثورةٍ فكريةٍ ولتطورٍ فكريٍّ تدريجيٍّ. إنّ الثورةَ الذهنية، التي تخطَّت الاستشراقيةَ وتخلصَت من تأثيرِ المذاهبِ المركزيةِ واليمينيةِ واليساريةِ اللّيبراليةِ في الشرقِ الأوسط، تتسمُ بعظيمِ الأهمية. وينبغي عدم النسيان أنه يستحيلُ عيشُ أيةِ ثورةٍ مجتمعيةٍ مستدامة، ما لَم تُعَش الثورةُ الذهنية.

وترجع دور الحداثة الرأسمالية في إنجاح دور الجامعات الموالية العلمانية في كسر شوكة السيادة الذهنية وكان للكنيسة دور الهيمنة والإدارة عليها طوال العصور الوسطي وجعلت من الإنجازات العلمية والفنية وحتي الفلسفية منها والتي اسفر عنها النهضة المجتمعية حكراً عليها من جامعات وتعليم. وتحولت كافة ألوان التقدم من منتج علمي إلي مجرد منتج رأسمالي استهلاكي مكدس.

 ويري أوجلان لحُسنِ حظِّ الثورةِ الكردستانيةِ المُطَوَّرةِ بما يتلاءمُ مع نظريةِ ومصطلحاتِ العصرانيةِ الديمقراطية، فإنها تتحققُ في عهدِ الأزمةِ التي تعاني منها الحداثةُ الرأسماليةُ في حقولِ الذهنيةِ وطرازِ الحياة. فالقِسمُ الأكبرُ من ثوراتِ القرنَين التاسع عشر والعشرين، وعلى رأسِها الثورتان الفرنسيةُ والروسية، قد عجزَت عن تخطي ذهنيةِ الحداثةِ الرأسماليةِ وطرازِ حياتِها. وكانت نجاحاتُها محدودة، رغمَ جهودِها الدؤوبةِ والأصيلةِ وطموحاتِها في أنْ تَكُونَ البديل. ما من ريبٍ في أنها تركَت وراءها إرثاً عظيماً ومكاسب ذهنيةً لها نصيبٌ عالٍ من الحقيقة، ولا تزالُ تنضحُ بالحياة، وقِيَمَ حياةٍ أخلاقيةٍ وجمالية. وعليه، بمقدورِ الثورةِ الكردستانيةِ أنْ تستفيدَ من حُسنِ طالِعِها هذا على أكملِ وجه، بتوحيدِ كلِّ هذه المنجَزاتِ الذهنيةِ والحياتيةِ الثمينةِ في ممارستِها العمليةِ الخاصةِ بها. كما باستطاعتِها إحياءُ الفردِ الديمقراطيِّ والاشتراكيّ، الذي سيتشكلُ بالتوازي مع تحويلِ البناءِ المتداخلِ للأمةِ الديمقراطيةِ والاقتصادِ الكوموناليِّ والصناعةِ الأيكولوجيةِ إلى طرازِ حياةٍ اجتماعية؛ وذلك حيالَ فرديةِ الحداثةِ الرأسماليةِ المشحونةِ بالمصائدِ والأفخاخ، والتي صارَت وحشاً استهلاكياً طائشاً يَبتلعُ الحقيقة؛ وكذلك حيالَ عناصرِها المتمثلةِ في نزعاتِ الربحِ الأعظم والدولةِ القوميةِ والصناعوية، والتي تُوَلِّدُ الفرديةَ وتنتجُها. وبوسعِها تعميقُ ثورتِها الذهنيةِ والأخلاقيةِ والجماليةِ بكلِّ ما أُوتِيَت من طاقة، بحيث تجعلُها مُلكاً للفرد، وتعمِّمُها على شعوبِ الشرقِ الأوسطِ قاطبة. وبإمكانِها عبرَ ثورتِها الخاصةِ بها أنْ تقدِّمَ الإسهاماتِ المهمةَ للثقافةِ التاريخيةِ الشرقِ أوسطيةِ المتميزةِ دائماً بالتكاملِ والكونية، وأنْ تُقَيِّمَ الحياةَ وكلَّ مجالٍ من مجالاتِها على أنه مدرسةٌ ناجعةٌ في سبيلِ ذلك.سمالي بلا منفعة وانتهت أهمية العلم والفن والفلسفة “1”.

