صلاح الدين الأيوبي والدولة الأيوبية الكردية: قراءة مقارنة مع مشروع الإدارة الذاتية

تحليل: أ.د. إبراهيم مرجونة .. مما لا شك فيه أن الكرد تعايشوا في ظروف بيئية، وطبيعية قاسية أثرت فيهم أيمّا تأثير إذ قست عليهم الطبيعة بجبالها، وهضابها، ومناخها الصعب وتساقط الثلوج. وكان عليهم أن يقبلوا التحدي. أو يرحلوا ويتركوا هذا المكان لمن يقبله، كما هو معروف بأن الطبيعة الجبلية هي السمة الغالبة على إقليم كردستان. وبمعيشة الكرد عليها وتحملهم لقسوتها اكتسبوا العديد من الصفات التي منها:
- الشجاعة والحمية.
- القوة حيث تربوا في وسط الجبال ([1]).
- الفروسية فأغلب تحركاتهم كانت علي ظهور الخيل.
- قوة التحمل .
- التعايش في ظروف غير عادية وقاسية([2]).
ولعبت الظاهرات الجغرافية دوراً مهماً في سير أغلب المعارك الحربية وفي نتائجها ؛ فهي تعد سلاحاً ذا حدين.([3]) واستطاع الكرد أن يستفيدوا منها عن طريق استخدام حرب العصابات ضد المعتدين ، كما وقفت الجبال والهضاب حاجزاً ضد المغيرين أو الراغبين في السيطرة عليهم، وصعبت من مهمة المهاجمين ، وسهلت من مهمة الكرد المدافعين ، واستغلوا الأمطار في قيام عمليات الرعي ، والزراعة بعد انتهاء موسم المطر ونمو المراعي.
انتشر الكرد في مناطق شتي بداخل كردستان ، وإقليم الجبل تجمعوا إما في دويلات مستقلة ، أو إمارات أو قبائل توزعت ضمن عناصر السكان الأخرى.
عاش الكرد في فارس وكرمان سجستان وخراسان وأصبهان وأرض الجبال والكوفة والبصرة وسبذان ودراباذ والصامغان وأذربيجان وأرمينية وآران والبلقان وهمذان وحلوان ديار بكر([4]).
وفي أذربيجان انتشر الكرد في مناطق عديدة من أهمها : أردبيل وأرمينية ([5]) وعاشوا في مناطق واسعة تمتد من شمال العراق وجنوب تركيا وسوريا وشمال إيران وغرب أذربيجان حتى الحواف الجنوبية لهضبة الأرمينية([6]).
وسكن الكرد حصن الكرد ، وهو حصن منيع علي الجبل الذي يقابل حمص من جهة الغرب وهو جبل الجليل المتصل بجبل لبنان ، وهو بين بعلبك وحمص ، وكان يسمي قديماً حصن السفح ويسمي الآن قلعة الحصن وكان بعض أمراء الشام قد بني في موضعه برجاً ، وجعل فيه قوماً من الكرد ، وجعلهم حاجزاً بينه وبين الفرنج ، وأجرى لهم أرزاقاً فظلوا يحصنوه إلي أن صار قلعة حصينة منعت الفرنج من التقدم وظلوا يجاهدون في سبيل الله من خلال هذا الحصن ، وظل هذا الحصن بأيديهم لزمن طويل ولم يستطع أحد انتزاعه منهم ؛ لأنهم أصبحوا قوة متمركزة فيه([7]).
وكانت شهرزور إحدى جهات كردستان من المناطق التي توطنت فيها الطائفة الشهرزورية إحدى طوائف الكرد([8]).
وفي إيران وجد الكرد في مناطق عديدة من أهمها الحدود الإيرانية والعراقية علي خط مستقيم يمتد من جبل حمرين حتى جبل سنجأر ووجدوا في إقليم شمال غرب إيران([9])، وفي بلاد الجزيرة خاصة الجزء الشمالي الشرقي من العراق ، وانتشروا أيضاً في الموصل وفي آسيا الغربية ([10])، وانتشر جزء ليس بالقليل في منطقة أصفهان([11]).
وكذلك وجدوا في منطقة الأهواز ، وهي كثيرة الخيرات والزراعات ، وبها مناطق زراعية تسمح بقيام حياة وتمركز الكرد في جبال لورستان حول بحيرة أورمية ، وحول جبال (بيك كول) الموجودة في تركيا([12]).
وانتشر الكرد في الموصل([13]) ، وكذلك وجدوا في أغلب المناطق الجبلية بداخل إقليم كردستان([14]) ومال الكرد إلي الإقامة ، والسكني في المناطق التي تجري فيها المجاري المائية والمناطق التي تهطل فيها الأمطار([15]).
وعاش الكرد في هذه المناطق ، وغيرها من المناطق الأخرى في شكل قبائل ، ومنها علي سبيل المثال (البارنجان- الشوهجان- الشاذجان – الجلالية) ، وغيرها من القبائل الأخرى([16]) وكونوا في مناطق أخرى دويلات وإمارات مستقلة مثل الشدادية في آران والروادية في أذربيجان ، والعنازية (العيارية) في حلوان ، والدوستيكه المروانية في ديار بكر والحسنوبة في همذان.
وجد في هذه المناطق عناصر مختلفة من السكان مثل الأرمن ، والكرج ، والكرد ، والتركمان([17]) . وكان الكرد هم الغالبية العظمي خاصة في مناطق دويلاتهم التي أقاموها ([18]).
غاية القول سكن الكرد السلاسل الجبلية العالية فى أرمينية وفى أجزاء متعددة من أذربيجان، بالإضافة إلى انتشارهم فى مناطق شتى من العراق القديم، والأهواز، إيران القديمة وغيرها من المناطق الكثيرة الأخرى، وعندما اتيحت لهم الفرصة كان لهم نظام ادارة قائم على التعايش واحترام الآخر وقبول التنوع والاختلاف وصارت لهم مساهمات حضارية ضمن الدول الإسلامية الكبيرة ، وفي الوقت الراهن تأتي فكرة الإدارة الذاتية لأوجلان لتؤكد استمرارية الموروث السياسي والثقافي والحضاري وتضمن معيشة الكرد بثقافتهم ضمن الدول الموجودة . (19)
كانت إحدى القواعد الإدارية المهمة التي رسخها المفكر عبد الله أوجلان هي فكرة التعايش بين الشعوب وفق فكر الأمة الديمقراطية، وهو ما ظهر جلياً في تجربة الإدارة الذاتية في التعايش بين الكرد والعرب والشركس والسريان والأرمن مع الحفاظ على هوية كل منهم، مما يفتح باب التساؤلات حول جوهر وماهية التعايش بين المكونات داخل فكر الأمة الديمقراطية.
إن حل القضية الكردية من وجهة نظر أوجلان وفق الحل الديمقراطي القائم على مفهوم الأمة الديمقراطية، يستند إلى اعتماد الحقيقة العلمية بوجود كردستان كحقيقة استمدت نفسها، من خلال نيلها هذا الاسم من منطقة جغرافية استمدت اسمها من تسمية سكانها الذين سموا بهذا الاسم من الشعوب الأخرى، وهي غير قابلة للمساومة بهدف إنكار وجود الأمة الكردية، أو التنكر لحقوقها، وقد فشلت كل المحاولات التي اتبعتها الدول القومية حين اختارت الحلول التصفوية والإبادة بأنواعها، منع هذه التسميات لتلك الجغرافيا وساكنيها من الانتشار والتداول. ([19])
والشىء الافت للنظر أن الموروث الثقافي للقائد الملهم عبد الله أوجلان مستمد من الهوية الكردية بما حوت من تنوع فكري وثقافي يهدف الى البناء والوحدة لا الاقصاء والتهميش والشواهد التاريخية في هذا الشأن كثيرة من بينها عهد صلاح الدين والدولة الأيوبية الكردية، رغم بعض الانتقادات الموجهة لصلاح الدين والدولة الأيوبية من قبل أوجلان في تصرفهم كأمير وإمارة ذات صبغة أثنية أحادية.
ففي عهد القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي تظهر هذه الصور التاريخية مدى تطبيق المسلمين عبر تاريخيهم الواقعي في مبدأ من مبادئ الإسلام النظرية والتشريعية وهو مبدأ التعايش والاندماج مع المسلمين أنفسهم بتنوعهم العرقي والفكري والعقائدي ومع غير المسلمين، وأنهم استمدوا كل سبل التعايش والسلام من دينهم وشريعتهم، مع ما كان ناشباً هذه الفترة المحددة من صراع كبير بين المسلمين والصليبيين، وأنه وإن كان قائماً على أشده فهو لم يمنع سبل التعايش بين المسلمين وغيرهم في أحلك الظروف وأشدها، ولم تسلك هذه الحروب بالمسلمين سلوك الانتقام بمن حولهم ومن عاش في أكنافهم، كالذي كان حاصلا في الأندلس ، ويتعدى الأمر أكثر من ذلك إلى استقبال المسلمين للمشردين والنازحين ومن جرت عليهم الحروب والتطهير العرقي من اليهود وغيرهم، مع ما يحصل من بعض الصور لانعدام التعايش في البلاد غير الإسلامية في الفترة ذاتها.
إن صلاح الدين الأيوبي كان قائداً استطاع توحيد مختلف القوميات والاتجاهات في العالم الإسلامي تحت راية واحدة، مُشكلاً بذلك مشروع وحدة شاملاً” وكذلك يحاول أن يفعل القائد أوجلان.” كان هدفه الأساسي التعايش السلمي ووحدة الصف و تحرير الأراضي الإسلامية من الاحتلال الصليبي، وقد نجح في تحقيق ذلك من خلال توحيد صفوف المسلمين وقيادتهم في معركة حطين وغيرها من المعارك.
كان صلاح الدين قائداً استثنائياً استطاع أن يجمع تحت قيادته جنوداً من مختلف الأصول والعرقيات، مثل العرب، والكرد، والترك،الفرس ، الديالمة ، وغيرهم، في جيش واحد موحد.
وكذلك يرى أوجلان أن الوحدة الكردية لا تعني بالضرورة توحيد الأراضي الكردية في دولة واحدة، بل تعني توحيد الكرد في مشروع سياسي واجتماعي وثقافي يضمن حقوقهم ويحقق تطلعاتهم، فقد أمتلك رؤية وقراءة جيدة للواقع كاأحد المواريث من القائد الكردي صاحب الرؤية الثاقبة صلاح الدين الأيوبي، يقترح أوجلان نموذجاً للكونفدرالية الديمقراطية، وهو نظام يعتمد على اللامركزية والحكم الذاتي المحلي، ويضمن مشاركة جميع المكونات في صنع القرار. هذا النموذج يهدف إلى تحقيق التوازن بين الوحدة والتنوع، وتجنب المركزية التي أدت إلى الصراعات في الماضي.
يسعى أوجلان من خلال مشروعه إلى تحقيق عدة أهداف، منها:
- حقوق الكرد: ضمان حقوق الكرد الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
- السلام والاستقرار: إنهاء الصراع المسلح وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
- الديمقراطية والمشاركة: بناء مجتمع ديمقراطي يشارك فيه الجميع في صنع القرار.
- التنوع الثقافي: الحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيزه في المنطقة.
- التعايش السلمي: تعزيز التعايش السلمي بين جميع المكونات في المنطقة.
فمن قبله استطاع الكردي صلاح الدين الأيوبي تجاوز الانقسامات المذهبية والسياسية التي كانت تعصف بالعالم الإسلامي آنذاك، ووحد جهود المسلمين لصد الغزو الصليبي،كان هدف صلاح الدين الأيوبي هو توحيد المسلمين في دولة واحدة قوية، قادرة على حماية أراضيها ومقدساتها. رغم التوع الفكري والثقافي والعرقي بل اماط اللثام عن العدو الحقيقي الذي يجب أن يتجمع الكل لمواجهته فرأب الصدع من الداخل ووحد الصف ولم يفرق بين كردي وغير كردي رغم أن دولته الأيوبية التى أقامها ذات أصول كردية ولم يقع في اخطاء السابقين من محاباة عنصر على حساب الآخر فالجميع سواء ويوكل الأمر لأهله في الوظائف والقيادات وإنزال الجميع منازلهم.
لذلك تمكن صلاح الدين من تحقيق هذا الهدف جزئياً من خلال توحيد الجيوش الإسلامية وقيادتها في معارك ضد الصليبيين، مثل معركة حطين التي أدت إلى تحرير القدس،يعتبر صلاح الدين الأيوبي رمزاً للوحدة والجهاد في التاريخ الإسلامي، حيث يذكر التاريخ إنجازاته في توحيد المسلمين وتحرير الأراضي المقدسة.
لا يزال مشروع أوجلان يمثل حلماً لكثير من الكرد، ولكنه يواجه تحديات كبيرة على أرض الواقع وذلك في ظل التوترات الإقليمية والصراعات القائمة في المنطقة، مما يجعل تحقيق السلام والاستقرار أمراً معقداً، وكذا ما نشاهده اليوم في بلدان العالم من حروب عندما تدخل الجيوش المستعمرة إلى البلدان المظلومة كيف أنها تعثوا في الأرض فسادا وللناس تشريدا وللحرث هلاكاً، وما يحصل اليوم في روسيا عند اقتحامها لأوكرانيا وكذا عند تدخلها في أرض الشام في سوريا وكذلك ما حصل من الأمريكان عند استعمارهم لعدد كبير من البدان الإسلامية وغير الإسلامية وما يرتكب من الفظائع والعنصرية واحتقار الناس وسفك دمائهم والعبث في أراضيهم وأموالهم وحقوقهم،لقد كانت الحضارة الإسلامية بإسهامات الكرد وغيرهم من الاجناس والأعراق خير شاهد على عظمتها واحترامها للأخر وتدعو الى التعايش والسلام.
ففي فترة صلاح الدين الأيوبي والذي امتد حكمه من الفرات إلى الشام ثم مصر مع أجزاء من جزيرة العرب والتي شملت العديد من الأجناس والأديان والاختلاف والتنوع البشري كالمسلمين والنصارى واليهود والصابئة وغيرهم استطاع القائد الكردي صلاح الدين أن يقر مبدأ التعايش مع أهل الكتاب من غير المسلمين وكذلك جميع الاجناس والأعراق من المسلمين واندمجوا معهم وخلقوا جوا من التعايش السلمي والاستقرار المجتمعي.
فقد اشتهر القائد صلاح الدين بالرحمة، قال ويليم جميس: «ولقد كان صلاح الدين، في ثورة الحرب الصليبية وحدتها وما أوجدته في النفوس من أحقاد، كريماً رحيماً بمن في دولته من المسيحيين.
من الصفات المهمة في القيادة في البلد أن تقود بالناس بنفسية القائد الأعلى أو الحاكم الأب للجميع، دون التأثر بالقبلية أو الحزبية أو الانتماءات الأخرى، ولا يعني أن تتخلى القيادة في الدول عن المبادئ بل المقصد ألا تحركها انتماءاتها وتجعلها تتصرف تصرفات فيها عصبية أو ظلم أو غيره، فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو الإمام الأعظم للدولة كان إذا حكم بين المسلمين وغيرهم كان يراعي العدل ولا ينظر إلى جنس أو دين المترافعين إليه في الخصومات، فهذا هو المطلوب العدل مع الجميع تحت مظلة الدولة الكبيرة التي تتسع للجميع.
وكلما اتصفت القيادات بهذه الصفات النبيلة كان الأثر سارياً في المجتمعات، فالأب الكريم يتعلم منه أبناؤه الكرم والشجاع الشجاعة والحليم الحلم، والعكس صحيح.
ومما جاء في كتب التاريخ وفيه بيان ما عُرف عن صلاح الدين من الرحمة «وذلك أنه كان للمسلمين لصوص يدخلون إلى خيام العدو فيسرقون منهم الرجال وكان من قصتهم أنهم أخذوا ذات ليلة طفلاً رضيعاً له ثلاثة أشهر وساروا به حتى أتوا إلى خيمة السلطان وعرضوه عليه وكان كل ما يأخذونه يعرضونه عليه ويعطيهم ما أخذوه، ولما فقدته أمه باتت مستغيثة بالويل والثبور طول الليل حتى وصل خبرها إلى ملوكهم فقالوا إنه رحيم القلب وقد أذنا لك بالخروج فاخرجي واطلبيه منه فإنه يرده عليك فخرجت تستغيث إلى اليزك فأخبرتهم بواقعتها فأطلقوها وأنفذوها إلى السلطان فلقيته وهو راكب وأنا في خدمته وفي خدمته خلق عظيم فبكت بكاءً شديداً ومرغت وجهها في التراب فسأل عن قصتها فأخبروه فرقّ لها ودمعت عينه وأمر بإحضار الرضيع فوجدوه قد بيع في السوق فارتده وأمر بدفع ثمنه إلى المشتري وأخذه منه ولم يزل واقفاً حتى أحضر الطفل وسلم إليها فأخذته وبكت بكاءً شديداً وضمته إلى صدرها والناس ينظرون إليها ويبكون وأنا واقف في جملتهم فأرضعته ساعة ثم أمر بها فحملت على فرس وألحقت بعسكرهم مع طفلها فانظر إلى هذه الرحمة الشاملة لجنس البشر»([5]).
ومن ذلك أنه بعد فتح بيت المقدس خيّر القائد صلاح الدين الناس من أهل الكتاب بخيارين اثنين وهما الخروج من أرض المقدس أو البقاء بشرط دفع الجزية والالتزام بقانون الإسلام الحنيف.
فما كان من جزء كبير من النصارى إلا أن طلبوا من صلاح الدين البقاء في بيت المقدس فأقرهم على كنائسهم وأموالهم وحقوقهم، ولا يعتدى عليهم ولا يظلموا، مع شرط التزامهم وانضباطهم بأحكام القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي.
وقسم آخر أرادوا الخروج من القدس خاصة منهم المقاتلون وأصحاب الشوكة والقيادة والأمراء وغيرهم، ولكن بشرط أن يدفعوا فدية مناسبة لكل فئة من الناس.
والعجيب أن كثيرا من النصارى كانت لديه الأموال الطائلة الكثيرة الفائضة، ولم يساعد فقراء النصارى ممن لم يجد ما يفدي نفسه بها.
فما كان من صلاح الدين إلا أن عفا عمن عجز عن دفع تلك الفدية وخفف عن الفقراء ما لا يستطيعون أداءه، قد أجبر الكاتب الإنجليزي “لين بول” على إبداء إعجابه بصلاح الدين؛ حيث قال بعد أن تهجَّم على البطريرك وهو أحد الأمراء أصحاب الأموال الفائضة: “إنَّها كانت فرصةً للملك المسلم أن يعلِّم المسيحيين معنى التسامح.
أن القائد عبدالله أوجلان صاحب مشروع وفكر مثلما كان صلاح الدين الأيوبي الكردي فله عدة أقوال تعكس الرؤية وأنه يسير على خطى الاجداد العظام ممن كانت لهم اسهامات غير مسبوقة في البناء الحضاري والوحدة السياسية فقد قال: :إن عظمة الإنسان تتجلى دائماً في مدى استعداده للعمل في سبيل قضيته و وطنه ومثابرته في النضال, والمقاومة حتى آخر قطرة من دمه”
حتى اللون والرمزية وأدق التفاصيل كان صلاح الدين على دراية بها للحفاظ على الهُوية والدعوة الى التماسك والوحدة ةالتعايش فقد جاء صلاح الدين الأيوبيّ، ومن خلفه الدولة الأيوبية، واختار لونًا مميزًا له، ولدولته، وأراد أيضًا مخالفة سابقيه، فاختار الأصفر، والأخضر؛ لما لهما من قدسية دينية، ودلالات ـ سبق الحديث عنها ـ، وتعددت الأشكال الهندسية، والرسومات على الرايات، وشهد عصر سلاطين المماليك الألوان نفسها، مع الزيادة المفرطة في طول الرايات، وتعدد أشكالها، وطرق تصميمها ثم ظهرت الرنوك، وهي الشارات التي اتخذها السلاطين، والأمراء منذ القرن السادس الهجريّ، وحتى أوائل القرن التاسع الهجريّ على عمائرهم، وأدواتهم للدلالة على ملكيتهم لها كما تنقش أيضًا على عملات السلاطين؛ كحق شرف، وامتياز لهم، وقد استخدم الأمراء هذه الرنوك للدلالة على وظائفهم، ثم أصبحت الرنوك تتخذ منذ القرن التاسع رمزًا للفرق العسكرية.
الرنك كلمة فارسية تنطق “رنج”، وتعنى اللون، وقد عربت هذه الكلمة، وأصبح حرف الجيم كافًا، ولما كان اللون يلعب دورًا أساسيًا في رسوم هذه الشارات، ويستخدم للتميز بين الشارات المتشابهة من حيث الشكل، ولاسيما الخاص منها بوظائف الأمراء؛ لذلك اصطلح على تسميتها بالرنوك([20]).
والرنوك في العصر الأيوبيّ منها: رنوك تعبر عن الفتوة، والشجاعة، وهي خاصة بالسلاطين، مثل رنك النسر الأصفر الذي وجد على قلعة صلاح الدين الأيوبيّ، ورسم على رايته، ورنوك ترمز إلى وظائف الأمراء المختلفة، وقد عرف عن الأمير عز الدين أيبك التركماني أنه اتخذ رنك “الخونجة” أى المنضدة رمزًا لوظيفته عندما كان يعمل جاشنكير للملك الأيوبيّ الصالح نجم الدين أيوب([21]).
يعكس مشروع الإدارة الذاتية للقائد أوجلان وسياسة صلاح الدين الأيوبي تماثلاً فلسفياً عميقاً في رؤيتهما لتحرير المجتمعات وبناء أنظمة الحكم رغم تباعدهما الزمني ومن مواضع التشابه بينهما : تجاوز الهوية الضيقة فقد ركز كلاهما على وحدة الشعوب بدلا من الانغلاق العرقي فبينما وحد صلاح الدين الامم تحت راية الدفاع عن القدس أسس أوجلان مشروع الأمة الديمقراطية القائم على تعدد الثقافت وأخوة الشعوب ،واتفقا الزعيمان صلاح الدين وأوجلان في مقاومة الاستبداد فقد واجه صلاح الدين الصليبين ،بينما صمم أوجلان مشروعه لمواجهة أنظمة الشرق الأوسط الاستبدادية. ([22]).
غاية القول أن تاريخ الكرد يُشكل في الشرق الأوسط تجربة معقدة بين بناء الدولة، الهوية، والتعايش مع التنوع العرقي والديني في منطقة الشرق الأوسط. في القرن الثاني عشر، برز صلاح الدين الأيوبي، القائد الكردي، مؤسسًا الدولة الأيوبية التي جمعت بين الإدارة المركزية والمرونة في التعامل مع التنوع الديني والعرقي، مؤسسًا نموذجًا سياسيًا فريدًا في عصره. وفي العصر الحديث، برز مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، بقيادة عبد الله أوجلان، الذي طوّر فلسفة “الأمة الديمقراطية” كبديل للدولة القومية، مؤكدًا على التعددية والشراكة بين الشعوب.
تجربة الدولة الأيوبية الكردية ومؤسسها الكردي صلاح الدين الأيوبي حملت فكرة بناء الدولة والتعددية فقد تأسست الدولة الأيوبية في القرن الثاني عشر على يد صلاح الدين الأيوبي، الذي كان كرديًا من أصل، وقد تمكن من توحيد مناطق واسعة من الشرق الأوسط، ونجح في تحرير القدس من الصليبيين، مؤسسًا دولة إسلامية متعددة الأعراق والأديان. تميزت الدولة الأيوبية بإدارتها المركزية القوية التي لم تغفل عن التعدد الديني والعرقي، حيث ضمت مسلمين ومسيحيين ويهودًا، مع تطبيق نظام حكم قائم على مبادئ العدل والشورى الإسلامية، إلى جانب مرونة في التعامل مع التنوع الثقافي والاجتماعي.
يقول برادوست ميتاني في دراسته عن الأيوبيين: “لقد شكلت الدولة الأيوبية نموذجًا فريدًا في تاريخ الشرق الأوسط، حيث جمعت بين القوة العسكرية والإدارة السياسية المتقدمة، مع احترام التنوع الديني والعرقي الذي كان سائدًا في مناطق حكمها” ([23]).
كان للأكراد دور محوري في الجيش والإدارة، حيث استقروا في مناطق استراتيجية مثل حماة والجزيرة وميافارقين، وشكلوا نواة القوة العسكرية والسياسية في الدولة الأيوبية. استمر هذا الدور في الدولة المملوكية التي تبعت الدولة الأيوبية، مما يعكس قدرة الكرد على التكيف مع التحولات السياسية مع الحفاظ على هويتهم الثقافية والسياسية.
يضيف ميتاني: “الكرد لم يكونوا فقط جنودًا في الجيش الأيوبي، بل كانوا حكامًا في مناطق عدة، ومساهمين في السياسة الداخلية والخارجية للدولة”([24])
فلسفة الحكم في الدولة الأيوبية: الوحدة في التنوع تُقرأ الدولة الأيوبية فلسفيًا كنموذج لـ”الوحدة في التنوع”، حيث تمزج بين مركزية السلطة واحترام التعددية الدينية والثقافية. هذا يعكس فهمًا عميقًا للسلطة والعلاقات الاجتماعية، إذ لم تكن الهوية الكردية وحدها هي المحرك، بل كان هناك إدراك لأهمية التعايش والتكامل بين المكونات المختلفة.
يقول ميتاني: “لقد تبنى صلاح الدين فلسفة حكم تجمع بين مركزية السلطة والمرونة في الإدارة المحلية، مع احترام التنوع الديني والعرقي، مما ساهم في استقرار الدولة رغم التحديات الخارجية والداخلية” (ميتانى، 2024، ص. 1171-1341).
أما مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا فقد انطلق مشروع الإدارة الذاتية عام 2012 في مناطق شمال وشرق سوريا، معتمدًا على فلسفة “الأمة الديمقراطية” التي طرحها عبد الله أوجلان، والتي ترفض الدولة القومية التقليدية وتؤمن بالتعددية والشراكة بين الشعوب والأديان. يهدف المشروع إلى بناء نظام ديمقراطي تشاركي يعزز التعايش السلمي والعدالة الاجتماعية.
يشرح مركز آتون للدراسات أن “مشروع الإدارة الذاتية يعكس رؤية جديدة لإدارة التنوع في سوريا، حيث يقوم على الديمقراطية التشاركية واللامركزية، ويؤكد على مشاركة المرأة وحقوق الإنسان، في مواجهة النظام القومي التقليدي”([25])
فلسفة الأمة الديمقراطية لعبد الله أوجلان: يرى أوجلان أن الدولة القومية هي أصل مشاكل الشعوب، وخاصة الشعب الكردي، ويؤكد أن الأمة الديمقراطية هي البديل الذي يحترم خصوصيات الشعوب ويعزز حرية التعبير والتنظيم الديمقراطي. هذا المفهوم يستند إلى نقد عميق للدولة القومية التي يصفها بأنها “الرحم الذي أنجب الشيطان” (ANF، 2023).
يقول التقرير: “تنطلق أطروحة الأمة الديمقراطية لدى عبد الله أوجلان من نقد عميق للأمة القومية، التي اعتبرها الرحم الذي أنجب الدولة القومية، حتى راح أوجلان يبشر بنهاية عصر الأمة القومية واستبدالها بالأمة الديمقراطية” (ANF، 2023).
كما واجهت صلاح الدين والدولة الأيوبية صعوبات ومخاطر وتهديدات وقاموا بعمل آليات لمشروع وحدة العالم الإسلامي والتسامح والتعايش وتحديد العدو الحقيقي الذي يشكل تهديد حقيقي على السلم العام أوجد الزعيم عبد الله اوجلان آليات الإدارة الذاتية والتحديات وتقوم الإدارة الذاتية على مبدأ الديمقراطية التشاركية واللامركزية، مع التركيز على دور المرأة وحقوق الإنسان، لكنها تواجه تحديات داخلية وخارجية، منها الصراعات الإقليمية ومحاولات فرض إيديولوجيا حزب العمال كردستاني على المجتمع.
عبد الله أوجلان وفلسفة الأمة الديمقراطية:شهد فكر عبد الله أوجلان تحولات عميقة بعد اعتقاله في عام 1999، حيث انتقل من الدعوة إلى دولة كردية مستقلة إلى تبني فلسفة “الأمة الديمقراطية” التي تؤمن بالتعددية والتعايش السلمي ضمن إطار الدولة الوطنية القائمة. يرى أوجلان أن الحل الأمثل للقضية الكردية ليس في إقامة دولة قومية منفصلة، بل في بناء نظام ديمقراطي يضمن حقوق جميع القوميات والأديان ضمن حدود الدولة.
يقول مركز أبحاث مينا في تقريره: “لقد تحوّل أوجلان من الفكر القومي الضيق إلى فلسفة الأمة الديمقراطية التي تعزز الشراكة والتعددية، مع رفض العنف كأداة للتحرر”([26])
كانت فلسفة صلاح الدين الأيوبي نقد النزاعات القومية ووحدة الصف وبناء دولة قوية على التعايش والتسامع وقبول الآخر في ظل التعددية وتقوم فلسفة أوجلان أيضاعلى نقد الدولة القومية التي تعتبرها سببًا رئيسيًا للصراعات العرقية والاقصائية، وتدعو إلى بناء “أمة ديمقراطية” تقوم على الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، مع احترام التنوع الثقافي واللغوي والديني. هذه الفلسفة تنطلق من مفهوم أن الأمة ليست قومية بالمعنى الضيق، بل هي كيان سياسي متعدد القوميات والأديان والثقافات.
يشرح مركز آتون للدراسات: “الأمة الديمقراطية هي رؤية سياسية وفلسفية تعيد تعريف مفهوم الأمة بما يتناسب مع التنوع والتعددية في المجتمعات الحديثة، وتؤكد على أهمية الديمقراطية التشاركية واللامركزية” (مركز آتون، 2024، ص. 102-130).وكذلك كان صلاح الدين ودولة الأيوبية التى نجحت في قيادة العلم الإسلامي في مواجهة أصعب التحديات وألد الأعداء تحت راية واحدة ومشروع واحد ومظلة واحدة شهدت العربي والتركي والكردي والفارسي وغيرهم من أجناس كثر فقد أمن بالتعددية والتنوع ووفر المناخ الحر الصحي للجميع بأن يحيا حياة كريمة قائمة على العدل والمساواة
حمل صلاح الدين مشروع فكري قائم على البناء الاجتماعي الصحيح ونبذ الصراع الطبقى والدعوات الانفصالية وكذلك تتسم فلسفة أوجلان بنقد عميق للدولة القومية التقليدية، والانتقال من الصراع الطبقي إلى تحليل علاقات القوى والبنى الاجتماعية، مع التركيز على تحرير المرأة ودورها في التحولات الاجتماعية والسياسية. كما يبرز في فلسفته دور البيئة والحفاظ على الطبيعة كجزء من مشروع الأمة الديمقراطية، مما يجعل فكره جزءًا من الفكر الإنساني المعاصر.
وبعمل مقارنة سريعة بين ابرز المتشابهات بين الدولة الأيوبية ومشروع الإدارة الذاتية
يتضح الأتي:
العنصر | الدولة الأيوبية | الإدارة الذاتية وأوجلان |
الإدارة الذاتية وأوجلان | الإدارة الذاتية وأوجلان | الأمة الديمقراطية متعددة القوميات |
فلسفة الحكم | مركزية مرنة مع احترام التعدد | ديمقراطية تشاركية ولا مركزية |
الهوية | كردية إسلامية ضمن إطار إسلامي أوسع | كردية متعددة القوميات مع رفض القومية الضيقة |
التعايش والتسامح | احترام الأديان والثقافات المختلفة | التعايش والتسامح وشراكة بين الشعوب وحقوق المرأة |
يتضح من الجدول أن كلا المشروعين يعكسان رؤية سياسية وفلسفية ترفض القومية الضيقة وتؤمن بالتعددية والتعايش. الدولة الأيوبية كانت نموذجًا لإدارة مركزيّة لكنها مرنة، تسمح بالتنوع ضمن إطار إسلامي متعدد الأعراق، بينما الإدارة الذاتية تعتمد على الديمقراطية التشاركية واللامركزية، مع تأكيد خاص على حقوق المرأة والمجتمعات المهمشة.
وفي الأخير يقول الباحث زهاوي: “يمكن اعتبار الدولة الأيوبية نموذجًا تاريخيًا لإدارة التنوع، وهو ما يستلهمه مشروع الإدارة الذاتية المعاصر في بناء نظام سياسي متعدد القوميات والأديان”([27]).
وفي الأخير تقدم تجربة الدولة الأيوبية نموذجًا تاريخيًا لإدارة متعددة الأبعاد تجمع بين القوة السياسية والعدالة الاجتماعية والتعددية الثقافية، وهو ما يعاد صياغته في مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية لعبد الله أوجلان. إن دراسة هذا التشابه تحمل بعدًا فلسفيًا عميقًا حول مفهوم الدولة، الهوية، والحرية في سياق الشعوب المتعددة، وتفتح آفاقًا لفهم جديد للديمقراطية والتعايش في الشرق الأوسط.
قائمة المصادر والمراجع
([1] ) ابن عباس (الحسن بن عبد الله بن عبد الكريم) : آثار الدول وترتيب الدول،د.ط،د.ت، ص 147.
( [2] ) – M . Izady : Geography The Land ,Harvard University , 1992 , http//dir.yahoo .com , P. 4 , Net .
([3] ) طه بن عثمان الفراء : جغرافية موقعة اليرموك ، ندوة اللقاء الجغرافي الثاني ، جامعة الملك سعود ، الرياض ، السعودية ، 1405هـ ، 1985م ، ص 2.
([4] ) المسعودي (أبو الحسن علي بن الحسين بن علي) ت 346هـ : التنبيه والإشراف ، مطبعة بريل ، ليدن ، سنة 1893، ص 89.
([5] ) القرماني (أبو العباس أحمد بن يوسف الدمشقي): أخبار الدول وآثار الأول ، دار السداد ، بغداد ، العراق ، 1288هـ ، ص 222.
([6] ) Chamber’s Encyclopaedia ,”Kurdes” V8 , London , 1950, P.272.
([7] ) فتحي عثمان : المرجع السابق ، ص 187.
([8] ) العيني (بدر الدين محمود) ت 855هـ / 1451م : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان ، حققه ووضع حواشيه محمد محمد أمين ، الهيئة العامة ، القاهرة ، 1407هـ ، 1987م ، ص 181.
وكذلك : كاظم حيدر : الكرد من هم وإلي أين ؟ الطبعة الأولي ، منشورات الفكر الحر ، بيروت ، لبنان ، 1959م ، ص 14.
([9] ) عبد العليم رضوان : في جغرافية العالم ، دار الكتاب الجامعي ، القاهرة ، 1402هـ ، 1980 م ، ص 212.
وكذلك : السيد عبد الرزاق الحسني : العراق قديماً وحديثاً ، مطبعة العرفان ، صيدا ، 1367هـ ، 1948م، ص 34.
([10] ) مريزن سعيد عسيري : الحياة العلمية في العراق في العصر السلجوقي ، الطبعة الاولي ، مكتبة الطالب الجامعي ، مكة ، 1407هـ ، 1987م ، ص 81.
([11] ) ب. ليرخ : دراسات حول الكرد وأسلافهم الخالدين الشماليين ، ترجمة عبدي حاجي ، الطبعة الأولي، منشورات مكتبة خاتي ، حلب ، 1994م ، ص 14.
([12] ) حسين نور صادقي : أصفهان ، شركة مطبوعات ، است تهران ، 1316هـ ص 8.
([13] ) الثعالبي : تتمه يتمه الدهر في محاسن أهل العصر ، شرح وتحقيق مفيد محمد تميمة ، الطبعة الأولي، دار الكتب العلمية ، لبنان ، 1403هـ /1983م ، ص 183.
وكذلك : يعقوب سركيس ” مباحث عراقية في الجغرافية والتأريخ والآثار وخطط الشام ، تقديم أ.رفائيل بطي، مير بصدري ، القسم الثاني ، شركة الطباعة ، بغداد ، 1374هـ / 1955م ، ص 220.
([14] ) محمد صالح داود القزاز : الحياة السياسية في العراق في العصر العباسي الأخير (512-656هـ) ، مطبعة الفضاء ، النجف ، 1391هـ – 1971م ، ص 204.
([15] ) مؤلف مجهول : أكراد الملي ، المرجع السابق ، ص 6.
Delacorte World History , V11, OP.cit . P.13.
([16] ) العيني (بدر الدين أبو محمود بن يوسف) ت 855هـ : السيف المهند في سيرة الملك المؤيد ، حققه وقدم له فهيم محمد شلتوت ، راجعة محمد مصطفي عبادة ، دار الكاتب ، القاهرة ، 1387هـ / 1967م ، ص 17.
وكذلك : عايدة العلي سري الدين :” المسألة الكردية في ملف السياسية الدولية ، الطبعة الأولي ، بيروت ، لبنان، منشورات دار الآفاق الجديدة ، بيروت ، لبنان ، 1420هـ / 2000م ، ص 210.
([17] ) البقاعي (ابراهيم بن عمر) : أطهار العصر لأسرار أهل العصر (تاريخ البقاعي) ، الطبعة الأولي ، القسم الأول ، تحقيق محمد سالم أبو شديد ،هجر للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1414هـ،1992م، ص 21.
([18] )The Cambridge Encyclopaedia of The Middle East ,”Kurds” New York , 1988 , P.467.
( [19] ) فتحي محمود: العلاقات العربية الكردية ،مؤسسة الأهرام الصحفية المصرية ، القاهرة ، 2021م ، 123صفحة ، مقال سيد مصطفى:” تجسدت بالإدارة الذاتية.. كيف رسم القائد أوجلان قواعد العيش المشترك بين الشعوب، القاهرة الأربعاء, ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣ ANF NEWS.
([20])Ibid ؛ راسكين: شموع العمارة، باريس، 1930، ص69 .
Asch,S.E,:-Opinions And Social Pressures, , New York 1955,PP34-35.
([22]) ANF NEWS :- تجسدت بلإدارة الذاتية …كيق رسم القائد أوجلان قواعد العيش المشترك بين الشعوب
([23])(ميتانى، 2024، ص. 21-64).
([24])(ميتانى، 2024، ص. 21-64).
([25])(مركز آتون، 2024، ص. 102-130).
([27])(زهاوي، 2021، ص. 89-112). وكذلك راجع
- برادوست ميتاني، “الأيوبيون وملامح من دورهم وخصوصيتهم الكردية في سوريا 1171-1341م”، الفكر الحر، 23 يناير 2024، ص. 21-64، 108-126، 1171-1341.
- زهاوي، “صلاح الدين.. من الدولة الأيوبية إلى الدولة الكردية؟”، 30 مارس 2021، ص. 89-112.
- مركز آتون للدراسات، “الأداء السياسي لـ ‘الإدارة الذاتية’ منذ عام 2019: دراسة في آليات التحكم”، 2024، ص. 102-130.
- مركز أبحاث مينا، “نقد مشروع عبد الله أوجلان”، 12 سبتمبر 2020، ص. 45-67.
- “عبد الله أوجلان وَحَلُّ الأمة الديمقراطية: قراءة أولية”، 12 أبريل 2023.ANF