ندوات

“40 عاماً في الشعر”.. منتدى آتون الثقافي ينظم احتفالية للشاعر أحمد الشهاوي

في نوفمبر من عام 1960 كانت مصر والعالم العربي على موعد مع ولادة أحد أعمدة الشعر العربي  في العصر الحديث، الشاعر والكاتب والروائي والفنان التشكيلي أحمد الشهاوي، صاحب العديد من الدوواين الشعرية الذي اتخذ من مفهومي العشق والتصوف قبلة لكتاباته، فأنتج أعمالاً أدبية كانت موضع اختفاء إقليمي ودولي وترجمت لعدة لغات أبرزها الإنجليزية والفرنسية والتركية والإسبانية.

وتقديراً لهذه الشخصية الاستثنائية في الشعر العربي، نظم منتدى آتون الثقافي التابع لمركز آتون للدراسات، مساء السبت 26 يناير، احتقالية تحت عنوان “الأستاذ أحمد الشهاوي.. أربعون عاماً في الشعر”، بحضور نخبة من الشعراء والمثقفين والكتاب والصحفيين من مختلف الأعمار، وقد جرى خلالها مناقشة ديوانه الشعري الأخير “أتحدث باسمك ككمان” الذي يمثل تجربة ذات طابع مختلف مقارنة بدوواينه وقصائده السابقة.

جبرتي الثقافة العربية

قدم الاحتفالية الكاتب الصحفي والشاعر مصطفى عبادة، الذي أكد أننا أمام شخصية لاتعرف إلا الشعر والإبداع وتشجع عليه، فعلى مدار 40 سنة له في الشعر كانت حياته في محبة الأدب والثقافة وتوزيعها على الجميع، فلا يوجد شاعر إلا ولديه علاقة بالشهاوي، واصفاً إياه بـ”جبرتي الثقافة العربية” الثقافة التي يعرف تفاصيلها بشكل مذهل.

وقد قدم عبادة عديداً من الملاحظات على ديوان “أتحدث باسمك ككمان”، تسير في معظمها باتجاه أن الديوان جاء يحمل تحولاً جديداً في اتجاه أحمد الشهاوي الكتابي، إذ انتقل من الحديث عن الفقد والكتابة التصورية عن العشق إلى أنه نفسه يكتب كأنه هو العاشق ويعيش هذه التجربة، معتبراً أن هذا الديوان لم ينقله خطوة إلى الأمام فقط، بل نقله 4 أو 5 خطوات، بما حقق من حرفة وإبداع وإتقان وعمق في الكتابة.

أيضاً انتقلت الكلمة إلى الشاعر والكاتب أحمد المريخي الذي استعرض إحدى قصائد ديوان “أتحدث باسمك ككمان”، وقد قال عنه إنه كاتب وشاعر كبير وكل من يلتقيه ويتعامل معه يعرف عنه ذلك، مشيراً إلى أن علاقتهم تعود إلى الثمانينات، فقد كان اسمه يتردد كشاعر كبير وصحفي ناجح، مشيداً بتجربته الأولى وهو ديوان “ركعتان للعشق” التي كانت تجربة ثرية ومتميزة.

عوامل شكلت حياة الشهاوي

انتقلت الكلمة إلى الأستاذ أحمد الشهاوي الذي توجه بالشكر للحضور الكريم جميعاً، معرباً عن شكره للكاتب الصحفي الكبير الأستاذ فتحي محمود مدير مركز آتون للدراسات على هذه البادرة الطيبة بإطلاق المنتدى لدعم الفكر والثقافة في مصر، ليتحدث عن فترة دراسته في جامعة سوهاج وتحديداً قسم الصحافة بكلية الآداب، إذ قال إن سوهاج في ذلك الوقت كانت مركزاً ثقافياً مهماً.

ويذكر أنه كانت هناك شخصية هي الأقرب وقد أثرت فيه وفي مسيرته  وعلى رأسهم الدكتور نصار عبدالله أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة سوهاج، ويقول إن من خلاله عرف صلاح عبدالصبور وكتاباته، معتبراً أن نصار عبدلله كان من الشعراء الكبار لكن الظروف الاجتماعية لم تساعده كثيراً ليواصل مسيرته ويظهر اسمه بشكل كبير.