يعد الحرمان من الأخلاق والسياسة أول درجات التنازل والاستغلال ولايمكن تأمين تردي وانهيار الأوطان سوي بالذهنية المجتمعية هكذا يري المفكر والقائد عبدالله أوجلان، ولذلك كانت تركيز الحكام والهيمنة الاستعمارية علي الدولة عبر الذهنية الذهنية، كأحد أهم الأدوار لتحقيق أهدافهم ولذلك انهمك الكهنة السومريون في الماضي ببناء المعبد “الزقورات” بهدف انفتاح المجتمع السومري علي الاستغلال وتحريف الذهنية المجتمعية وغزوها، إذا لايمكن تطوير أي سوسيولوجيا لقيمة معينة دون الإدراك أن المجتمع هو الطبيعة الأذكي لذلك فقد اعتبرا الطغاة والمستعمرين أن الإستغلال هو الوسيلة الأقوي للسيطرة وبالتالي اضعفوا إمكانيات الذكاء وفرص التفكير وطوروا أول احتكار ببناء المعابد كمصدر أولي للاحتكار الذهني وكذلك الآداة الأنسب لسلخ المجتمع عن قيمة الذهنية الذاتية. وبقدرِ ما يكتسبُ مجتمعٌ ما الخبرة، ويُعَمِّقُ بالتالي مِن مستواه الفكريّ؛ فإنه يَكتَسِبُ المهارةَ والقوةَ بالمِثل. بناءً عليه، فهو يُغَذّي ويَصُونُ نفسَه وينتجُ على نحوٍ أفضل. وبينما تُمَثِّلُ الأخلاقُ تقاليدَ الفكرِ الجَمعي، فإنّ وظيفةَ السياسةِ مختلفةٌ نوعاً ما. فهي غالباً ما تقتضي القوةَ الفكريةَ في سبيلِ النقاشِ والإقرار بالأعمالِ الجماعية اليومية. إبداعُ الأفكارِ الخلاقةِ يومياً شرطٌ أوليٌّ لمزاولةِ السياسة. ويدرِكُ المجتمعُ بأكملِ وجهٍ استحالةَ القدرةِ على إنتاجِ الفكرِ السياسيِّ أو ممارسةِ السياسةِ نفسِها، دون الاعتمادِ على الأخلاقِ كمصدرٍ أساسيٍّ وكإرثٍ فكريٍّ تراكميّ. السياسةُ ساحةٌ عمليةٌ لا غنى عنها لأجلِ الأعمالِ الجَمعية اليومية (المصالح المشتركة للمجتمع). وحتى ولو ظَهَرَت أفكارٌ مغايرةٌ أو حتى شاذة، فإنّ النقاشَ شرطٌ حتميٌّ للبتِّ في شؤونِ المجتمع. فالمجتمعُ بلا سياسة، فهو يَمتثلَ لقواعدِ الآخرين كالقطيع.


السطوة الدينية

بحسب أوجلان فإن قوةُ الفكرِ الذاتيِّ ليست بمؤسسةِ بُنيةٍ فوقية، بل هي دماغُ المجتمع. وأعضاؤها هي الأخلاقُ والسياسة. العضوُ الآخَر في المجتمع هو المعبدُ باعتباره المكانَ المقدسَ بالتأكيد. لكنّ هذا المعبدَ لَم يَكُن معبدَ القوةِ المهيمنة (الهرمية والدولة). بل كان المكانَ الذاتيَّ المقدسَ للمجتمع. ويحتلُّ هذا المكانُ المقدسُ الذاتيُّ للمجتمعِ الزاويةَ الرُّكنَ في اللُّقى الأثرية. وقد يَكونُ البنيةَ المهمةَ الوحيدةَ التي بَقِيَت متماسكةً حتى يومنا. ومن المحالِ اعتبارُ هذه الحقيقةِ محضَ صدفة. فهو أولُ مكانٍ مقدسٍ للمجتمع. ويُمَثِّلُ كُلَّ ماضيه وأسلافِه وهويته وشَراكته. إنه مكانُ الذِّكْرِ والعبادةِ الجماعيَّين، ومكانُ تَذَكُّرِ الذاتِ والاستذكار، وعَلامةُ الانتقالِ إلى المستقبل، والمُسَوِّغُ المهم للتجمع. لقد أدركَ المجتمعُ أنه كلما شَيَّدَ المعبدَ في مكانٍ جميلٍ وجذابٍ ويستحق الحياة، فإنه سيَكتَسِبُ بالمِثلِ القابليةَ اللازمةِ لتمثيله، وسيتمتعُ بقيمتِه الحياتية. بالتالي، كانت أعلى مستوياتِ العظمةِ والبهاءِ تُعرَضُ في المعابد. ومثلما يُظهِرُ المثالُ السومري، فالمعبدُ كان في الوقتِ نفسه مكانَاً لأدواتِ الإنتاجِ ومستودعاً وملجأً للكادحين. أي أنه كان مكانَ النشاطِ التعاونيّ. كما لَم يَكُن مجردَ مكانٍ للعبادة. بل ومكانَ النقاشِ والقرارِ أيضاً. لقد كان مركزاً سياسياً، ووكراً للحِرَفِيِّين، ومكاناً للاختراع، ومركزاً يُجَرِّبُ فيه المعماريون والحكماءُ فنونَهم. وكان أولَ مثالٍ للأكاديمية. إنّ وجودَ كافةِ مراكزِ التكهنِ في المعابد في العصورِ الأولى ليس محضَ صدفة. جميعُ هذه العواملِ والمئاتُ الأخرى منها تَبسطُ للعيان أهميةَ المعبد. وفي هذه الحالة، فسيَكُونُ من الواقعيِّ واليسيرِ نعتُ هذه المؤسسة بالمركزِ الأيديولوجيِّ والذهنيِّ للمجتمع. تَعُودُ الأطلالُ التي تتواجدُ فيها المسلاّتُ في أورفا إلى ما قبلِ اثنتَي عشرةَ ألف سنة. لَم تَكُن الثورةُ الزراعيةُ قد تَحَقَّقَت بعدُ هنا، عندما شُيِّدَ المعبد. ولكن، واضحٌ جلياً أنّ نَحْتَ ونَصْبَ تلك الأحجارِ يتطلبُ وجودَ أناسٍ راقيين، وبالتالي وجودَ مجتمع راقٍ جداً

الكنيسة والكهنوت المصري

لَعِبَ الكهنةُ المصريون أيضاً دورَهم في تشييدِ المعبد التسلطيِّ بقدرِ ما للكهنةِ السومريين من دورٍ في ذلك على الأقلّ. ولَم يتخلف الهنودُ البراهمانيون عن الكهنةِ المصريين في هذا المضمار. والمعابدُ التي في الشرقِ الأقصى لَم تَكُ أقلَّ مستوى مما كانت عليه المعابدُ السومريةُ والمصرية. كما كانت معابدُ أمريكا الجنوبية أيضاً تسلطية. ولم يَكُنْ عبثاً تقديمُ الشبابِ أُضحِياتٍ على محرابِها. فالمعابدُ المسيطرةُ في كافةِ عصورِ المدنية كانت تسلطيةً مهيمنة، وكأنها نسخةٌ من الأصل. أما الوظيفةُ الرئيسيةُ لتلك المراكز، فكانت تتجسدُ في تهيئةِ المجتمعِ لتسخيرِه في خدمةِ الحكام. فبينما كان الجناحُ العسكريُّ للاحتكارِ يَقطَعُ الرؤوسَ بشكلٍ رهيبٍ ليَستَخدِمَ الجماجمَ في بناءِ جدرانِ القلاعِ والأسوار، فقد كان الجناحُ الروحيُّ يُتَمِّمُ العملَ نفسَه بالغزوِ الذهني. وقد أدى كِلا النشاطَين دوراً متوازياً في استعبادِ المجموعات. وهكذا، فإنّ أوَّلَهما أَنتَجَ الهلع، والآخرَ أنتجَ الإقناع. فمَن بمقدوره إنكارُ سيرورةِ مجتمعِ المدنيةِ بهذا المنوال على مَرِّ آلافِ السنين؟ اتجهَت المدنيةُ الأوروبيةُ المهيمنةُ نحو إطراءِ تعديلاتٍ شكليةٍ كبيرةٍ في هذا الشأن، في حين حافظت على الجوهرِ كما هو. إذ مِن المُلاحَظِ وبشكلٍ يوميّ، أنّ أجهزةَ الدولةِ القوميةِ العملاقةَ المُسَلَّطةَ على المجتمعِ لَم تَكتَفِ بذلك. بل تَسربَلَت حتى أَدَقِّ المساماتِ الداخليةِ للمجتمع، مُخضِعَةً إياها لسيطرتها. فما الذي يُمَثِّلُه ما مَنَحَته الجامعاتُ والأكاديميات، بل والمدارسُ الثانويةُ والإعداديةُ والابتدائية والحضانةُ على مستوى أدنى باعتبارها مراكزَ التكوينِ الذهني؛ وما أَكمَلَته الكنيسةُ والكنيست والجامعُ وصَقَلَته الثكناتُ العسكرية؛ إنْ لَم يَكُن غزواً واحتلالاً وصهراً واستعماراً لأطلالِ الأنسجةِ الذهنيةِ والأخلاقية والسياسية المتبقيةِ من المجتمع؟ إذن، والحالُ هذه، فبعضُ المفسِّرين الأعزاء لا يتحدثون هباءً وجُزافاً، عندما يقولون بأنّ تحويلَ المجتمعِ إلى “كتلةٍ حيويةٍ” يعني تَصييرَه قطيعاً. والتوجهُ صوبَ مجتمعِ الفاشيةِ مِن خلالِ هذا الاستعمارِ الذهني، هو أحدُ ذكرياتنا الغضةِ في الوقتِ عينِه. وحَمَّامُ الدماءِ في التاريخ القريبِ هو محصلةٌ لهذا الغزوِ الذهني. “2”

خلط الدين بالسياسة مفسدة للمجتمعات

علي الرغم من قدم هذا المؤلف الذي يرجع للألفية الأولي إلا أنه كان يحمل نظرة بعيدة ورؤية لواقعنا الذي نعيشه حيث تناول عبد الرحمن إبن خلدون في مؤلفه مقدمة إبن خلدون 1337م، ويعد أحد أهم المؤلفات في التاريخ الإسلامي والعالمي ككل ونظرة تتسق مع الواقع المعاش تناسب هذا الزمان وركز علي تحليل شامل لتاريخ البشرية والمجتمعات والحضارات بكل ماهو مرتبط بالذهنية المجتمعية في الشرق الأوسط والحضارة العربية كان أبرزها العصبيات وتتناول الروابط القوية بين الجماعات في مجتمعنا العربي من قبليات وجماعات تتصل ببعضها عبر روابط اجتماعية وقومية ودينية وبيئية ويصف غنها القوة المحركة والمؤسسة للمجتمعات في الشرق الأوسط والمؤثرة علي الذهنية الجمعية. التدين والمظاهر الدينية باعتبارها عنصر أصيل في الذهنية العربية ويلعب دوراً محورياً في تشكيل الذهنية بالشرق الأوسط ووناقش ابن خلدون في مؤلفه دور الدين في توجيه السلوك الاجتماعي والسياسي معتبراً إنه عامل مهم في وحدة المجتمعات واستقرارها كما إنه قد يؤدي إلي صراعات إذا استخدم في أغراض سياسية بحثة وتم توجيهه لتحقيق مكاسب. كما أكد علي أهمية العلم والتعليم لبناء الذهنية والحضارات وأحد أهم اسباب تطور المجتمعات محيلاً تراجعه في الكثير من مجتمعاتنا إلي النزاعات السياسية والظروف الاقتصادية التي تمر بها أوطاننا. ثم حلل مراحل السلطة والدولة بالشرق الأوسط بداية من القوة والعصبية مروراً بمراحل الاستقرار والتحضر وأخيراً مراحل الترف ومن ثم الانهيار ليوضح لنا آليات السلطة عبر تحليل عميق ومن هذا التحليل أوضح مفهوم العصبيات والتحضر ليشرح الفرق بين المجتمعات البدوية والحضرية. حيث يرى أن المجتمعات البدوية تتميز بالشجاعة والصلابة ولكنها تفتقر إلى التحضر، بينما المجتمعات الحضرية تتسم بالتقدم والرفاهية ولكنها قد تصاب بالضعف والترف. متناولاً تأثير الاقتصاد على الذهنية في الشرق الأوسط. يعتبر أن التغيرات الاقتصادية تؤثر بشكل كبير على الاستقرار السياسي والاجتماعي، وأن وفرة الموارد أو نقصها يمكن أن تقود إلى صعود أو انهيار الدول. ويؤمن ابن خلدون بفكرة الدورة الحضارية، حيث تتبع الحضارات نمطًا دوريًا من النشوء، والنمو، والذروة، ثم الانهيار. وهذا الفهم للزمن التاريخي يؤثر على كيفية رؤية المجتمعات الشرقية لتطوراتها وتاريخها. “3”

من التناقض للنفاق

ومن العراق خرج أحد أهم علماء الاجتماع في العصر الحديث وهو علي الوردي الذي تناول الذهنية العربية وبكل إشكالياتها ومحدداتها حيث تناول أحد السمات التي يعاني منها العقل العربي نتيجة للضغوط السياسية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية وبعض الضغوط الثقافية والدينية وهي الازدواجية والتناقض في الذهنية العربية بين القيم والسلوكيات الفعلية تجاه الأشياء والمواقف. ولم يبتعد الوردي كثيراً عن تفسيرات ابن خلدون فيما يتعلق بالحداثة ووالتاثيرات القبلية والحضرية مشيراً للصراع بين القيم البدوية والحضرية في المجتمعات العربية. القيم البدوية تركز على الشرف والعصبية، بينما القيم الحضرية تميل نحو التعايش والانفتاح. هذا الصراع يخلق تناقضات في الذهنية العربية بين التقاليد والمحافظة من جهة، والحداثة والانفتاح من جهة أخرى. ولم يبتعد كثيراً فيما يتعلق بقضايا السياسة والدين وتأثيرهما علي الذهنية المجتمعية بالعقلية الشرق أوسطية وتناول الخلط بينهما وكيف إن هذا الخلط أدي إلي ما اسماه بالتناقض في الذهنية العربية العلاقة بين الدين والسياسة في العالم العربي. يرى أن استخدام الدين في السياسة أدى إلى تشويه القيم الدينية، مما ساهم في خلق حالة من التناقض في الذهنية العربية بين الدين باعتباره أداة سياسية والدين كقيمة روحية. ويري الوردي إن الصراع بين العادات والتقاليد والمروثات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط من جهة وبين الحداثة والمدنية من جهة أخري يؤثر على الذهنية العربية، حيث يشعر الفرد السعي نحو الحداثة ولكنه محكوم بتقاليد مجتمعه، مما يؤدي إلى صراع داخلي بين ما يرغب فيه الفرد وما تفرضه تقاليد مجتمعه، وبالتالي فالعقلية الاجتماعية في العالم العربي تميل إلى التفكير الجماعي أكثر من الفردي. هذه العقلية تعزز القيم التقليدية وتعطي الأولوية للجماعة على حساب الفرد، مما يؤثر على الابتكار والتقدم. وبسبب التمسك الشديد بالتقاليد والعادات. هذه المقاومة للتغيير تؤدي إلى بطء في التقدم الاجتماعي والثقافي، حيث يميل المجتمع إلى المحافظة على الوضع القائم بدلاً من تبني التغيرات. ويعد الوردي من أبرز من قدموا نقد شديد القوة للمجتمع العربي بشكل صريح، حيث أشار إلى أن المجتمعات العربية تعاني من نفاق اجتماعي وانتقائية في تطبيق القيم. هذه الانتقائية تؤدي إلى خلق فجوة بين ما يدعي المجتمع أنه يؤمن به وبين ما يفعله فعليًا. “4”

التنمية والاستقلال الاقتصادي وامتلاك أدوات الإنتاج

ومن إشكالية الحداثة والتغيير اشتبك معهم المؤرخ المغربي عبدالله العروي ليتحدث عن الصراع الدائم في الذهنية العربية بين الحداثة والتقاليد نظراً إلي إن الأيديولوجيا العربية تواجه تحديًا كبيرًا في التوفيق بين الرغبة في التقدم والحداثة ولمدنية وبين التمسك بالعادات والتقاليد والموروثات الثقافية. ويؤكد العروي على أن العالم العربي بحاجة إلى استيعاب مبادئ الحداثة بشكل أعمق، بدلاً من الاكتفاء بتبني المظاهر السطحية لها. كما إن الذهنية العربية المعاصرة يجب أن تكون وسيلة للتحرر من الاستعمار والتبعية. ولكنه ينتقد الذهنية الجمعية التي تسعى للتحرر بشكل سطحي أو شعاراتي دون أن تقدم بدائل عملية وواقعية للتنمية والتقدم والاستقلال. ويناقش مسألة التنمية في العالم العربي والاكتفاء الذاتي وامتلاك أدوات الإنتاج كلها سبل لا يمكن أن تتحقق دون تبني الحداثة بشكل كامل والتخلي عن الموروثات. ويرى أن هناك حاجة إلى إصلاحات جذرية في الذهنية العربية والسياسة والاقتصاد لتحقيق هذه التنمية. كما ينتقد الأيديولوجيات التي تتجاهل هذه الحاجة أو تعرقل تحقيقها، ويؤمن بأن الدولة في العالم العربي يجب أن تلعب دورًا محوريًا في تحقيق الحداثة، ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون هناك مجتمع مدني قوي يراقب الدولة ويضمن عدم انحرافها عن مسار التحديث والتنمية. وعلى النخبة المثقفة أن تتبنى أفكار تنويرية تهدف إلى تثقيف المجتمع وتوجيهه نحو التقدم الارتقاء بالذهنية المجتمعية. ويشير إلى أن غياب هذا الدور أو ضعفه يؤدي إلى انتشار أيديولوجيات رجعية ومحافظة. وبالتالي ضرورة الاعتماد علي العقلانية كمنهج أساسي في تشكيل الذهنية العربية. وإن العقلانية هي السبيل الوحيد للخروج من حالة الركود والتأخر التي تعاني منها المجتمعات العربية. والابتعاد عن العقلانية يؤدي إلى الانغلاق والتقوقع. “5”

الذهنية سيكولوجية النجاح

من الشرق الأوسط إلي جامعة ستانفورد حيث تقدم أستاذة علم النفس كارول دويك خلطة خاصة حول تأثير الذهنية علي النجاح في الحياة والعمل والدراسة تناولت دويك مناظرة حول الذهنية الثابتة والذهنية النامية المتطورة ولإنها قسمت الذهنية إلي نوعان نامية وثابتة طالها الكثير من الانتقادات باعتبار إن الذهنية أكثر تعقيداً من تلك البساطة التي وصفت بالسطحية العلمية. دويك في كتابها واصفة الذهنية الثابتة بإنها لأشخاص يمتلكون عقلية ثابتة يعتقدون أنه مثالية ولاتحتاج للتطوير وقدراتهم وصفاتهم مثل الذكاء والموهبة ثابتة وغير قابلة للتغيير. هؤلاء الأفراد يميلون إلى تجنب التحديات، ويخافون من الفشل، حيث يرون أن الفشل يعكس نقصًا أصيلاً في قدراتهم أما بالنسبة للعقلية النامية فتري دويك يعتقد الأشخاص ذوو العقلية النامية أن القدرات والصفات يمكن تطويرها من خلال الجهد والتعلم والتجربة. هؤلاء الأفراد يتبنون التحديات كفرص للتعلم والنمو، ولا يرون الفشل نهاية الطريق بل كجزء من عملية التعلم والتطوير. كيف تؤثر العقلية على مختلف جوانب الحياة، بدءًا من الدراسة والعمل وحتى العلاقات الشخصية. الأشخاص ذوو العقلية النامية يميلون إلى تحقيق نجاح أكبر لأنهم يتعلمون من أخطائهم ويستمرون في تحسين أنفسهم.

فالعقلية النامية تعزز المرونة النفسية والقدرة على مواجهة التحديات، مما يؤدي إلى تحسين الأداء وتحقيق الأهداف على المدى الطويل.أما العقلية الثابتة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في العلاقات الشخصية، حيث قد يعتقد الأفراد أن صفاتهم أو صفات شريكهم غير قابلة للتغيير، مما يعقد عملية حل النزاعات

من ناحية أخرى، العقلية النامية تتيح للأفراد النظر إلى العلاقات كفرص للنمو والتطور معًا، مما يساعد على تعزيز التفاهم والتعاون. ويؤكد الكتاب علي إن العقلية ليست ثابتة ويمكن تغييرها. من خلال الوعي والجهد، يمكن للأفراد تطوير عقلية نامية عن طريق تحدي الأفكار السلبية، قبول التحديات، والتعلم من الأخطاء. وتقترح دويك أن يبدأ الفرد بتغيير الطريقة التي يتحدث بها مع نفسه، مثلاً باستخدام لغة إيجابية تُركز على الجهد والتعلم بدلاً من الثناء على القدرات الطبيعية. “6”


الخلاصة

اتفق الكثير من الكتاب وخبراء الاجتماع علي إن الذهنية المجتمعية بالشرق الأوسط تواجه الكثير من التحديات لعل أهمها الخصوع لآلة الرأسمالية والأفكار الاستشراقية التي حملت بداخلها سموم الاستبداد والخضوع للهيمنة العالمية وكانت بداية الخروج منها حينما تآكلت فكرة الاستشراق والذي سيطر علي الذهنية المجتمعية في منطقتنا وكما نواجهة إشكاليات تتعلق بالخضوع للعادات والتقاليد والموروثات الثقافية والتي ينشأ عن بعضها روابط لها علاقة بالدين ومظاهره وهو مايخلق صراع مع الحداثة والعلم والتطور يؤدي إلي حالة من التناقض في الذهنية العربية تصل إلي حد النفاق كذلك حدة القبلية وعصبيتها وتناقضها مع المدنية والحداثة ومظاهره ولعل تفسير القائد أوجلان بإن القوموية والإسلاموية وحتي السلطة الدينية للكنيسة كان أحد مظاهر السلطة الذهنية والتاثير علي العقلية في الشرق الأوسط والتي يجب أن نتخلص منها. الكثير من الكتاب رأي إن المشكلة ليست في الدين بشكله المباشر وإن بخلطه بالسياسة ببراغماتيتها وانتهازيتها كذلك تدهور أدوات الصناعة في المنطقة العربية والاعتماد علي الآلة العالمية كانت أحد أهم مظاهر التبعية ثم انتقلنا إلي إشكاليات التعليم والوعي والثقافة والفن ودوره الناعم في تشكيل الذهنية.


هوامش

“1” القضية الكردية عبدالله أوجلان

“2” سوسيولوجيا الحرية عبدالله أوجلان

“3” مقدمة إبن خلدون 1337 لعبد الرحمن إبن خلدون

https://play.google.com/store/apps/details?id=com.smartdoc94.mo8addematebnkhaldoon&hl=ar

“4” علي الوردي مهزلة العقل البشري وخوارق اللاشعور ووعاظ السلاطين

https://www.goodreads.com/author/list/2798546._Ali_Al_Wardi

“5” الأيدولوجيا العربية المعاصرة عبدالله العروي 1967

https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9-pdf

“6” الذهنية سيكولوجية النجاح لكارول دويك

https://www.kutub-pdf-ar.com/%D8%AA%D8%AD%D9%85%D9%8A%D9%84-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%8A%D8%A9

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى