جزء من تاريخ الصحافة .. مركز آتون يكرم الكاتب الصحفي الكبير ناجي قمحة

وسط حضور للفيف من الشخصيات العامة والكتاب الصحفيين والإعلاميين وأفراد من العائلة، أقام مركز آتون للدراسات فعالية احتفالية لتكريم الكاتب الصحفي الكبير ناجي قمحة مدير تحرير جريدة الجمهورية الأسبق، الذي يشكل أحد أهم أعمدة الصحافة المصرية في تاريخها وأبرز أعلامها.
قدمت الفعالية الإعلامية منى المراغي التي أكدت أنه من دواعي سرورها أن يتم اختبارها لتقديم فعالية لتكريم كاتب صحفي كبير بحجم الأستاذ ناجي قمحة، الذي يعد أحد أهم علامات الصحافة والكتابة المصرية، وصاحب قلم أو مدرسة كان لها تأثيرها الحقيقي على المجتمع، وتعاطت مع قضاياه عن قرب.
تاريخ من الصحافة
“لا نكرمه، بل نكرم جزء من تاريخ الصحافة المصرية”، بتلك العبارة استهل الكاتب الصحفي فتحي محمود مدير مركز آتون للدراسات كلمته في الفعالية عن الكاتب الصحفي الكبير ناجي قمحة، حيث أسعد الملايين من القراء بعمله الصحفي على مدار سنوات طويلة، وتتلمذ على يديه الآلاف من الصحفيين.
وأشاد فتحي محمود بقدرة الأستاذ ناجي قمحة على كتابة “المانشيتات” الصحفية، والعناوين الجذابة التي تفرد بها، فضلاً عن أنه لن ينسى لها الصفحة التي خصصها عن الحب بجريدة الجمهورية، لكنه في الوقت ذاته يرى أن مهنة الصحافة ابتلعت الأديب في شخصية ناجي قمحة.
ناجي قمحة الصحفي والأديب
وفي بداية كلمته، أعرب الكاتب الصحفي ناجي قمحة عن شكره للحضور، ولمركز آتون للدراسات على هذه الفعالية، مستعرضاً بعضاً من محطاته من خلال الإجابة على تساؤلات مقدمة الفعالية منى المراغي، إذ أقر بالفعل أن عمله بالصحافة دمر الأديب الذي بداخله، لا سيما وأنه تخرج من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتحديداً من قسم اللغة العربية سنة 1961، وتتلمذ على يد قمم الصحافة والأدب في مصر، وكان يحضر محاضرات لعميد الأدب العربي طه حسين.
ويلفت إلى أنه كما اهتم بالسياسة في الصحافة، فقد اهتم بالأمور الأخرى منها صفحة “الحب يجمع” في جريدة الجمهورية، وكانت الأولى من نوعها، وكذلك أول صفحة يومية متخصصة عن التعليم، التي لم تكن قاصرة فقط على كتابة أخبار التعليم، وإنما كانت تنشر أخبار المتفوقين، والعمداء والترقيات وغيرها من الأمور التي خلقت لهذه الصفحة شعبية كبيرة بين جمهورها.
جانب آخر من الكتابات التي اهتم بها الأستاذ ناجي قمحة كان الكتابة عن المرأة وتخصيص عمود قصة نجاح الذي كان يقدم قصص نجاح لشخصيات نسائية مختلفة. كما خصص مساحات واسعة لموضوعات الشباب، وخاصة في مرحلة المراهقة، معتبراً أن اهتمامه بتلك الزوايا يأتي من قناعاته أن الصحافة دورها تشكيل الوعي وليس مجرد نقل الأخبار.
من بين المحطات التي توقف عندها تأكيد اعتزازه وحبه للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إذ قال إنه يدين بالفضل له، فتعلم في الجامعة مجانا بفضله، وأكمل دراسته، مؤكداً أنه كان يعلم أفكار ومواقف عبدالناصر جيداً، ولهذا كان يكتب مانشيتاته ببراعة وسرعة.
ناجي قمحة الزوج والأب والجد
تطرق الأستاذ ناجي قمحة إلى حياته الأسرية، ودان بالفضل لزوجته الراحلة، التي تحملت معه الكثير لا سيما مع انشغاله تماما بعمله الصحفي، فيقول إن البعض يقول إن جريدة الجمهورية كانت الزوجة الثانية له، إلا أنه في واقع الأمر كانت هي الزوجة الأولى، في إشارة منه إلى الانشغال الكبير عن زوجته.
وأعرب كذلك عن سعادته بعلاقته الطيبة مع نجله الكاتب الصحفي أحمد ناجي قمحة رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، والذي انتظر مولده 9 سنوات، مؤكداً أنه تعامل مع نجله “كأصحاب”، كما أعرب كذلك عن سعادته بوجود أحفاده في حياته، معتبراً أنهم “هدية العمر”.
ناجي قمحة في نظر الابن
بدوره قال الكانب الصحفي أحمد ناجي قمحة إنه ووالده لديهما علاقة ذات طبيعة مختلفة، فلم تكن أبداً علاقة الأب بابنه بشكلها التقليدي، وإنما كانت علاقة “الأصحاب”، مؤكداً أن من حوله كان يستغربون طريقة التعامل بينهما، لا سيما المشاكسات بينهما بسبب تشجيع الأب لنادي الزمالك بينما يشجع الابن النادي الأهلي، ويحكي العديد من المواقف الطريفة بينهما.
ويقول أحمد ناجي قمحة إنه عرف والده عندما زار الرئيس الراحل محمد أنور السادات القدس سنة 1977؛ بما رأى فيه من رفض لتلك الزيارة، لدرجة أنه كان يبكي، لكن المحطة الأهم في علاقة الأب بالابن كانت عندما ماتت الوالدة عام 2003، فيضيف: “عرفت والدي وقتها، فلأول مرة أراه يبكي بهذه الطريقة، بكاء الأطفال”.
ويؤكد أن وفاة والدته كسرت كثيراً من “التابوهات” التي كان يعتقدها عن والده منها أنه لا يحب أمه. ويحكي أن هناك العديد من الصفات المشتركة بينه وبين والده، مثل العند والشعور بالمسؤولية وحب العمل، حتى وإن اختلفا فكرياً حول بعض القضايا، مشيراً إلى أنه يعمل مع الكاتب الصحفي رشدي الدقن على كتابة كتاب عن سيرة الوالد ناجي قمحة.
حضور واسع ودرع للتكريم
وشهدت فعالية التكريم حضوراُ كبيراُ من رؤساء تحرير الصحف والمواقع يتقدمهم الكاتب الصحفي ماجد منير رئيس تحرير جريدة الأهرام، والكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقى رئيس تحرير بوابة الأهرام، والكاتب الصحفي أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، والكاتب الصحفي رشدي الدقن مدير تحرير روزاليوسف، والدكتور أيمن عبدالوهاب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية.
كما شمل الحضور كذلك عدداً من الشخصيات العامة والسياسية أبرزهم السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، والوزير إبراهيم الهنيدى رئيس اللجنة التشريعية فى مجلس النواب، والفنان رمزي العدل، والباحث السياسي محمد صابر، والكاتب الصحفي محمد عامر، والدكتورة فرناز عطية الكاتبة والباحثة السياسية.
وفي نهاية الفعالية قدم الكاتب الصحفي فتحي محمود درع مركز آتون للأستاذ ناجي قمحة، كما أعرب عن شكره له على ما قدمه للصحافة وللمجتمع، فيما قدم الكاتب الصحفي ماجد منير رئيس تحرير جريدة الأهرام نسخة من المصحف الشريف هدية له.