ثم انتقل الشهاوي للحديث عن ديوانه “أتحدث باسمك ككمان”، فيكشف أن صديقه الشاعر مصطفى عبادة من اختار العنوان له، وهنا يشير إلى أنه يؤمن تماماً بأن الشعر الذي يكتبه نص بشري قابل للنقد، كما أنه يرسل ما يكتب إلى أصدقائه الذين يقرأون له ويداوم على ذلك منذ سنة 1994، حتى يستمع إلى ملاحظاتهم، مؤكداً أنه المستفيد الأول من الاستماع إلى عيوبه من الآخرين رغم أن ذلك يعتبر أمراً شاقاً.

في محبة الشهاوي

وقد استقبلت بعد ذلك مشاركات الحضور حول هذا الديوان وعن مسيرة أحمد الشهاوي، حيث تحدث الشاعر سمير درويش الذي وصف مكتب أحمد الشهاوي بأنه كان مكتبا ثقافيا، يتسع للجميع، كما قال إن تجربة الشهاوي منذ بدايتها تجربة عشق صوفي، وهو شاعر خاص لا يشبه أحداً ولا يشبهه أحد، معرباً عن اعتقاده أنه قدم تجربة تستحق توقفاً كبيراً.

أما الكاتب الصحفي محمود الشاذلي، فأشار إلى أنه عرف أحمد الشهاوي في الثمانيات عندما أتى إلى سوهاج، وقد وصفه بالشخص المتواضع للغاية دائم السؤال عن الإبداع، سواء إبداعه أو إبداع الآخرين، فيما سلط الكاتب عبدالكريم الحجراوي الضوء على تجربة أحمد الشهاوي التي أبرزت اتجاهاً صوفياً لديه.

بدوره يقول الشاعر فارس خضر إن أحمد الشهاوي أحد أعمدة الشعر الحديث، وما يعجبه فيه شعوره تجاهه أنه حر، إلى جانب إخلاصه للشعر، مضيفاً أنه يشعر أن الشهاوي يمتلك ذمام تجربته الكتابية لدرجة أنه عندما أراد كتابة الشعر كتبه، وعدما أراد ممارسة الفن التشكيلي فعل ذلك، وعندما أراد كتابة الرواية أيضاً كتب، مؤكداً أنه في كل كتاباته كان لديه اتجاهاً متميزاً في الكتابة عن العشق.

قاموس الشهاوي

انتقلت الكلمة إلى المترجمة سارة حواس، التي ترجمت للشاعر أحمد الشهاوي 100 قصيدة من دواوين مختلفة، إذ تؤكد أنه تمتع بخصوصية جعلته يختلف عن غيره حتى الشعراء الإنجليز والأمريكيين الذين ترجمت لهم إلى العربية، مشيرة إلى أنه لخصوصيته أعدت قاموساً خاصاً بالمعاني التي يستخدمها، حتى يفهمها من يقرأون له باللغة الإنجليزية.

من بين الحضور كذلك كان الدكتور أحمد نبوي الذي قال إنه ينظر إلى أحمد الشهاوي باعتباره شاعراً هائماً في برية الصوفية، مشيراً إلى أن شعره اتسم بالجرأة في الإبداع والتعبير عن المرأة، فلديه طابعه الخاص والذاتي، مشيرا إلى أن كتاباته وصلت إلى مناطق عدة في المغرب وأمريكا اللاتينية، مشدداً على أن تجربته تستحق دراسات كثيرة.

بدوره، تحدث الكاتب الصحفي فتحي محمود مدير مركز آتون للدراسات عن زاوية أخرى في حياة الشاعر أحمد الشهاوي وهو اهتمامه بالصحافة فقد كان له باعاً كبيراً في الصحافة وخاصة في مجلة نصف الدنيا، مؤكداً أنه قد كان له بصمات مهمة في تاريخ المهنة، وكان يمد زملائه بالأفكار إلى جانب عمله الشخصي، مشدداً على أن أحمد الشهاوي الصحفي لا يقل أهمية عن أحمد الشهاوي الشاعر، وقد استطاع الخروج من محرقة الصحافة عبر العمل بها دون التأثير على رصيده الإبداعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى